زراعة النخيل تستدعي وعيًا وإلمامًا تامًا بقواعدها واشتراطاتها كأي محصول آخر، للوصول للنتائج المأمولة منها، وتجاوز أي عقبات قد تحول دون نجاحها، وجني العوائد والأرباح المتوقعة بنهاية الموسم، وهو الأمر الذي يستدعي تسليط المزيد من الضوء، والاستماع لرأي الخبراء والمُختصين بهذا الشأن.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي وائل الحضري، مُقدم برنامج “نبض الزراعة”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبد الرحمن متولي – رئيس بحوث بالمعمل المركزي للأبحاث وتطوير نخيل البلح، أستاذ أمراض النخيل – هذا الملف بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء أهم القواعد والاشتراطات الواجب اتباعها قبل بدء زراعة النخيل.
زراعة النخيل
اختبارات التربة والمياه
في البداية تحدث الدكتور عبد الرحمن متولي عن أساسيات مقاومة الأمراض، والتي تبدأ من سلامة المهد والأرض التي ستتم فيها زراعة النخيل، بالإضافة للتأكد من مدى سلامة مياه الري المُستخدمة، ومدى خلوها من أي مشاكل قد تعرقل نجاح هذه العملية.
زراعة النخيل
مشاكل التربة الكلسية
أوضح “متولي” أن بعض أنواع التربة قد تُمثل بذاتها أحد عوائق نجاح عملية زراعة النخيل من أساسها، ضاربًا المثل بـ”الأراضي الكلسية”، التي تحتوي على مركبات الكربونات بتركيزات عالية، ما يؤدي لحبس أي عنصر غذائي يتم إضافته للتربة، وعرقلة قدرة النبات على امتصاصه أو الاستفادة منه.
زراعة النخيل
مشاكل التربة الملحية والأسمدة البلدية والكمبوست
لفت “متولي” إلى أن بعض أنواع التربة تحتوي على الأملاح بكثافة أعلى من المسموح، ما يؤدي لفشل أي حلول -كإضافة السبلة أو الكمبوست- في علاج وتجاوز آثارها السلبية، ما يحول دون نجاح زراعة النخيل، أو أي محصول آخر.
وشدد رئيس بحوث المعمل المركزي للنخيل على مدى خطورة بعض المُعاملات الزراعية الخاطئة التي يقع فيها البعض، دون وعي أو إدراك لتبعاتها السلبية على زراعة النخيل، وفي مُقدمتها:
- عدم الاهتمام بتحليل التربة
- إضافة “كمبوست أو سبلة أو سماد بلدي” غير كامل التحلل
وأوضح أن استخدام الأسمدة البلدية قبل اكتمال تحللها، يضر التربة بشكل كبير، بسبب زيادة احتمالات احتوائها على بذور الحشائش، ما يؤدي لنقل العديد من الأضرار للأرض البكر، ويعرض المُزارع لمشاكل كثيرة هو في غنى عنها.
وأوضح أن استخدام الأسمدة البلدية بكثافة في التربة البكر، يؤدي لحدوث العديد من التخمرات، التي تمهد البيئة الخصبة والمناسبة لانتشار البكتيريا، وبأعداد لا حصر لها، ما يترتب عليه إصابة فسائل النخيل بقسط وافر من الأمراض، وفي مُقدمتها الأعفان.
زراعة النخيل
شروط استخدام الكمبوست والأسمدة البلدية
وضع “متولي” شرطًا أساسيًا قبل اللجوء لإضافة أي عناصر إضافية للتربة، ألا وهو نجاح الفسيلة والشتلة، واستكمال مراحل نقلها ونموها الأولى بالشكل المطلوب، علاوة على التأكد من جودة التربة والصرف.
زراعة النخيل
نصائح عامة
وجه النصيحة لكافة المُزارعين والمُستثمرين في هذا المجال، بالتعامل مع الجهات الرسمية فقط، لضمان سلامة كافة المُعاملات الخاصة ببيع الشتلات والأصناف، علاوة على استقاء المعلومة والإرشاد من مصدرها الصحيح.
واختتم حديثه وأوجز التوصيات الفنية اللازمة لنجاح زراعة النخيل في النقاط التالية:
- تحليل التربة
- التأكد من سلامة الصرف
- التأكد من سلامة الأصل “الشتلات” قبل الزراعة
- التعامل مع الجهات الرسمية فيما يخص شراء الفسائل والشتلات
- التأكد من الصنف
- عدم اللجوء لمصادر غير موثوقة أو مُعتمدة لتجنب مشاكل الغش التجاري
- التأكد من سلامة شهادة المنشأ “في حالة الشتلات المستوردة”
- إجراء تحاليل البصمة الوراثية للتأكد من مطابقة الصنف
موضوعات ذات صلة
إكثار النخيل بـ”زراعة الأنسجة”.. من “الألف” إلى “الياء”
شتلات النخيل.. 4 مزايا لتقنية “زراعة الأنسجة”
سوسة النخيل الحمراء.. أبرز التحديات ومحاور خطة العلاج والمكافحة
زراعة النخيل.. 37 صنفًا جديدًا و250 مليون دولار مكاسب اقتصادية مُتوقعة