صناعة الألبان أحد أهم الموارد الغذائية لأي إنسان، نظرًا لارتفاع قيمتها وسهولة تناولها وامتصاصها، مُقارنة بباقي السلع والمحاصيل والمنتجات الأخرى، ما دعى لضرورة الاهتمام بها، والعمل على تحسين جودتها، عبر سلسلة من الأبحاث العلمية، التي يُشرف عليها نُخبة من المتخصصين.
وهو الملف الذي خصص له الإعلامي أحمد عبد الحميد وبرنامج مراكز وأبحاث، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية حلقة كاملة، في محاولة لإلقاء الضوء على هذا المجال بشكل علمي من ذوي التخصص.
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف انتقلت كاميرا البرنامج، إلى المركز القومي للبحوث، للقاء نخبة من الأساتذة والمتخصصين في مجال صناعة الألبان، للتعريف بطُرق الاستفادة من النباتات الطبية والعطرية في هذا المجال، ودورها في تعظيم قيمتها الغذائية وعوائدها الاقتصادية.
صناعة الألبان والنباتات الطبية.. صعوبات وتحديات
في البداية تحدث الدكتور طارق نور، أستاذ باحث مُساعد بقسم الألبان، بمعهد بحوث الصناعات والتغذية، بالمركز القومي للبحوث، عن الجهود المبذولة لاستخلاص المواد الفعالة، التي يمكن الاستفادة بها في مجال صناعة الألبان، مُشيرًا إلى حجم الصعوبات التي واجهتهم لتحقيق هذا الهدف.
الطعم واللون والرائحة ودرجات الحرارة.. أبرز التحديات
وأوضح أن أولى هذه الصعوبات تمثلت في عدم القدرة على استخدام مستخلصات النباتات ذات الطعم النفاذ أو الرائحة واللون غير المُستساغين، ما يُقلل من درجة قبول المُستهلك لها، ويُضعف من قدراتها التسويقية، لافتًا إلى ثاني العقبات والتي حصرها في الحساسية الشديدة لمثل هذه المواد، ضد العديد من العوامل البيئية مثل الحرارة والضوء، وغيرها من المعاملات التي ستتعرض لها خلال مراحل التصنيع.
وكشف الدكتور طارق نور أن هذه التحديات والصعوبات دفعتهم إلى إعادة التفكير في كيفية إيجاد مخرج علمي يُتيح الاستفادة من المواد الفعالة الخاصة بالنباتات الطبية والعطرية، كمُدخلات مُفيدة في صناعة الألبان، باستخدام تقنيات النانوتكنولوجي.
الكُركمين والاستفادة منه في صناعة الألبان
انتقل الدكتور طارق نور إلى الكُركمين والذي تعرف عليه الجمهور كأحد المواد الفعالة في علاج العديد من الأمراض، موضحًا أن التفكير في استخدام هذه المادة واجه مجموعة من العوائق والصعوبات، وعلى رأسها عدم إمكانية تحلله وذوبانه في الماء، ما يمنع استخدامه في صناعة الألبان، نظرًا لأنه سيترسب في القاع، علاوة على شدة اللون التي يتميز بها، بالإضافة لسهولة تكسره أثناء إجراء المعاملات الصناعية، فيما كانت صعوبة ثباته في البيئات المتعادلة والقلوية آخر هذه الصعوبات، ما يعوق الاستفادة منه بشكل سليم.
وهو التحدي الذي تغلب عليه، ليتمكن من إدخاله في صناعة مُنتجات الألبان مثل الآيس كريم والزبادي، بعد إجراء عدد من الأبحاث التي نشرت في بعض الدوريات العلمية المُتخصصة مثل سكوبس ” “SCOPUS .
إقرأ أيضًا: زراعة الطحالب.. تعرف على أبرز 15 تطبيقًا لـ”سلة غذاء المُستقبل”
تابع الدكتور طارق نور شرحه لكيفية الاستفادة من المواد الفعالة الخاصة بالنباتات الطبية والعطرية والتي تم استخدامها في صناعة الألبان، وأبرزها عنصر السلينيوم، الذي يُمثل واحد من أهم مُضادات الأكسدة، والعناصر المعدنية الأكثر فائدة للجسم البشري، ما دعا لضرورة الاستفادة منه في هذا المجال.
الحديد والفوليك وفيتامين سي.. “الخليط السحري”
وأوضح الدكتور طارق نور أن الأبحاث الخاصة باستخدام النباتات العطرية في صناعة الألبان تواصلت، وصولًا لاستخدام الخليط السحري المُكون من عناصر الحديد والفوليك وفيتامين سي، في تحضير مشروب لبني يُمثل حلًا ناجحًا لعلاج مرضى الأنيميا.
لا يفوتك.. الطفرة الزراعية في عهد الرئيس السيسي
الهدف من الاستعانة بالنباتات الطبية والعطرية في صناعة الألبان
ولفت إلى أن الهدف من السعي لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من المواد الفعالة الموجودة في النباتات الطبية والعطرية يتمثل في تعزيز قيمة اللبن كمشروب صحي يحتوي على كامل العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم بشكل مقبول ومُستساغ، فيما يمثل حلم الوصول لمُنتجات ترفع مناعة الجسم ضد الأوبئة والأمراض أسمى الطموحات العلمية.
توجيهات رئاسية
وكشف الدكتور طارق نور عن التوجيهات الرئاسية الصادرة إلى كافة المراكز البحثية في جميع المجالات، والتي أوصت بضرورة العمل على إنتاج عدد من المُستحضرات الطبية والغذائية واللقاحات، التي يُمكنها مقاومة الجائحة وغيرها من الأمراض، مع إيجاد البدائل المُصرية المُعتمدة طبيًا وعلميًا، ليكون العلاج في متناول جميع المصريين.
موضوعات قد تهمك:
مزارع عيش الغراب.. مواصفاتها المثالية وتكلفة التأسيس لصغار المنتجين