إكثار النخيل بزراعة الأنسجة يمر بعدة خطوات، علاوة على التزام المعمل الذي يشهد تنفيذ هذه العملية ببعض الاشتراطات الواجب اتباعها، للوصول لأفضل النتائج المرجوة، وإنتاج شتلات سليمة وقادرة على النمو بأعلى مُعدلات الإنتاجية، وهي المُعاملات التي تستدعي تسليط المزيد من الضوء للتعرف عليها بصورة أكثر قربًا ووضوحًا.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي وائل الحضري، مُقدم برنامج “نبض الزراعة”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عز الدين العباسي – مدير المعمل المركزي للأبحاث وتطوير نخيل البلح – ملف إكثار النخيل بزراعة الأنسجة بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء خطوات واشتراطات إنتاج شتلات سليمة وقوية.
إكثار النخيل
شروط اختيار الفسيلة
في البداية قدم الدكتور عز الدين العباسي شرحًا لمعنى مصطلح إكثار النخيل عن طريق زراعة الأنسجة، موضحًا أنها تعتمد على اختيار الفسيلة المُلتصقة بالأم، شريطة التأكد من تكامل الصفات وتطابقها مع الصنف بنسبة 100%.
ووضع مدير المعمل المركزي للأبحاث عددًا من الشروط التي يتوقف عليها اختيار الفسيلة التي ستتم من خلالها إكثار النخيل بطريقة زراعة الأنسجة، والتي يُمكن إيجازها في النقاط التالية:
- التأكد من الثمار
- اختيار الصنف بعناية
- جودة الثمار
- خلو الأم من أي أمراض أو الآفات
- اختيار القطر المثالي للفسيلة “30 سم على سبيل المثال”
إكثار النخيل
8 خطوات هامة
أوضح “العباسي” أن الفسيلة الواحدة، ينتج عنها ما بين 500 إلى 2000 شتلة زراعة أنسجة أو يزيد، مُشيرًا إلى أنه وبمجرد اختيارها تبدأ خطوات عملية اكثار النخيل بزراعة الأنسجة، وأوجزها في النقاط التالية:
- فصل الفسيلة عن الأم وتقطيعها
- فصل الألياف والأوراق حتى الوصول لـ”الجمارة”
- تنفيذ عمليات التطهير السطحي والتعقيم الخارجي لـ”الجمارة”
- استكمال عمليات التطهير بغسل الفسيلة بالماء الجاري المُعقم 3 مرات
- تقطيع الفسيلة
- تجهيز الوسط الغذائي الملائم للزراعة
- الزراعة داخل “عبوات زجاجية”
- وضع فحم داخل العبوات
وفسر مدير المعمل المركزي للأبحاث وتطوير نخيل البلح أسباب وضع الفحم في الوسط الغذائي الخاص بزراعة الأنسجة، موضحًا أن هذه الخطوة تستهدف امتصاص المواد الفينولية المُتكونة جراء عمليات قطع الفسائل.
وأشار إلى أن المواد الفينولية التي يتم إفرازها تتحول بفعل الأكسدة إلى “كينو”، وهي عبارة عن مواد سُمية شديدة الخطورة، على الأجزاء التي يتم استخدامها في زراعة الأنسجة واكثار النخيل، ما قد يعوق قدرتها على النمو بشكل سليم.
إكثار النخيل
3 اشتراطات هامة لنجاح زراعة الأنسجة
شدد الدكتور عز الدين العباسي على حتمية الالتزام ببعض الاشتراطات والتوصيات الفنية في هذه المرحلة الهامة من محاولة إكثار النخيل بتقنية زراعة الأنسجة، وفي مُقدمتها:
- وضع العبوات وبيئة الزراعة الصناعية داخل مكان مظلم
- تغيير الوسط الغذائي مرة كل شهر واستبداله بآخر مُعقم
- إجراء المعاملة السابقة الخاصة بتغيير الوسط الغذائي 4 مرات على أقل تقدير
إكثار النخيل
مرحلة ما قبل الأقلمة
لفت “العباسي” إلى أن الأجزاء التي تم زراعتها قد تتحول إلى واحدة من ثلاث أشكال:
- التكشف إلى “كلص”: وهي عبارة عن “خلايا برانشيمية غير متميزة”، تشبه حبات السكر، وتظهر باللون “الكريمي”، وفي هذه الحالة يتم نقلها لوسط غذائي جديد، حتى تمام التكشف إلى “أجنة” أو “براعم”، وتستمر لمدة 3 أو 4 أشهر، هي المرحلة التي يُطلق عليها اصطلاحًا “الإكثار غير المباشر”.
- التكشف إلى أجنة مُباشرة
- التكشف إلى براعم مُباشرة: وفي هذه المرحلة يُمكن تكرار “النقلات” حتى الوصول للعدد المطلوب، والذي يتناسب مع الطاقة الاستيعابية للمعمل الذي تتم فيه عمليات اكثار النخيل بزراعة الأنسجة.
وأوضح أنه بمجرد وصول البراعم للون الأخضر تبدأ عملية تعريضها للضوء تدريجيًا، والتي يُصاحبها استمرار عملية الاخضرار، وصولًا للحجم المناسب لمرحلة “الاستطالة”، والتي يتم فيها نقله إلى بيئة “زيادة حجم”، وتنتهي هذه المرحلة عند ظهور بوادر “الجذور”، وفصل كل جزء ووضعه داخل أنبوب خاص به.
وأكد أن هذه المرحلة تُعرف بـ”ما قبل الأقلمة”، ويتم فيها تجهيز كل أنبوب ببعض العناصر الغذائية الضرورية اللازمة لاستكمال النمو على النحو الأمثل، وهي:
- مُنظمات نمو
- عناصر صغرى
- عناصر كبرى
- هرمونات
- أحماض عضوية وأمينية
وكشف مدير المعمل المركزي للأبحاث وتطوير نخيل البلح أن المراحل المشار إليها تستمر داخل المعمل لفترة زمنية تتراوح ما بين 36 إلى 42 شهرًا تقريبًا، للانتقال لمرحلة “الأقلمة”، والتي تتم داخل صوب زراعية مُجهزة لهذا الغرض خصيصَا.
إكثار النخيل
مرحلة الأقلمة
تستمر لمدة 6 أشهر، لتأهيل النباتات للتواجد والزراعة في الأجواء العادية المفتوحة، ويتم فيها تنفيذ بعض الخطوات للحفاظ على النبات، علاوة على تجهيز البيئة المُناسبة لإتمام فترة الأقلمة على النحو الأمثل، كالتالي:
- غسل النبات جيدًا
- نقع النبات داخل مطهر فطري
- زراعة النبات داخل “بيتموس” كامل التخمر بالمطهرات والمنشطات
- تكييس النبات من أسبوعين إلى 3 أسابيع بهدف الحفاظ على نسبة الرطوبة والحرارة التي تُحاكي جو المعمل
- عمل فتحات تهوية تدريجية بالأكياس ووضعها تحت “التنل”
- ضبط درجة الرطوبة داخل التنل على 85%
- ضبط درجة الحرارة داخل التنل من 23 إلى 25 درجة مئوية
- تهوية الأكياس بعد مرور من 2 إلى 3 أسابيع
- خلع الأكياس ونقل النباتات داخل أنفاق أخرى بعد من 2 إلى 3 أسابيع بدرجات رطوبة أقل
- النقل إلى البيئة المفتوحة وتدوير النبات بما يتناسب مع طول الجذر
موضوعات ذات صلة
شتلات النخيل.. 4 مزايا لتقنية “زراعة الأنسجة”
المعمل المركزي للنخيل.. جهود متواصلة للارتقاء بمستوى وإنتاجية “البلح”
إقرأ أيضًا
المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات.. 3 أدوار و4 اعتمادات دولية
غاز الميثان.. أبرز أخطاء “تغذية الماشية” وسُبل تقليل نسبة الانبعاثات
حمى اللبن.. أسبابها وأعراضها وطرق علاج الماشية المصابة بها
لا يفوتك