تعزيز التكيف مع تغير المناخ وأهداف هذا المشروع البيئي الضخم كان أحد المحاور التي تطرق إليها الدكتور شاكر أبو المعاطي – أستاذ المناخ بمركز البحوث الزراعية، سفير المناخ لمشروع تعزيز التكيف مع تغير المناخ في دلتا نهر النيل والساحل الشمالي – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
تداعيات ظاهرة تغير المناخ
في البداية تحدث الدكتور شاكر أبو المعاطي عن مشكلة تغير المناخ بوصفها ظاهرة عالمية باتت تلقي بظلالها على شتى مناحي الحياة، وتؤثر بالسلب على كافة الأنشطة الحياتية للإنسان، وفي مقدمتها النشاط الزراعي، الذي يؤمن مصادر غذائه وقوت يومه.
وأوضح أن أبعاد وتداعيات مشكلة تغير المناخ، تعدت حدود طرفي العلاقة الأساسية، الممثلة في الدول الصناعية الكبرى المسببة للأزمة، والدول النامية المتضررة، والتي لا تملك الإمكانات اللازمة لمجابهة تلك التحديات، وصولًا إلى المزارع البسيط، الذي أصبح عليه التعامل بشكل مختلف مع مقتضيات هذا التغير، الذي فرض واقعًا جديدًا على معدلات الإنتاجية وتوقيتات الزراعة، وحزمة الإجراءات والمعاملات التي يتم تطبيقها قبل وأثناء وبعد الزراعة.
فكرة مشروع “تعزيز التكيف مع تغير المناخ”
تطرق “أبو المعاطي” إلى مشروع “تعزيز التكيف مع تغير المناخ”، والذي تبنت مؤسسات الدولة المعنية بالأزمة، ممثلة في وزارتي الري والزراعة، للحد من التبعات السلبية الناجمة عنها، باستخدام حلول صديقة للبيئة.
وأشار إلى مشروع “تعزيز التكيف مع تغير المناخ”، والذي استهدف إنشاء سواتر وجسور ترابية على مسافة 69 كم بسواحل محافظات “الدقهلية، البحيرة، بورسعيد، دمياط، كفر الشيخ”، باستخدام مخرجات بيئية طبيعية كـ”البوص” الذي ينمو حول الترع والمصارف، مع وضعه بطرق هندسية محددة، لتجميع التراب والحد من فرص انتقاله من مكان لآخر.
مزايا الساتر الترابي
عدد “أبو المعاطي” مزايا استخدام السواتر الترابية الطبيعية، مؤكدًا أنها تتفوق على مثيلتها “الخرسانية”، موجزًا إياها في النقاط التالية:
- تحول دون نفاذ المياه إلى الأراضي الخصبة
- تساهم بشكل فاعل في مقاومة تملح التربة
- إعادة تدوير مخلفات تطهير الترع والمصارف بشكل علمي
- خلق فرص لتشغيل العمالة طوال فترة المشروع
جهود مؤسسات الدولة
أشار إلى التعاون المثمر بين وزارة الري وأساتذة مركز بحوث الصحراء، لتطبيق وتنفيذ هذا المشروع الاستباقي، الذي يحول دون تملح التربة، وتآكل المباني والمنشآت، بالإضافة للحفاظ على الأراضي الزراعية الخصبة، من تداعيات ارتفاع مستوى سطح البحر.
وأوضح أن هذا التعاون الوثيق توصل لأفضل الحلول الطبيعية، التي تعزز من قوة الساتر الترابي، بما يحول دون نفاذ المياه إلى أراضي منطقة الدلتا، باستخدام “البوص” وإعادة تدوير مخلفات تطهير الترع والمصارف بشكل علمي صحيح.
وكشف عن الجهات المشاركة في إتمام المشروع، موضحًا أنه جاء بتمويل من “الصندوق الأخضر” ووزارة الري، وبالتعاون مع مشروع الأمم المتحدة الإنمائي، ووزارات “النقل، هيئة المجتمعات العمرانية، وزارة الإسكان، وزارة الزراعة”، كعمل تكاملي قابلة للتعميم في كافة المحافظات الساحلية المعرضة لتداعيات ظاهرة ارتفاع مستوى سطح البحر.
مكاسب إضافية
تطرق “أبو المعاطي” إلى جانب آخر من أهداف مشروع “تعزيز التكيف مع تغير المناخ”، موضحًا أنه حقق عدة مكتسبات، وفي مقدمتها الحد من مشكلة تملح الأراضي الزراعية، وتملح مياه الري، وتغيير خواص المياه الصالحة للشرب، وهي الأزمات التي كانت ستدفع مواطني المناطق المتضررة للهجرة، والانتقال إلى أماكن أخرى صالحة للزراعة والحياة.
ولفت إلى أن تطبيق مثل هذا المشروع، عزز بقاء الإفراد والمجتمعات الموجودة بالمناطق الساحلية، الأكثر عرضه للتضرر من مشاكل التغير المناخي، وارتفاع مستوى مياه البحر، وساهم في استقرار التراكيب السكانية، واستمرار الأنشطة الاقتصادية القائمة فيها.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
محصول البصل.. معدلات الخسارة بسبب ارتفاع “الملوحة” وعلاج تداعيات التقلبات المناخية
التزهير المبكر في الموالح وعلاقته بـ”التغيرات المناخية” و”أخطاء التسميد”