لثمار الزيتون قيمة غذائية مرتفعة فهي غنية بالمواد الكربوهيدراتية 19%، والبروتين 1.6%، والأملاح المعدنية 1.5%، السليلوز5.8%، والفيتامينات المختلفة بالإضافة إلى محتواها المرتفع من الزيت15-20% ولزيت الزيتون العديد من الفوائد حيث يحتوي على أحماض دهنية مهمة في الوظائف الحيوية والتفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل الجسم ومن أهم هذه الاحماض اوميجا3 ، اوميجا6، أوميجا 9، ومحتواه المرتفع من الاحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (حامض الأوليك) الذي له فوائد عظيمة في الطب الوقائي، ومحتواه من مضادات الاكسدة لحماية الاحماض الدهنية الغير مشبعة من الأكسدة الذاتية، ومحتواه من الفيتامينات المختلفة خصوصا فيتامين E,A.
فواد الزيتون الصحية
ينظم الكولسيترول في الجسم ويكافح الجلطات والنوبات القلبية، ويطرى الجلد عند دهنه ويقوي الشعر وشجرة الزيتون دائمة الخضرة معمرة، ولها القدرة علي تحمل الظروف البيئية القاسية كالجفاف والأراضي المحجرة، وقليلة العمق والخصوبة، والمجموع الجذري سطحي غير متعمق خصوصا في الزراعات المروية يكون عمقه بين 40-70سم، الجذع في الأشجار الفتية املس مستدير ومع تقدم العمر يفقد الاستدارة نتيجة نمو بعض الأجزاء علي حساب أجزاء اخري وهو سميك ويزداد سمكا بزيادة عمر الشجرة وملتو وملئ بالعروق والتعرجات ويكون ارتفاع الشجرة عادة ما بين 3-6م، مع انه قد يصل الي 10-12مترا في بعض الأصناف.
يتكون رأس الشجرة من شبكة قوية من الأفرع والأغصان، والأوراق جلدية سميكة عمرها 2-3سنوات تتساقط عادة في الربيع، وتحمل الازهار في نورات عنقودية مركبة تنشأ في اباط الأوراق للأغصان التي تكونت في موسم النمو السابق الازهار قد تكون خنثي او مذكرة، وحبوب اللقاح خفيفة تنتقل عن طريق الرياح او الحشرات كنحل العسل والتلقيح ذاتى، الا انه لوحظ ان معظم الأصناف بها درجة من العقم الذاتى، ومن هنا تظهر أهمية التلقيح الخلطي لذلك يتم غرس اكثر من صنف في البستان الواحد وثمار الزيتون وهي عبارة عن حبة صغيرة بيضاوية الشكل، شديدة المرارة لونها اخضر مصفر او بنفسجي لها نواة واحدة شديده الصلابة تختلف اشكالها واحجامها باختلاف اصنافها.
الشجرة تفضل السفوح الصخرية القريبة من الساحل ومناخ البحر المتوسط لكن يمكن زراعتها بعيدا عن الشاطئ ويمكن الشجرة تحمل الجفاف نظرا لنظام جذرها المتعمق في الزراعة البعلية، لكن كلما كانت الظروف مناسبة اكثر كانت جودة الزيتون أعلي.
ويميز أصناف الزيتون نوعان أساسيان في الزيتون البري، والزيتون المستذرع الذي يشتمل علي نحو 500 صنف، وتنقسم أشجار الزيتون علي حسب الغرض من الاستخدام إلي:
- أصناف زيتية: وهي أصناف تحتوي علي كمية زيت اعلي من 15-20% وذات حجم متوسط
- أصناف غير زيتية: وهي أصناف تحتوي علي نسبة زيت اقل من 15% وذات حجم كبير ولب سميك وتستخدم في التخليل.
- أصناف ثنائية الغرض: وهي أصناف تجمع بين صفات الأصناف الزيتية وغير الزيتية وتكون نسبة الزيت فيها بين 15-20%.
مواصفات أصناف زيتون المائدة
الثمار متوسطة الي كبيرة الحجم – سميكة اللب – جميلة المنظر – ملساء القشرة – ذات قدرة عالية علي تحمل التداول – سهلة التصنيع – ذات نواة صغير ملساء غير ملتصقة باللحم – طعمها جيد بعد التصنيع وتتحمل الحفظ ويفضل الأصناف التي بها نسبة مرتفعة في الزيت 12-15% حيث يكسب الزيت الثمار طعما جيدا ويزيد مدة الحفظ.
مواصفات أصناف الزيتون المخصص لاستخراج الزيت
أن تحتوي نسبة عالية من الزيت تفوق 15% – ان يكون الزيت ذو نوعية جيدة ومذاق جيد، وفي جميع الأغراض يجب ان تكون الأشجار حملها غزير والمعاومة معتدلة ولها مقدرة على تحمل الإصابة بالآفات والامراض
وينتشر في مصر العديد من الأصناف المحلية والمستوردة، وأهم الأصناف المحلية: –
1) التفاحى: من الأصناف المحلية المنتشر زراعتها بالفيوم، الثمرة كبيرة الحجم مستديرة تزن من 8-16 جرام، النواة خشنة ملتصقة قليلا باللحم وتشكل 13% من وزن الثمرة، نسبة الزيت 5-7% تستخدم الثمار في التخليل الأخضر فقط، وتنضج مبكرا في أواخر أغسطس حتي نهاية سبتمبر، حساس للإصابة بحفار الساق ودوده أوراق الزيتون الخضراء، لا تتحمل الثمار الحفظ لمدة كبيرة.
2) العجيزي الشامي: من الأصناف المحلية المنتشرة في الفيوم والجيزة، الثمرة كبيرة الحجم تميل الي الاستطالة تزن من 7-10جرام، تستخدم الثمار للتخليل الأخضر فقط، وتتحمل الحفظ لمدة كبيرة، تنضج الثمار من سبتمبر الي أكتوبر.
3) العجيزي العقصي: صنف محلي منتشر بالفيوم مختلطا مع العجيزي الشامي ويشبهه الي حد كبير الا ان الثمرة اصغر حجما تزن من 6-8جرام عريضة القاعدة مدببة الرأس مع انحناء خفيف، تستخدم الثمار في التخليل الاخضر وتنضج من أكتوبر الي ديسمبر.
4) الحامض: صنف محلي مصري منتشر بواحة سيوة والعريش، الثمرة متوسطة الحجم الي كبيرة تميل الي الاستطالة ومنتفخة من أسفل، تزن من 5-8جرام النواة خشنة نوعا ما وملتصقة قليلا باللحم وتشكل 11% من وزن الثمرة نسبة الزيت من 16-19% تستخدم الثمار في التخليل الأخضر والأسود وتنضج من سبتمبر حتي نوفمبر.
5) الوطيقن: من أصناف واحة سيوة الثمرة متوسطة الحجم تميل الي الاستطالة تزن من 4-6جرام، تستخدم للتخليل واستخراج الزيت الذي تتراوح نسبته من 18-20%، وتنضج الثمار من سبتمبر حتي نوفمبر، لا ينصح بزراعة هذا الصنف خارج واحة سيوة.
6) المراقي: من الأصناف المحلية الموجودة في منطقة مراقيا الواقعة بين واحة سيوة والحدود الليبية، يتفوق في محتواه من الزيت عن معظم الأصناف المنتشرة في مصر، الثمرة متوسطة الحجم تميل الي الاستطالة تزن من 3-6جرام، يصلح للزراعة كصنف زيت رئيسى في مناطق الاستصلاح الجديدة حيث تصل نسبة الزيت الي اكثر من 25%، يبدأ موسم جمع الثمار لاستخراج الزيت من شهر نوفمبر حتي ديسمبر، يحتوي علي اعلي نسبة من حمض الاوليك مقارنة ببقية أصناف الزيت المزروعة في مصر وللزيتون عدة استخدامات، فالزيتون ممتاز للأكل بعد غسيلة وتخليله، وزيت الزيتون من أنقي الزيوت، وهو مفيد لمرضي القلب، أما الخشب فهو قاس وفيه عروق جميله مما يجعله خشبا جيدا للاستخدام في صناعة التحف والورق مفيد ويمكن نقعه وشرب السائل الناتج، ويمكن الاستفادة أيضامن ما يخلفة الزيتون بعد عصرة ويسمى البيرين يعاد عصرة بدرجات حرارة عالية لينتج منه زيت المطراف المستخدم بإنتاج صابون الغار في مناطق شمال سوريا، والفحم الصناعي بعد سحب زيت المطراف من مخلفات عصر الزيتون، يتم حرقها واضافة مواد مشتعلة لتصبح فحم صناعي يستخدم في التدفئة شتاءاً للمنازل ومزارع الدواجن عن طريق مواقد خاصة به وأكثر الدول استيرادا تركيا.
المناخ المناسب لزراعة أشجار الزيتون
وتفضل أشجار الزيتون مناخ البحر المتوسط الذي يمتاز بشتاء بارد ممطر، وصيف دافئ او حار جاف، وتتحمل أشجار الزيتون درجات الحرارة من 5-50 درجة مئوية، ولكن الدرجة الأنسب لزراعة الزيتون تتراوح ما بين 5-35درجة مئوية، وتجود زراعة أشجار الزيتون في جميع الأراضي، ويجود زراعته في الأراضي الصحراوية شديدة الحرارة صيفا والدافئة مائلة للبرودة شتاء ويتحمل الزيتون الملوحة الشديدة لدرجة تصل لأكثر من 10.000PPM. ويتم زراعة الزيتون بطريقة الشتل، وتتم بقطع عقل من اغصان نامية فتية بحيث تحمل كل عقلة عقدة او اكثر، ولكل عقدة برعم، ويتم غمس قاعدتها بمحلول يحتوي علي تركيز معين من مواد نمو نباتية (اوكسينات) تغرس كل عقلة او عقلتين في تربة بداخل كيس نايلون، وتصفف أعداد كبيرة منها بجانب بعضها لتسقي وتنمو داخل بيت بلاستيكي وبعدما تنمو الي شتلات بعمر سنة او اكثر، تتم زراعتها في حفر في التربة لتنمو وتعطي شجرة جديدة.
وتعتبر العناية المتكاملة بالتربة، والمحافظة علي تربة صحية خصبة ذات بنية جيدة، نقطة البداية في الوقاية من الافات والامراض، ولابد للمزارع ان يركز علي تغذية التربة بالتعامل معها كوسط حي، وهذا التوجه يحتاج الي تغيير جذري في المفهوم الشائع لدي معظم الزراع، فالتربة الفقيرة والمستهلكة المتدنية الجودة، تشكل وسطا مناسبا لانتشار افات النباتات، فالإنسان الذي يعاني من نظام صحي سيئ يكون اكثر عرضا للأمراض.
لا يفوتك: وكيل مركز البحوث الزراعية يزف خبر إنتاج 26 صنف وهجين مصري من تقاوي الخضر والفاكهة المصرية
مخاطر استخدام الأسمدة الكيماوية في زراعة الزيتون
ومن الأهمية بمكان الابتعاد كليا عن استخدام الأسمدة الكيماوية، علما بأن النباتات التي تتغذي علي النيتروجين بصورته الكيميائية تنو نمو سريعا، إلا إن جدران خلاياها تكون رقيقة وضعيفة، الأمر الذي يسهل علي الآفات مهاجمتها كما ان التسميد الكيماوي النيتروجيني يحدث خللاً في توازن البروتينات والكربوهيدرات في النباتات، ما يجذب الحشرات التي تفتك بها، وقد تبين ان زيادة السماد النيتروجيني يرفع من درجة حساسية النبات للعديد من الآفات الفطرية والبكتيرية والحشرية، ولهذا يفضل استخدام السماد العضوي او البلدي الطبيعي بدلا من الكيماوي وتؤدي إضافة السماد الكيماوي لأشجار الزيتون في زيادة تأثرها بالجفاف، حيث تزداد الحاجة للمياه، فضلا عن قتل الكائنات الدقيقة النافعة في التربة، وفقدان المادة العضوية التي تخصب التربة وتحتفظ برطوبتها، مما يعمل علي تراجع الإنتاجية، علما بان السنوات الأخيرة اتسمت بشح الامطار والجفاف، ما أدي الي تفاقم المشكلة وزيادة الإصابة بالأفاشت الحشرية وخاصة سوسة اغصان الزيتون، وذبابة ثمار الزيتون إذ تضع الذبابة بيضها في غالبية ثمار الزيتون بسبب قلة الثمار الموجودة علي الشجرة، فسوسة الاغصان تترعرع في بيئة جافة علي اغصان منخفضة الرطوبة.
وتضاهى الأسمدة والمخصبات الكيماوية في خطورتها علي الصحة العامة والبيئة المبيدات الكيماوية، إذ وبالرغم من اعتبار الأسمدة الكيماوية النتروجينية (مركبات النترات والنيتريت) من اهم الأسمدة، الا انها تؤدي الي تلوث الخضار والمياه الجوفية والسطحية بالنيترات، كما تؤدي لإصابة الأطفال بمرض زرقة العيون، ناهيك عن تفاعل النتيرات مع هيموجلوبين الدم مكونة مركبا معقدا يسبب للإنسان ضعفا شديدا في نقل الاكسجين للدم بالإضافة الي تكون مركبات النيتروزامين لدي تحول النترات الي ايونات النيتريت الي تتحد مع بعض الاحماض الامينية في الجسم فتسبب سرطانات المريء والمعدة والبنكرياس والكبد والرئتين.
واستنادا الي ما سبق ذكره فمن البديهي التركيز في الزراعة عموما، وفي زراعة الزيتون خصوصا علي السماد العضوي (البلدي) علما ان السماد البلدي يحتوي علي مواد عضوية مشجعة للنمو، ويضيف الي التربة كمية كبيرة من المادة العضوية الاخذة في التحلل (الدبال).
ومبيدات الأعشاب الكيماوية مواد مسرطنة، ويسبب بعضها تلف الجهاز العصبي المركزي، وتشوهات جينية وتناسلية لدي الانسان، ويؤدي بعضها الاخر الي خلخلة التوازن الهرموني في الجسم، كما يؤدي استعمال مبيدات الأعشاب الكيماوية الي تراجع كبير في خصوبة التربة وتماسكها ويشوه بنيتها، ما يجعلهاهشةوسهلة.
لا يفوتك: المعاملات الزراعية المناسبة لزراعات الزيتون
التعرض للانجراف، وفي المحصلة ان استخدام الكيماويات في الزراعة يعمل علي تدمير التربة، ويتسبب في تراجع نمو وانتاجية الأشجار، فضلا عن زيادة تكلفة المكافحة الكيماوية للأعشاب والآفات، لتفوق الربح من زراعة الزيتون وكافة المحاصيل الزراعية، ومهما بلغ الربح الناتج عن استخدام الكيماويات فانه يبقي ربح وهمي نظرا للأضرار الناتجة علي الأرض والأشجار والاضرار الصحية علي المستهلك، وللقوة التدميرية التي تصيب المحاصيل الزراعية نتيجة استعمال هذه المواد، كما يشمل الضرر الحيوانات التي تستهلك المواد العلفية والمحاصيل الحقلية المحلية، إضافة للإخلال بالتوازن البيئي والقضاء علي العديد من خلايا النحل والحيوانات والطيور والحشرات النافعة التي تعمل وفق قوانين الطبيعية لتشكل اعداد تقضي علي العديد من الآفات والامراض، ويمثل استخدام المواد الكيميائية الزراعية خطرا كامنا يهدد المخزون الجوفي المائي ونظرا لما سبق فان استخدام الكيماويات يعد خسارة كبيرة علي كافة الأصعدة وتنطلق عملية التقليم الناجحة من تحديد عدد الافرع الرئيسية، وتحديد ارتفاع نقطة التفرع الرئيسية وتتخلص من الافرع المريضة والمكسورة والمتشابكة، والنموات غير المرغوب فيها، الامر الذي يسهل دخول الهواء واشعة الشمس الي داخل الشجرة ما يحسن النمو والإنتاج، ويسهل مختلف العمليات الزراعية ومكافحة الآفات والامراض، فضلا عن الحد من ظاهرة تبادل الحمل (المعاومة) التي تتسم بها أشجار الزيتون، وبما ان الاغصان والافرع ذات عمر سنة هي التي تحمل ثمار الزيتون، فمن المفضل القيام بعملية تقليم خريفية بعد القطف لأتاحه المجال لنمو افرع جديدة في السنة التالية وللتخلص من الافرع غير المرغوب فيها، ويفضل تأخير التقليم حتي نهاية شهر حزيران بعد معرفة درجة عقد الثمار، ولمعرفة كمية الامطار وتوقيت سقوطها، فيجب ان يتناسب عدد الاغصان التي سيتم قصها، عكسيا مع كمية الامطار لضمان التناسب بين حجم الشجرة، ومقدار الرطوبة داخل التربة وتعتبر حشرة الزيتون القشرية البيضاء، وخنفساء قلف أشجار الزيتون، حشرة الزيتون القطنية (قمل الزيتون)، وذبابة ثمار الزيتون، وذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط من اكثر الآفات الحشرية التي تصيب اشجار الزيتون ولابد من اتباع برنامج مكافحة متكامل للقضاء علي هذه الآفات نهائيا وحتي لا تؤثر اقتصاديا علي المحصول الناتج.
إعداد
د/ أحمد حسن أبو شامة عبد الصادق
باحث – قسم الدراسات الاقتصادية – شعبة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية – مركز بحوث الصحراء
المصدر: مجلة الصحيفة الزراعية عدد مارس 2022
اقرأ أيضا