العسل الأبيض مادةٌ ذهبيةٌ لزجة القوام، وله العديد من الأنواع فهناك الأبيض والأسود وغيرهما، وهو عبارة عن عصارة سكريّة طبيعية، ينتجها نحل العسل فى بطونه بعد شربهم لرحيق الأزهار والورود ويكون لزج القوام ذو ألوان مختلفة حسب أنواع رحيق الأزهار والنباتات. ويتميّز بلونه الذّهبي الصّافي، وثمنه الباهظ الذي يميّزه عن الأنواع المختلفة من العسل، وللعسل الأبيض طعمٌ حلوٌ ولذيذ، وأكثر خفّة من العسل الأسود.
يعود إكتشاف العسل الأبيض الطبيعى إلى آلاف السنوات؛ إذ كان معروفاً منذ العصر الحجريّ، فقد إستخدمه الإنسان البدائيّ في وجباته الغذائيّة، وكان يتناوله بشكلٍ دائمٍ، ثمّ عُرفَ العسل في الحضارات الفرعونيّة، والسومريّة كعلاجٍ للعديد من أنواع الأمراض، وذلك بسبب إنخفاض سعراته الحراريّة، وقدرتهِ على تزويد الجسم بالطاقة المناسبة، وأيضاً دوره الطبيّ كمضادٍّ حيويٍّ للإلتهابات البكتيريّة، عن طريق تقويته لجهاز المناعة، وتنشيط عمل الدورة الدمويّة.
يمتاز العسل الأبيض بأن نكهته أخف مقارنة بالعسل الأغمق لونًا، كما أن هناك بعض النباتات المخصصة والتي تنتج هذا العسل مثل الميريمية والبرسيم الحجازى، وتتعدّدُ أنواعُه ما بين عسل السدر، والبرسيم الحجازيّ، والحلو، وعسل التفاح، وعسل الخروب، وعسل الجزر، وغيره. بالرغم من اسمه إلا أن هذا العسل لا يبدو أبيض اللون، لكن هو فاتح جدًا.
قال الله تعالى في كتابه العزيز (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلا يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار، وأنا أنهى أمتي عن الكي).
يعتبر العسل الأبيض أحد أهم الموادّ العذائية الصحية التي يستخدمها الإنسان في العديد من مجالات حياته فيستطيع تناوله كما هو، أو إضافته إلى مختلف الأطعمة والسلطات والحلويات أيضاً، وإلى جانب طعمه المميّز فإنّ له العديد من الفوائد والخصائص العلاجية والطبيّة لمجموعةٍ من الأمراض التي تصيب الإنسان بسبب إحتوائه على العناصر الغذائية المهمّة لجسم الإنسان كالكربوهيدرات، والسكريات، والألياف، وغيرها. ويوصي الأطبّاء والمختصّون في مجال الصحّة البدنيّة بتناول العسل الأبيض بشكل يوميّ على الريق في ساعات الصباح الباكر؛ لتحقيق الإستفادة القصوى من هذا العنصر الطبيعيّ الذي يتميّزُ بقيمة غذائيّة عاليةٍ جداً.
القيمة الغذائيّة لـ العسل الأبيض
يُعتبر العسل الأبيض طعاماً طبيعياً، ويحتوي على 200 مادة مختلفة تقريباً، ويتكون بشكلٍ رئيسيّ من السكريات، والماء، والإنزيمات، والأحماض العضوية، والصبغات، والفيتامينات، والمعادن، والمركبات العطرية، كما يُعدُّ غنياً بالمركبات ذات الخصائص الحيوية والمُضادة للتأكسد؛ كالفلافونويدات، وحمض الفينوليك، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه المكونات تختلف من عسلً لآخر؛ نتيجة إختلاف الأزهار وطبيعة النباتات والمناطق الجغرافية والظّروف الجويّة المحيطة بها، وتقسم هذه المكونات إلى التالي:
السكريات: هي مجموعةُ العناصر السكريّة الطبيعيّة تصل إلى أكثر من 75% من السكريات الأحادية، والتي تُعطي كلّ نوعٍ من أنواع العسل المذاق الخاصّ به، وتكون السكريات حسب نوع الزهور التي قام النحل بإمتصاص رحيقها ومن أهمّ أنواع سكريات العسل الأحادية (Monosaccharides): سكر الفركتوز (Fructose)، والجلوكوز (Glucose)، وبين 10-15% من السكريات الثنائية (Disaccharides)، ومنها؛ السكروز (Sucrose)، والمالتوز(Maltose) ، والتورانوز(Turnanose)، كما يحتوي على كمية قليلة من أنواع أخرى من السكريات، ويعد سكر الفركتوز هو الأعلى نسبةً فيه مقارنةً بباقي السكريات، إلا إنَّ أنواع قليلة منه قد تحتوي على الجلوكوز بنسبة أعلى.
الماء: هو من أهمّ مكوناتِ العسل الطبيعيّ؛ ولكنه يوجدُ بنسبةٍ قليلةٍ في العسل، وذلك من أجل المحافظةِ على تماسكه، ويشكّل الماء ما يُقارب 17% من العسل.
الإنزيمات والخمائر
حيث يتميز العسل عن المُحليات الأخرى بإحتوائه على العديد من الإنزيمات التي تتعدد مصادرها؛ فقد تكون من حبوب اللقاح، أو الخمائر، أو النحل، أو رحيق الأزهار، أو من الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في العسل، والتي تُساهم في تحلّل السكريات، ومُعظم العناصر الأخرى التي يتكوّن منها العسل الطبيعيّ. ومن الأمثلة عليها؛ الأميلاز (Amylase)، والفوسفاتيز الحمضى (Acid phosphatase)، والإنفرتيز (Invertase)، والدياستيز (Diastase)، والكاتالاز (Catalase).
البروتين والأحماض الأمينيّة
يحتوي العسل على كمية قليلة من البروتين، وتختلف نسبته بحسب نوع النحل، كما تتعدد المصادر البروتينية في العسل؛ وتُعتبر حبوب اللقاح المصدر الرئيسيّ، بينما الأحماض الأمينية هي التي تُساعد في عملية إذابة وخلط مكونات العسل الطبيعيّ معاً، ومن أنواع هذه الأحماض: البرولين (Proline)، والتيروزين (Tyrosine)، والهستدين(Histidine) ، ويوجد البرولين بأعلى نسبة، وحمض الجلوتاميك، وحمض الأسبارتيك، والفينيل ألانين، وغيرها. كما يوجد في العسل أيضاً الكثير من البروتينات مثل نيكيلوبروتين.
الفيتامينات
يحتوي العسل على كمية قليلة من الفيتامينات، مثل؛ مجموعة فيتامينات ب، وتشمل؛ ب1، وب2، وب3، وب5، وب6، وب7، والفولات، كما يشتمل على فيتامين ج؛ الذي يُعدُّ فعّالاً كمضادٍ للتأكسد. ويحتوى أيضا على نسبة من فيتامينات A و B وفيتامين .D
المعادن
هي المكوّنات الغذائيّة التي تدعم الفيتامينات في دورها المفيد في العسل الطبيعيّ ويحتوي العسل على العديد من المعادن؛ كالبوتاسيوم، والماغنيسيوم، والكالسيوم، والحديد، والفسفور، والزنك، واليود، وغيرها، وتوجد هذه المعادن بنسبة تتراوح بين 0.04% إلى 0.2%، وتتنوع نتيجة إختلاف التربة التي تُرزع فيها الأزهار، والرحيق.
المركبات العضوية المتطايرة
حيث يُساهم خليط هذه المركبات في إنتاج نكهة العسل المميزة، والتي تختلف نتيجة تنوّع رحيق الأزهار، وظروف إنتاجه، وتخزينه.
الأحماض العضوية
يحتوي العسل على حمض الفورميك (Formic acid)، وحمض اللاكتيك (Lactic acid)، وحمض الستريك (Citric acid)، وغيرها.
الفينولات
إذ تتميز هذه المركبات بدورها الفعّال كمضادات للتأكسد؛ ولها القدرة على مكافحة الجذور الحرة، وذلك من خلال تكوين مركبات أكثر إستقراراً وأقلَّ سمية، ويحتوي العسل على هذه المركبات على شكل الفلافونولات، والفلافونات، وغيرها.
مركبات مضادة للجراثيم: إذ يحتوي العسل على مركباتٍ فعّالة ضد البكتيريا الإشريكية القولونية E. coli، والكليبسيلا (Klebsiella)، والمكورة العنقودية ((Staphylococcus.
تحتوى كل ملعقة كبيرة واحدة من العسل على، أو ما يساوي 21 جراماً من العسل على العناصر الغذائيّة التالية: القيمة السعرات الحراريّة (63.8 سُعر حراري)، الماء (17.2%ً)، الكربوهيدرات (17.30 جراماً)، السكر (17.2 جراماً)، 38.2% من الفركتوز، 31.3% من الجلوكوز، 7.1% من سكر المالتوز، البروتين (0.06 جراماً)، البوتاسيوم (10.9 مليجرام)، كما يحتوى نسب قليلة من المعادن والأملاح الغذائية ومنها: الكالسيوم (1.26 مليجرام)، الفسفور (0.84 مليجراماً)، الصوديوم (0.84 مليجرام)، الزنك (0.046 مليجرام)، الحديد (0.08 مليجرام)، كما يحتوى أيضا على فيتامين ج ( 0.105 مليجرام)، ولا يحتوي العسل أي نسبة من الدهون والألياف.
فوائد العسل الأبيض للصحة
إستخدم العسل منذ القدم كعلاجٍ تقليديٍّ للعديد من المشاكل الصحية، ومن فوائده العديدة للصحة، مايأتى:
تعزيز الجهاز المناعى
يساعد العسل الأبيض علي تقوية الجهاز المناعي بشكل كبير، ويحد من الإصابة بالأمراض المناعية المختلفة، ولذا ينصح بتناول ملعقة عسل يوميا علي الريق للحصول على فوائده. ولقد أوضحت إحدى الدراسات العلمية أنّ تناول العسل قد يعزز مناعة الجسم ضدّ الإصابة بالربو، والحساسيّة، لإحتوائه على مركبات الفلافونويدات(Flavonoids) ، كما يقلّل نفاديّة، وهشاشة الشعيرات الدمويّة، وبالإضافة إلى ذلك يمكن لأنواع العسل المحلّية أن تعمل كاللقاح لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسيّة حبوب اللقاح؛ وبالتالي يمكن لتناوله أن يساهم في تعوّد الجسم على هذه الحبوب، ممّا يقلّل من الإستجابة المناعيّة ومن إفراز الهستامين(Histamine) عند تعرّض الجسم لها.
الحصول على الطاقة
يعد العسل من الأغذية الجيدة في الحصول علي الطاقة، وأيضا يساهم في تجديد نشاط الجسم بشكل كبير، نظرا لإحتوائه على مضادات الأكسدة التي تعمل على منع خلايا الجسم من الأكسدة، فضلا عن إحتوائه على الفيتامينات وعلى نسبةٍ عالية من السكريّات الطبيعيّة (الفركتوز) المحفّزة لطاقة الجسم، وينشط بالتالي الدورة الدمويّة. لذا يمكن تناول ملعقة من العسل الأبيض المضاف إليه كوب من الماء الدافيء وتناوله في الصباح للحصول على الطاقة. ولكن نظرا لإحتواء العسل على نسبة عالية من الكربوهيدرات فإنه يعطي سعرات حرارية كثيرة، لذلك يجب تناول كمية قليلة منه.
تخفيف أعراض السعال ونزلة البرد
توصي منظمة الصحة العالميّة بإستخدام العسل كعلاج طبيعي للتخلص من السعال وتخفيف أدوار الحساسية الصدرية، حيث يعالج العسل مشاكل الجهاز التنفسيّ، ويخفف من حدة الأعراض المرافقة للإنفلونزا ونزلات البرد الشعبية، بما في ذلك كل من السعال والزكام وضيق التنفس، كما يعالج مشاكل الصدر كالربو، ويعد طارداً طبيعيّاً للبلغم وذلك يرجع إلي إحتوائه علي نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن، ومضادات الأكسدة، ومضادات الميكروبات والإلتهابات التي تعمل علي تهدئة السعال، والتخلص منه.
ونظرا لأن العسل الأبيض يحتوى على نسبةٍ عالية من فيتامين ج المضادّ للحساسية، والذي يعالجُ الإلتهاباتِ، ويقاومُ العدوى الفيروسيّة والبكتيريّة لإحتوائه على مادة الإنهبين Inhibin و حمض الفورميك Formic acid. ولقد أشارت إحدى الدراسات العلمية إلى أنّ تناول العسل قلّل من السعال خلال الليل لدى الأطفال المصابين بعدوى الجهاز التنفسي العلوي، كما حسّن من نومهم بفعالية أكبربالمقارنة بأحد الأدوية مع ملاحظة عدم إعطاء العسل للأطفال دون بلوغ عمرهم السنة.
مضاد للأكسدة وللسرطان
يمتاز العسل بشكل عام، و العسل الأبيض خاصة بأنه مضاد قوي للأكسدة، ومن أهم هذه المضادات المركبات الفلافونيدية (Flavonoids) ومركبات الفينولات (Phenolics) كما يؤدي تناوله إلى زيادة مستوى مضادات الأكسدة (Antioxidants) في الخلايا، وتساعد مضادات الأكسدة الجسم وتحميه من الضرر الناتج عن تراكم الجذور الحرة Free radicals)) فيه، هذه الجذور تتراكم مع التقدم بالعمر، وزيادة مستوياتها في الجسم تؤدي إلى رفع خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة وتقلل حدوث السّرطانات الجلدية، والإلتهابات المسببة لحساسية البشرة كما يمتلك العسل خصائص مضادّة للأورام، مما قد يقلّل خطر الإصابة بالسرطان، حيث يقاوم العسل الأبيض الشوارد الحُرة المسبّبة لمرض السرطان، بما في ذلك سرطان الفم والجلد وغيره، كونه أحد أقوى المضادات الطبيعيّة للأكسدة.
تحسين عمل الجهاز الهضمى
يقي تناول العسل من حالات الإمساك وعسر الهضم، ويقي من إلتهاب وتهيّج القولون كما يقي من أمراض الكلى والحصوات وذلك لأان العسل سريع الهضم ومكوثه في المعدة لمدةً قصيرةً، يزيد من نشاط الجهاز الهضمي وخصوصاً نشاط الأمعاء. كما يقوم العسل بتطهير الجهاز الهضمي من الكثير من الديدان والميكروبات وبالتالي يجعل الشعور بالجوع أقل ويعتبر العسل غذاء كامل لايشعر بعد أكله الإنسان بالجوع، كما إنه يعطي الطاقة الكافية التي يحتاجها الشخص دون طلب الأكل. كما يساعد العسل في علاج إلتهاب الكبد وأيضاً إلتهاب المرارة ويساعد في تفتيت حصى المرارة عن طريق تناول العسل مع حبوب اللقاح يومياً.
ولقد تبيّن من الدراسات العلمية أنّ العسل قد يقلّل من مدّة وشدّة الإصابة بالإسهال، كما أنه يزوّد الجسم بالماء، والبوتاسيوم؛ وهما عنصران مهمّان للجسم المصاب بهذه الحالة، وقد أظهرت إحدى الدراسات أيضا أنّ العسل قد يثبّط مُسبّبات الأمراض التي تؤدي للإصابة بالإسهال. ويُخفف العسل أيضا من الأمراض أو الحالات التي تصيب الجهاز الهضميّ؛ كالإسهال نتيجة الإلتهاب المعويّ، كما يمكن إستخدامه كجزءٍ فعّالٍ في معالجة الجفاف عن طريق الفم. كما يُقلل العسل من تدفق حمض المعدة والطعام غير المهضوم إلى المريء، مما يقلل من خطر الإصابة بالإرتجاع المعديّ المريئيّ الذي يُسبب الإلتهاب والحرقة.
بديلٌ للسكر
يمكن للعسل أن يستخدم للتحلية عوضاً عن السكر، وتجدر الإشارة إلى أنّ السكر المُضاف يُزوّد الجسم بالسعرات الحرارية دون فائدة تغذوية، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن، وزيادة خطر الإصابة بإرتفاع ضغط الدم، والسكري؛ ولكنّ العسل لا يسبب هذه التأثيرات السلبيىة وعلى الرغم من ذلك فإنّه يُوصى بالإنتباه للكمية المُستهلكة منه. ويمكن إدخال العسل للنظامِ الغذائيّ عبر إستعماله فيما يأتي: الصلصلات وخلطات الطهي، تحلية القهوة أو الشاي، الحلويات، حبوب الإفطار، أو اللبن، أو الشوفان.
تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب الوعائية
يحتوي العسل على مضادات الأكسدة التي قد تقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدمويّة فيعمل العسل على تقوية عضلة القلب لوجود سكر الجلوكوز بالعسل والذي يغذى عضلة القلب، كما يقي العسل الأبيض من إرتفاع ضغط الدم ويعالج مشاكل الذبحة الصدريّة، ويقي أيضا من إرتفاع نسبة الكولسترول الضارّ في الدم، مما يقي من أمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية، حيث يسهل من عملية وصول الأكسجين إلى الدم، و يحافظ على الدم وينقي الجسم من السموم.
تقوية الذاكرة و تحسين الحالة المزاجية
يعمل العسل الأبيض بشكل كبير على تقوية الذاكرة ويساعد على خفض خطر الإصابة بإضطرابات الذاكرة ويقي من الزهايمر، ويحفّز من قوة الوظائف العقليّة، ويقلّل من التشتت الذهنيّ، لأن من خصائصه تنشيط الجسم والمخ والذاكرة، وذلك نظرا لإحتوائه علي نسبة عالية من مضادات الأكسدة والتي تعمل علي تنشيط قدرات المخ بشكل كبير، كما يمتلك العسل الأبيض تأثيرات مضادة للإكتئاب، والقلق. لذا فإن تناول العسل الأبيض يساهم بشكل كبير في تحسين الحالة النفسية، والشعور بالسعادة وتجنب الإكتئاب، فهو من الأطعمة التي تعمل علي تحسين الحالة المزاجية بشكل كبير كما يقي من إضطرابات النوم حيث يساعد على النوم الجيد وأخذ القسط الجيد بدون توتر أو قلق، ولذا يمكن أخذ ملعقة من العسل الأبيض يوميا قبل النوم.
علاج الجروح والحروق
يحتوي العسل على مضادات البكتيريا والفطريات، وهذه المواد الطّبيعية المضادة تُسرّع من حدوث عملية إلتئام الجروح والحروق وتخفي آثارها من الجلد، كما يعمل العسل على تثبيط نمو البكتيريا، والحفاظ على نظافة الجروح، وخلوّها من الإصابة بالعدوى، وقد إستُخدِم هذا العلاج في الزمن القديم، ويدخل الآن داخل المستحضرات الطبية الحديثة.
ويستخدم العسل على الجروح بعد تنظيفها بالماء الدافىء، والصابون، حيث توضع طبقة خفيفة من العسل على الإصابة وتُغطى بضمادات نظيفة لمنع تسرّبه، ويمكن أن يكون العسل من العلاجات الفعّالة للحروق والجروح القطعيّة؛ حيث أنّه يعزّز شفاءها، ويقلّل من الإنتفاخ، والألم الناتج عنها، كما يعالج الجروح والحروق البسيطة الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس.
تعزيز صحة العظام والأسنان
نظرا لإحتواء العسل الأبيض على نسبة عالية من عنصر الكالسيوم، فهو يقي من هشاشة العظام، ومشاكل المفاصل والعضلات ومن تسوس الأسنان وإلتهاب اللثة وصحة الأظافر.
علاج لدغات البعوض
يمكن أن يساعد العسل على تقليل تهيّج الجلد، والحكّة التي تنتج عن لدغات البعوض، كما أنّه قد يقلّل خطر الإصابة بالعدوى بسبب خصائصه المضادّة للإلتهابات.
فوائد العسل الأبيض للحامل
يقي من تسمّم الحمل، ويقلّل من الأعراض المرافقة للحمل كالغثيان والتقيؤ والدوخة والدوران. ونظرا لأن العسل الأبيض يحتوي على نسبةٍ جيّدة من عنصر الحديد، ممّا يرفع من معدل الهيموجلوبين في الدم، ويقي بالتالي من الأنيميا فينصح به للمراة الحامل.
تعزيز صحة البشرة والجلد
تتعدد الفوائد التي يمنحها العسل للبشرة عامّةً، والفوائد التي يختصّ بها العسل الأبيض للبشرة هي: يساهم في علاج مشكلة حب الشباب، إذ يُكوّن حبّ الشباب بسبب العدوى البكتيرية، فينقي العسل الأبيض الجلد من الشّوائب والأوساخ، ويعمل كمنظف وكمطهّر للجلد، وعند وضعه على أماكن الحبوب والبثور فإنه يهدّئها، ويخفّف من التهيّج الحاصل فيها، ويخفي النّدوب النّاتجة عنها والآثار، فيُكتَفى بدهن الوجه كاملًا بالعسل وتركه مدة 30 دقيقة، ثم غسله بالماء الفاتر.
كما أن العسل الأبيض يعد مقاوما للتجاعيد، ومُرطّبًا طبيعيًا، خاصة للبشرة الجافة وعند دهنه على البشرة فإنه يرطّب الجلد حتى أقصى طبقاته، ويصل إلى المناطق الجافّة، والمتشقّقة، والحسّاسة، ويقلل تجعّدها، ويؤخّر أيضًا من ظهور علامات تقدّم السن على وجوه النساء خاصةً بسبب وجود مضادات البكتيريا والأكسدة فيه، وقدرته على التّرطيب.
ويمكن عمل مزيج اللبن والعسل وإبقاؤه مدة 10-15 دقيقة ثمّ تنظيفه بإستخدام الماء الدافىء لترطيب الوجه وأخذ نتائج أسرع. كما أن العسل الأبيض مزيلٌ طبيعي لمساحيق ومستحضرات التجميل، ويساعد على علاج إلتهابات البشرة والإحمرار والحكة الناجمة عنها. ويُوضَع العسل في العديد من مستحضرات التجميل والبشرة؛ نظرًا إلى أهميته الكبيرة والفعّالة في معالجة المشاكل التي تتعرّض لها البشرة، وإحتوائه على مجموعة من مضادات البكتيريا والفطريات المسببة للحساسية.
الكميات المناسبة من تناول العسل الأبيض
يجب أن لا تزيد في اليوم الواحد عن ملعقتي طعام وذلك على حسب ماذكره الأطباء وخبراء التغذية بأن الكمية المناسبة للعسل التي يمكن أن يتناولها الإنسان في اليوم دون أن تسبب له أي أضرار صحية.
محاذير إستهلاك العسل الأبيض
يُعتبر إستهلاك العسل آمناً بالنسبة لمُعظم البالغين، والأطفال الذين تزيد أعمارهم عن سنة، وذلك عند تناوله عن طريق الفم أو عند تطبيقه على البشرة بشكلٍ صحيح، وتجدر الإشارة إلى أنّ إستهلاكه من قبل الرُضع والأطفال الصغار قبل عمر سنة غير آمن. يُعد إستهلاك العسل بالكميات الموجودة في الطعام آمناً في حالات الحمل والرضاعة الطبيعية. ليس هناك موانع كثيرة لتناول العسل، بإستثناء السمنة، لأنه يعطي سعرات حرارية كثيرة، والحساسية من الزهور أو سم النحل أو ممن يعانون من حساسية حبوب اللقاح إذ يجدر على الأشخاص المُصابين بهذه الحساسية تجنبه.
مقال
القيمة الغذائيّة للعسل الأبيض وفوائده للصحة
ا.د./ فاطمة على أحمد
أستاذ كيمياء النبات
رئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة بمركز بحوث الصحراء
المصدر
عدد نوفمبر من الصحيفة الزراعية الصادرة عن إدارة الثقافة الزراعية بقطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة .
اقرأ أيضا
النحل ودوره في التنوع البيولوجي.. وحقيقة وجود العسل الجبلي
التغيرات المناخية .. رئيس اتحاد النحالين العرب يكشف تأثيرها على النحل
اليوم العالمي للنحل .. “بحيري” يكشف سبب اختيار 20 مايو
ملكات نحل العسل.. أهم السلالات في مصر وطريقة التربية الصحيحة
لا يفوتك
الأهمية الاقتصادية لمحصول العنب وأهمية التصديرية