الأغنام تعتبر من أفضل الحيوانات التي يمكن الانتفاع بها ويمكن تربيتها في المناطق الصحراوية والجافة والحديثة الاستصلاح، لدورها الهام في استغلال أراضي المراعي الطبيعية التي لا تسمح خصائصها المناخية بالاستغلال في زراعة المحاصيل. وتنتمي سلالات الأغنام المصرية إلى جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط ويوجد العديد من أنواع الأغنام التي ينتشر تربيتها في مصر، وتتمثل هذه الأنواع في الآتي:
سلالات الوجه القبلي من الأغنام
1- الأوسيمي :- وهي تنسب إلى أوسيم في محافظة الجيزة وهي منتشرة في القطر المصري بأكمله وذلك لشهرتها بجودة اللحم والصوف وقوة احتمالها . الأغنام الأوسيمي متوسطة الحجم ، بيضاء اللون في جميع أجزاء الجسم إلا الرأس في الوجه فهي حمراء داكنة ، وصوف أغنام الأوسيمي مطلو نظرا لطوله ولمعته وبياض لونه ويصل الوزن الحي للكبش بعد 6 سنوات إلى 45 كجم ونسبة الصافي من اللحم تبلغ 62% ولذا فهو يزاحم النوع الفلاحي .
2- الصعيدي :- يوجد هذا النوع من الأغنام في أسيوط والمناطق المحيطة بها وأهم ما يميزها عدم وجود القرون في كل من الذكور والإناث وألوانها خليط من الأحمر والأسود ويستعمل صوف هذه السلالة في صنع الأكلمة .
3- العبيدي :- نشأ أصلا في قرية بني عبيد في محافظة المنيا ويزن الكبش حوالي 48 كجم لذلك تمتاز الأغنام العبيدية بكثرة ما بها من شحم ، وللكباش منها قرون طويلة وإن وجدت في الإناث فهي صغيرة مدببة .
4- الصنياوي :- ويوجد في قرية صنبو بمحافظة أسيوط وهي تمثل الأغنام الصعيدية في الحجم وليست لهذه الأغنام صفات مميزة فألوانها قد تكون بيضاء أو حمراء أو سوداء .
5- الأغنام السوهاجي :- يوجد هذا النوع من الأغنام في جنوب مصر ومحافظة سوهاج يمتاز هذا النوع بحجمه المتوسط، حيث أن متوسط وزن النعجة 40 كيلو، ومتوسط وزن الكبش 60 كيلو. كما أنه له رقبة وأرجل طويلة، والرأس صغيرة لونها بني غامق وأحياناً كريمي، مع وجود حلقات سوداء حول العين.الكباش لها قرون، وقد تختفي في بعض الأحيان.يمتلك هذا النوع أذن صغيرة نسبياً. الجسم كله مغطى بصوف يتراوح مابين اللون الكريمي واللون البني الغامق، اللية مثلثة لاتصل إلى مستوى العرقوب.
6- أغنام الكانزي : تنتشر تربية هذا النوع في مناطق البحر الأحمر وحلايب وشلاتين، ويطلق عليها اسم الدرشاوي. أغنام الكانزي حجمها متوسط، حيث أن متوسط الوزن لها 40 كجم. لها أرجل طويلة مغطاة بشعر قصير، الرأس طويلة ولها لبب، والأنف محدبة في الكباش. اللية إسطوانية وتصل إلى العرقوب.تختفي القرون في أغلب الأحيان أو تكون صغيرة، لون الصوف بني غامق أو أسود.
7- أغنام أبو دليك هي أكبر الأغنام التي ينتشر تربيتها في منطقة البحر الأحمر وحلايب وشلاتين. أغنام أبو دليك حجمها متوسط، حيث أن متوسط الوزن لها 45 كجم. الجسم مغطى بشعر قصير، الذيل إسطواني يصل أسفل العرقوب، لها أرجل طويلة مغطاة بشعر قصير. الرأس طويلة ولها لبب، والأنف محدبة وخصوصاً في الكباش. الأذن غائبة أو صغيرة. الذيل إسطواني ويصل إلى العرقوب. تختفي القرون في أغلب الأحيان أو تكون صغيرة. لون الصوف كريمي غامق أو بني غامق.
ثانيا :- أغنام واحة الفرافرة
أطلق عليها الباحثون هذا الاسم لانتشارها في واحة الفرافرة بالواحات البحرية بالصحراء الغربية بمصر حيث متوسط درجة الحرارة العظمي 39.5م والصغري 11م مع قلة هطول الأمطار ، ويرجع الدارسون لهذه السلالة من الأغنام أنها أغنام ناتجة من تزاوج الأغنام الأوسيمي مع أغنام الصحراء مثل البرقي .وزن الكبش التام النمو 45-50كجم ووزن النعجة 35- 40كجم . متوسط وزن الميلاد 2.5كيلو جرام, متوسط وزن الفطام 15كيلو جرام متوسط نسبة الخصوبة 90% نسبة التوائم 30-60%
ثالثا :- أغنام الوجه البحري
1- الأغنام الفلاحي :- ويوجد هذا النوع في محافظات المنوفية والقليوبية والدقهلية والغربية وهي مشهورة بجودة اللحم ولذة الطعم كما أن صوفها لامع جميل المنظر وتكون الإناث عالية الإنتاج فهي تلد مرتين في العام وفي كل مرة تعطي توءمين أو أكثر و الكبش الناتج منها يكون صغير حيث يزن الكبش الحي عند بلوغه السنة حوالي 36 كجم ، وهي تكون بنية اللون في جميع أجزاء الجسم حتى الرأس والنادر منها أسود اللون وتوجد قرون صغيرة مقوسة للذكور ونادر ما يوجد للإناث قرون.
2- الرحماني :- وهي في محافظة البحيرة حيث نشأت في قرية الرحمانية وهي أكبر الأغنام المصرية حجما حيث يبلغ وزن الكبش الحي 58 كجم ، ولون صوفها بني ، وقد يوجد في الرأس علامة بيضاء والقرون في الكباش كبيرة منحنية ويختفي صوان الأذن في بعض الأفراد ، وصوف هذه السلالة جيد يتغير إلى البياض كلما تقدم الحيوان في السن وتلد الإناث عادة مرة واحدة في السنة .
3- الأغنام الدرناوي أو البرقي :- وهذه الأغنام صغيرة الحجم ويصل وزنها إلى 28 كجم على الأكثر وهي ترعى الكلأ الأخضر على طول الساحل في الصحراء الغربية ولون الصوف أبيض اللون على الجسم أما الرأس فلونه أسود أو أبيض وللذكور قرون وتختفي عند الإناث وصوف ولحوم هذه الأغنام ليست في مستوى الأغنام المصرية لفقره في المراعي .
يصل تعداد الأغنام الحالي 5.564 مليون رأس منها حوالي 1.550 مليون رأس في الوجه البحري وحوالي 1.950 مليون رأس في مصر الوسطي والعليا وحوالي 850 ألف رأس في المحافظات خارج الوادي (شمال وجنوب سيناء ، مرسي مطروح ، الوادي الجديد . البحر الأحمر ، النوبارية ). وتعتبر محافظات الغربية ومطروح والشرقية والمنيا وسوهاج من أكثر المحافظات تعداداً بالنسبة للأغنام .
وتقع الأغنام في المرتبة الثالثة من حيث مساهمتها في توفير اللحم الأحمر في البلاد بعد الأبقار والجاموس بالإضافة إلي أن الأغنام باعتبارها مصدراً للحم والصوف واللبن يمكن أن تساهم بقدر كبير في حل مشكلة نقص البروتين الحيواني والتي تعتبر أهم مشاكل الأمن الغذائي في البلاد ، دون تمثل عبئاً علي مواد العلف المركزة التي تعاني البلاد من نقص ملموس فيها.
يوجد من الاغنام ما يقرب عن مليار رأس حول العالم من سلالات مختلفة واستراليا وحدها لها نصيب الاسد من عدد الاغنام أما الصين فهي تمتلك اعداد كبيرة ايضا لكن تعتبر هي ثاني دولة بعد استراليا في امتلاك الاغنام ولهذا فإن اكبر دولة تقوم بتصدير الاغنام على مستوى العالم هي دولة استراليا ويصل نصيب الفرد من الاغنام في استراليا بمقدار 20 رأس من الغنم الى واحد من السكان 20/1 . أما بالنسبة للدول العربية فإن اكبر دولة عربية تمتلك اعداد كبيرة من الاغنام هي دولة السودان والتي تمتلك حوالي 30% من مجموع ثروة الوطن العربي من الاغنام وتليها دولة الجزائر في المرتبة الثانية اما المغرب فهي تحتل المركز الثالث من حيث عدد الاغنام على مستوى الوطن العربي
فيما يلي نعرض أبرز معلومات قد تسمعها لأول مرة عن الأغنام، وفقا لوكالة “سبوتنيك”.
1ـ ذاكرة خارقة: تتمتع الأغنام بذاكرة قوية للغاية، إذ إن بإمكانها تذكر ما لا يقل عن 50 فردًا ما بين البشر وأفراد بني جنسها لمدة تصل إلى عدة سنوات، حيث إن الأغنام تستخدم عملية عقلية مشابهة لتلك التي يستخدمها البشر للتذكر.
2ـ ذكاء متطور: هناك عدة مظاهر لتطور ذكاء الأغنام، منها أنها تستخدم نبرات صوت مختلف للتواصل فيما بينها، بل أن بإمكانها التواصل عن طريق تعبيرات وجوهها، فضلا عن أنها تعبر عن بعض مشاعرها من خلال وضع أذنيها.
3ـ تعالج نفسها: يمكن للأغنام معالجة نفسها بنفسها من بعض الأمراض، ففي خلال وجودها في المراعي الطبيعية فإنها تتعرف على بعض أنواع النباتات التي تعالج بعض أمراضها وتأكلها.
4ـ كائن مقدس: كان قدماء المصريين يعتقدون بأن الأغنام مقدسة، وكانوا يحنطوها مع موتاهم ويضعوا موميواتها جنبًا إلى جنب معهم في المقابر، كما أنه تم تخليد ذكر الأغنام في سجلات الحضارة السومرية التي يعتقد أن أصحابها هم أول من عرفوا الكتابة.
5 ـ أنواعها: قد يظن البعض أنه يعرف أنواع الأغنام جيدًا، إلا أن لها أنواع أكثر مما نتخيل، إذ إن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، بها أكثر من 40 نوعًا من الأغنام.
6ـ غازاتها: أجريت دراسات على أغنام في نيوزيلاندا، وتبين من خلالها أن كمية غاز الميثان الناتج عن انتفاخ بطن خروف واحد يمكنها أن تمد سيارة نقل صغير بالطاقة اللازمة لتسييرها لمسافة 25 ميلا.
ومن أخطر الأمراض التي تهدد هذا الحيوان الأكثر انتشارا هو مرض البروسيلا الذي يسببه ميكروب البروسيلا ويوجد عترات مختلفة لهذا الميكروب ولكن الأكثر انتشارا و الأخطر هو البروسيلا ميليتينسيز المتخصص في إصابة الأغنام بشراسة حيث له من القوة التي تحدث الإجهاض للنعاج العشار في الثلث الأخير من الحمل و يسبب أيضا احتباسات للمشيمة و التهابات رحمية و يسبب للذكور ورم في المفاصل و الخصيتين
و تنتقل العدوى و تنتشر بين أفراد القطيع بسرعة فائقة بالأخص في موسم الولادات و لاسيما أثناء الإجهاضات حيث تعتبر الإفرازات الرحمية بمثابة القنبلة الموقوتة التي تصيب كل أفراد القطيع سواء بالاحتكاك المباشر أو عن طريق تلوث العلف و الماء المقدم لأفراد القطيع بتلك الإفرازات الرحمية المصابة و لاننسى دور الذكور المصابة في نقل العدوي للإناث أثناء الجماع رغم أن فرصة الإصابة بتلك الطريقة قليلة ولكن لا يستهان بها و يجب وضعها في الاعتبار عند الأخذ بالإجراءات الاحترازية للحد من انتشار المرض و القضاء عليه.
تعتمد سياسة مقاومة هذا المرض في الأغنام على عدة محاور، وهى سياسة الاختبار والذبح ، كما أنها سياسة ناجحة وفعالة في مقاومة المرض، وتستعمل في الكثير من بلدان العالم وذلك بإجراء :
1- الاختبار الدوري للحيوانات بصفة دورية مرتين في العام لابد من أجراء أكثر من اختبار ولا يتم الاعتماد علي اختبار واحد:
– الاختبارات الأولية RBPT and BAPAT
– والعينات الإيجابي يتم تأكيدها باستخدام CFT
2- ذبح الحيوانات الإيجابية وتعويض أصحابها بتعويض مجز يسمح لهم بإعادة تربية حيوانات أخرى.
3- إجراء التحصينات باستعمال Rev1 vaccine عند عمر 4-6 شهور .
بالنظر الدقيق لطبيعة الأغنام في معيشتها التي تقوم علي الرعي و سهولة حركتها وتنقلها بسهوله بين مختلف القرى و المدن بالإضافة إلى نقطة في غاية الخطورة أن 90 % من مالكي تلك الأغنام هم بدو أو غنامه يتنقلون بمنتهى الحرية بين القرى و المدن وليس لديهم المعلومات الكافية عن خطورة هذا المرض و كيفية الوقاية منه مما يزيد من عوامل الخطورة و يزيد الفرصة لزيادة انتشار مرض البروسيلا من الأغنام إلي الحيوانات الأخرى و لا تقف عند هذا الحد فالأخطر هو القدرة علي انتقال المرض للإنسان لذا من مؤشرات السيطرة على مرض البروسيلا هو انخفاض نسبة الإصابة في الإنسان.
ومن ثم لابد من مراعة أربع محاور رئيسية لحماية الإنسان:-
1- وجوب التعاون بين الهيئات البيطرية ومديريات الشئون الصحية لتقييم هذا المرض وإعطائه مزيداً من الاهتمام وخاصة أنه في تزايد مستمر مما يحتم ضرورة مقاومة المرض في الحيوان لأنه المصدر الرئيسي للعدوى في الإنسان.
2- ضرورة العمل على تداول الألبان في صورة مبسترة، وكذلك ينبغي أن تكون منتجات الألبان من ألبان مبسترة، وهذا ليس للوقاية من البروسيلا فقط، ولكن للوقاية من العديد من الأمراض التي تكون الألبان سببا في انتشارها، أما إذا تعذر هذا فلابد من غلى اللبن مدة كافية لا تقل عن عشرة دقائق والامتناع تماماً عن استعمال اللبن في صورته الخام.
3- ضرورة إجراء اختبارات البروسيلا بصفة دورية كإجراء وقائي لمن يعملون في علاج الحيوان وتربيته كالأطباء البيطريين وعمال المزارع والمجازر والفلاحين المربين وتسهيل هذا الأمر عليهم وإجراء هذه الاختبارات بالمجان.
4- عمل حملات للتوعية الصحية والبيطرية تجوب القرى والنجوع لزيادة الوعي بهذا المرض ومحاولة القضاء عليه أو الحد من انتشاره .
مقال
الأغنام في مصر و البروسيلا
د. محمد مصباح الديسطي
باحث أول معهد بحوث الصحة الحيوانية
المصدر
عدد أبريل 2021 من الصحيفة الزراعية الصادرة عن إدارة الثقافة الزراعية بقطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة
اقرأ أيضا
أستاذ طب بيطري يقدم 10 وصايا لمربى أبقار الحليب
لا يفوتك
الدكتور مجدي عاشور : الإسراء والمعراج مُعجزة باقية بنص القرآن الكريم