آفات النخيل والتمور واحدة من المُعضلات التي تواجه مُزارعي النخيل، وخطورتها تكمن في عدم الانتباه إليها قبل حدوث الإصابة، أو التعامل معها بشكل غير احترافي، وطبقًا للتوصيات المُوصى بها، والواردة في هذا الشأن، وهو الملف الذي يحتاج تسليط المزيد من الضوء، والاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين، لبيان سُبل مواجهتها والحد من خسائرها بالشكل الصحيح.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي وائل الحضري، مُقدم برنامج “نبض الزراعة”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور وائل كمال الشافعي – أستاذ آفات وأمراض التمور، بقسم أمراض النخيل، بالمعمل المركزي للأبحاث وتطوير نخيل البلح، التابع لمركز البحوث الزراعية– ملف آفات النخيل والتمور بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء أهم القواعد والاشتراطات الواجب اتباعها، للحد من فُرص الإصابة، وأفضل وسائل المُكافحة المُعتمدة المُتاحة.
آفات النخيل والتمور
خطط وبرامج المكافحة
سلط الدكتور وائل الشافعي الضوء على برامج واستراتيجيات مواجهة والحد من إصابات آفات النخيل والتمور، مؤكدًا أن تنفيذ الخطوات الوقائية، يوفر على مُزارعي النخيل قرابة الـ80% من قيمة التكلفة الإجمالية المرصودة لبرامج المكافخة.
خطط وبرامج المكافحة الوقائية
مرحلة التقليم
أكد “الشافعي” أن هذه المرحلة تُمثل لُب نجاح عملية مكافحة آفات النخيل والتمور، وفيها يتم تقليم النخيل بداية من آواخر ديسمبر ومطلع شهر يناير، وهي الفترة التي تشهد كمونًا نسبيًا، وهبوطًا في مُعدلات حركة ونشاط سوسة النخيل، ما يُمهد للتخلص منها بنسبة كبيرة، حال تنفيذ هذا الإجراء على الوجه الصحيح.
وأوضح أن نجاح هذه المرحلة يرتبط بخطوة أخرى أكثر أهمية، وفيها يتم تعفير مكان التقليم بخليط مكون من “كبريت زراعي + أي مبيد حشري بودر”، للحد من هجمات ذكور سوسة النخيل الحمراء، والتي تجذبها رائحة “الكيرمون” الناجمة عن جروح التقليم، لتطلق الأخيرة بدورها “فيرمون” تجميعي لجذب الإناث، لمناطق الإصابة.
وكشف أن الإناث بمجرد وصولها لأماكن الجروح الناجمة عن التقليم، تبدأ على الفور في وضع ولصق “البيض” على أنسجة المنطقة المُصابة، لتفقس بعد مرور من 5 إلى 7 أيام-بحسب درجة الحرارة- وتخرج منها يرقات الحشرة، التي تتغذى على الأنسجة والألياف، لتخترق بعدها جسم النخلة.
آفات النخيل والتمور
دلائل وعلامات الإصابة بـ”سوسة النخيل”
حدد الدكتور أستاذ آفات النخيل والتمور أعراض الإصابة بعدد من المؤشرات، مؤكدًا أنها قد لا تظهر إلا بعد مرور عام، وتتجلى في الصور التالية:
- سقوط كامل النخلة نظرًا لتأكلها من الداخل وتضررها بشكل كبير
- ظهور تجاويف في جذع النخلة
- ظهور نشارة حول جذع النخلة المصابة
- ظهور سوائل حول ساق وجذع النخلة المصابة
آفات النخيل والتمور
الإصابة بعد “التلقيح”
سلط الدكتور وائل الشافعي الضوء على جانب آخر من أشكال الإصابة، والذي يبدأ بمجرد اكتمال التلقيح، وعادة ما يحدث خلال الفترة من مارس وحتى مايو، ولتخرج بعدها الأغاريط مُحدثة عدة جروح وشروخ بسيطة في الأنسجة، ينتج عنها إفراز رائحة “الكيرمون” الجاذبة للحشرات، والتي تأتي بدورها لتضع بيضها في الأماكن المُصابة.
وأكد الشافعي أن الفترة من شهر مارس إلى مايو، باتت تُشكل النسبة الأعلى في حدوث الإصابة بهجمات سوسة النخيل الحمراء، نظرًا لعدم التفات ووعي المُزارعين بخطورة هذا التوقيت، ومدى وعيهم بالتوصيات الفنية والإرشادية الواجب تنفيذها للحيلولة دون حدوث أي خسائر مُتوقعة.
موضوعات ذات صلة
إكثار النخيل بـ”زراعة الأنسجة”.. من “الألف” إلى “الياء”
شتلات النخيل.. 4 مزايا لتقنية “زراعة الأنسجة”
سوسة النخيل الحمراء.. أبرز التحديات ومحاور خطة العلاج والمكافحة
زراعة النخيل.. 37 صنفًا جديدًا و250 مليون دولار مكاسب اقتصادية مُتوقعة