محصول قصب السكر واحد من أهم المحاصيل الاستراتيجية على مستوى العالم، نظرًا لاستخداماته المُتعددة، والتي تختلف من دولة لأخرى، بحسب ثقافة الاستهلاك السائدة فيها، ومدى التزامها بالاشتراطات الصحية الحاكمة لهذا الأمر.
وخلال حلوله ضيفًا على شاشة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عادل عبدالعال، رئيس قسم الفسيولوجي، بمعهد بحوث المحاصيل السكرية، ملف محصول قصب السكر بالشرح والتحليل، لتبيان التفوق المصري في هذا المجال.
قصب السكر ومشتقاته.. الثقافة تُعزز الاختلافات بين الشعوب
في البداية أكد الدكتور عادل عبدالعال على اتفاق جميع البشر على استخدام السكر، كونه أحد المنتجات الهامة في حياة الإنسان، فيما تتجلى الاختلافات من بلد لآخر حول ثقافة الاستهلاك والكميات المسموحة، بالإضافة لحجم الإنتاج السنوي لهذا المحصول الاستراتيجي والحيوي.
وأكد الدكتور عادل عبدالعال أن قصب السكر يُعد أحد المحاصيل الاستراتيجية المؤثرة في حياة الشعوب والقرارات السياسية لبعض الدول، وذلك لكونه يُعد أحد أرخص موارد الطاقة الموجودة على ظهر الأرض.
موضوعات ذات صلة:
تسميد قصب السكر.. أفضل النصائح والإجراءات الوقائية المستخدمة على مدار الموسم
ولفت إلى أن مصر تُعد من أوائل الدول على مستوى العالم التي اتجهت إلى إنتاج سكر القصب “البني”، قبل انتشار هذه الصناعة على مستوى العالم فيما بعد، موضحًا أن تحويل المُنتج النهائي للون الأبيض، كان يستدعي إرساله للمصنع الوحيد، الذي كان موجودًا بمدينة مارسيليا الفرنسية آنذاك، للخضوع لمعاملات التكرير وصولًا للشكل المُتعارف عليه.
إقرأ أيضًا:
قصب السكر.. أشهر الأمراض التي تصيب المحصول وأسبابها
ويتراوح إنتاج قصب السكر في مصر ما بين 33 إلى 35 طن للفدان الواحد، كأعلى رقم يمكن الوصول إليه على مستوى كافة دول العالم، ما يضعنا في طليعة الدول المُنتجة لهذا المحصول الاستراتيجي الهام.
لا يفوتك مشاهدة هذا الفيديو.. زراعة محصول البطاطس من الألف الى الياء
المواطن المصري ضمن الفئات الأعلى استهلاكًا في العالم
ويصل تعداد الدول المُنتجة لمحصول قصب السكر إلى قرابة 80 دولة حول العالم، فيما يصل متوسط الإنتاج السنوي العالمي إلى 188 مليون طن، يتم استهلاك 177 مليون طن منهم، ما يكشف مدى أهمية هذا المحصول وجدواه الاقتصادية، بالنسبة للبلدان التي يُزرع على أراضيها.
ويُعد متوسط استهلاك الفرد المصري من السكر، من أعلى المعدلات على مستوى العالم، والذي يصل إلى 35 كيلو سنويًا، وهو رقم كبير، بالمقارنة بما يستهلكه المواطن الصيني على سبيل المثال، والذي يتوقف عند حدود الـ7 كيلو جرامات فقط.
الكيانات المُتحكمة في سوق السكر العالمي:
وانتقل عادل عبدالعال إلى الكيانات العالمية المُتحكمة في سوق صناعة سكر القصب، والتي تتصدرها البرازيل بنسبة 5% من إجمالي الإنتاج العالمي بـ38 مليون طن سنويًا، تليها الهند بـ33 مليون طن، ثم الاتحاد الأوروبي من البنجر بـ17 مليون طن، وأخيرًا تايلاند من القصب بـ12 مليون طن.
وأوضح أن أي هزة في إنتاج هذه الدول يؤثر بالتبعية على أسعار السكر، ضاربًا المثل بما حدث للبرازيل خلال العام الماضي، والتي مرت بمرحلة جفاف أثرت على حجم إنتاجها، ما كان يعني نقصًا في مخزون السكر العالمي، وترتب عليه ارتفاع الأسعار في تلك الفترة بجميع الدول ومنها مصر.