د. دعاء بدوى تكتب عن مخاطر المكملات الغذائية

أصبحت المكملات الغذائية جزءًا شائعًا من روتين الكثيرين في سعيهم نحو صحة أفضل، لكن فعاليتها وسلامتها تثير تساؤلات عديدة. هل هي حقًا ضرورية لسد النقص الغذائي، أم أنها قد تحمل مخاطر غير متوقعة؟

أنواع المكملات الغذائية

المكملات الغذائية هي منتجات تُؤخذ عن طريق الفم وتضم مكونًا غذائيًا واحدًا أو أكثر بهدف استكمال النظام الغذائي. تتنوع أشكالها بين الأقراص، الكبسولات، المساحيق، والسوائل. تشمل أنواعها الرئيسية:

• الفيتامينات والمعادن: مثل فيتامين C وD والكالسيوم.

• المكملات العشبية والنباتية: مثل الجنسينج والكركم.

• الأحماض الأمينية والبروتينات: مثل الكرياتين وبروتين مصل اللبن.

• الدهون الصحية: مثل زيت السمك الغني بأوميغا-3.

• البروبيوتيك والبريبايوتيك: لدعم صحة الجهاز الهضمي.

دواعي الاستخدام والفوائد المحتملة

يلجأ البعض للمكملات الغذائية لعدة أسباب، وقد تقدم

فوائد في حالات معينة:

• سد نقص المغذيات: في حالات سوء التغذية، الأنظمة الغذائية المقيدة، أو ازدياد الحاجة لمغذيات معينة (كالحمل).

• دعم صحة محددة: مثل الكالسيوم لصحة العظام أو أوميغا-3 لصحة القلب.

• تحسين الأداء الرياضي: بعض المكملات كالكرياتين والبروتين قد تساعد في بناء العضلات وتحسين القوة.

• تعزيز صحة الجهاز الهضمي: مثل البروبيوتيك.

• الوقاية من حالات صحية معينة: مثل حمض الفوليك أثناء الحمل.

• تلبية احتياجات غذائية خاصة: مثل مكملات فيتامين B12 للنباتيين.

مخاطر واعتبارات هامة

رغم الفوائد، لا تخلو المكملات الغذائية من المخاطر:

• التفاعلات الدوائية: قد تتفاعل مع الأدوية، مما يقلل فعاليتها أو يزيد آثارها الجانبية.

• الآثار الجانبية: كاضطرابات الجهاز الهضمي أو الصداع أو حتى تلف الأعضاء عند الجرعات العالية.

• الجودة والسلامة: لا تخضع لنفس معايير الأدوية، مما قد يؤدي إلى منتجات رديئة الجودة أو ملوثة.

• الجرعات الزائدة: يمكن أن تكون خطيرة وتؤدي إلى التسمم.

• تأخير العلاج الطبي: الاعتماد عليها قد يؤخر الحصول على العلاج المناسب للحالات الطبية.

• ادعاءات مضللة: بعض الشركات تروج لفوائد غير مثبتة علميًا.

المكملات الغذائية للرياضيين

يستخدم الرياضيون المكملات لتعزيز الأداء والتعافي وبناء العضلات، مثل البروتين، الكرياتين، والكافيين. ومع ذلك، يجب أن يدرك الرياضيون أن النظام الغذائي المتوازن والتدريب المناسب هما الأساس، وأن المكملات يجب أن تستخدم بحذر وتحت إشراف متخصص، مع الانتباه إلى احتمالية وجود مواد محظورة في بعضها.

التنظيم ونصائح للمستهلك

يختلف تنظيم المكملات الغذائية بين الدول، وعادةً ما يكون المصنعون مسؤولين عن سلامة منتجاتهم. لضمان اتخاذ قرارات مستنيرة:

• استشر طبيبك أو أخصائي التغذية قبل تناول أي مكمل.

• لا تعتبر المكملات بديلًا عن النظام الغذائي الصحي.

• ابحث عن معلومات موثوقة من مصادر علمية.

• اقرأ الملصقات بعناية وتحقق من الجرعات والمكونات.

• كن حذرًا من الادعاءات المبالغ فيها واشترِ من مصادر موثوقة.

• أبلغ طبيبك بأي مكملات تتناولها.

في الختام، يمكن للمكملات الغذائية أن تدعم الصحة في حالات معينة، لكنها ليست ضرورية لمعظم الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا متوازنًا. الأساس لصحة جيدة يكمن في نمط حياة صحي شامل.

د. دعاء محمود بدوى

قسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية

معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية