آفات النخيل واحدة من أبرز التجديات التي تواجه العاملين والمُستثمرين في هذا الملف الاستراتيجي، مُهددة بخسائر اقتصادية فادحة، حال عد الانتباه إليها، وتطبيق التوصيات الفنية الورادة بشأنها على النحو الأمثل، وهو الملف الذي يحتاج لتسليط المزيد من الضوء، والاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين، لبيان سُبل مواجهتها والحد من خسائرها بالشكل الصحيح.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي وائل الحضري، مُقدم برنامج “نبض الزراعة”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور وائل كمال الشافعي – أستاذ آفات وأمراض التمور، بقسم أمراض النخيل، بالمعمل المركزي للأبحاث وتطوير نخيل البلح، التابع لمركز البحوث الزراعية– ملف آفات النخيل بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أبرز الأخطاء الشائعة في هذا الملف، وأهم القواعد والاشتراطات الواجب اتباعها، للحد من فُرص الإصابة، وأفضل وسائل المُكافحة المُعتمدة المُتاحة.
أبرز الأخطاء الشائعة
توصيات هامة للمُزارعين
حذر أستاذ آفات وأمراض التمور مُزارعي النخيل من فترة فصل الفسائل خلال فصلي الربيع “مارس” والخريف “أكتوبر”، موضحًا أنها تُمثل عوامل جذب هامة لتلك الحشرة المُزعجة، نظرًا لزيادة مُعدل إفراز “الكيرمونات”، الناجمة عنها، والتي قد يترتب عليها حدوث الإصابة بسوسة النخيل الحمراء، حال عدم تنفيذ التوصيات الفنية الواردة بشأنها، والتي تستلزم تعفير مكان الجرح بخليط “الكبريت الزراعي + مبيد الحشرات البودر”.
ولفت “الشافعي” إلى ضرورة فحص الفسائل بشكل جيد قبل الشروع في عملية الزراعة، نظرًا لاحتمالية إصابتها، ما قد يترتب عليه نقل العدوى لأماكن ومناطق الزراعة الجديدة، ما يُحتم ضرورة نقل الفسائل –بعيدًا عن القلب- في مبيد حشري من15 إلى 20 دقيقة قبل تنفيذ تلك الخطوة، مع مُتابعة الفحص الدوري بشكل مُنتظم.
آفات النخيل والتمور
مرحلة التقويس
شدد الدكتور وائل الشافعي على ضرورة تنفيذ خطوة “تقويس الشماريخ” بشكل احترافي، نظرًا لما قد ينجم عنها من شقوق، تُمثل عوامل جذب مثالية لحشرة سوسة النخيل الحمراء، وهو الأمر الذي يتوجب الالتفات إليه.
آفات النخيل في مرحلة الجمع
أبرز الأخطاء الشائعة
اختتم “الشافعي” توصياته بشأن أبرز الأخطاء الشائعة، خلال تنفيذ عملية الجمع، مُحذرًا من خطورة ترك أي ثمار متساقطة على الأرض، نظرًا لأنها تتخمر بمرور الوقت، لينتج عنها رائحة مُشابهة لـ”الكيرمون”، ما يؤدي لجذب حشرة سوسة النخيل الحمراء، والهجوم بكثافة على الأشجار.
وشدد على وجوب تعفير أماكن قطع السوباط، بخليط “الكبريت الزراعي + مبيد الحشرات البودر”، للحيلولة دون إطلاق الروائح الجاذبة لحشرة سوسة النخيل الحمراء، والحد من نسب الإصابة الناجمة عنها.
وحذر من تنفيذ مُعاملات الري بشكل مُلاصق للجذور، نظرًا لما ينجم عنها من تكوين “جذور هوائية غضة”، تُمثل هدفًا أساسيًا لهجمات حشرات سوسة النخيل، والأمر عينه بالنسبة لمُعاملات التسميد النيتروجيني، التي يتوجب على المُزارعين إتمامها بالمُعدلات المُوصى بها، دون أي زيادة، والتي يترتب عليها زيادة غضاضة النخلة وهي الصفة المُحببة لتلك الآفة الخطيرة.
آفات النخيل والتمور
برامج المُكافحة ما بعد حدوث الإصابة
أكد أستاذ آفات النخيل والتمور أن برنامج المُكافحة الصحيح يبدأ بتحديد نسبة الإصابة، والتي يتوقف عليها اختيار طريقة العلاج الصحيحة، والتي تظهر في واحدة من الصور التالية:
-
الإصابة الخفيفة:
تتمثل في وضع البيض ووجود بعض الإفرازات والجروح البسيطة بعمق يتراوح ما بين 0.5 إلى 1 سم
- في هذه الحالة يتم كشط المنطقة المُصابة، واستخراج الأطوار الحشرية واليرقات الموجودة، مع التعفير بخليط “الكبريت الزراعي + مبيد الحشرات البودر”، مع تغطية تلك المنطقة بأي مادة متوفرة “طين، أسمنت، كبريت”.
-
الإصابة المتوسطة “بدون تجاويف”:
- في هذا الحالة نلجأ لعملية الحقن والتي تطورت إلى حد كبير خلال العشر سنوات الماضية، وتم استبدال طريقة “المسمار”، للأدوات الميكانيكية التي تضخ أحد المبيدات الحشرية المُوصى بها داخل النخلة على عمق ما بين 30 إلى 40 سم.
موضوعات ذات صلة
إكثار النخيل بـ”زراعة الأنسجة”.. من “الألف” إلى “الياء”
شتلات النخيل.. 4 مزايا لتقنية “زراعة الأنسجة”
سوسة النخيل الحمراء.. أبرز التحديات ومحاور خطة العلاج والمكافحة
زراعة النخيل.. 37 صنفًا جديدًا و250 مليون دولار مكاسب اقتصادية مُتوقعة