الجوز إحدى أشجار النقل أو المكسرات وهي من أهم مجاميع الأشجار التي تنتشر حول العالم والتي تضم انواع عديده من الأشجار وهي ( الجوز ، الفستق ، اللوز ، البندق ، البيكان ، الكستناء والكاشيو ) والتي تدخل في العديد من الوجبات والاطعمه اليوميه ، إضافة الي هذا فإن المكسرات بأنواعها المختلفه تتميز بإحتوائها علي كميه كبيره من الفيتامينات الصحية التي تعود بالعديد من الفوائد المهمه علي صحة الإنسان النفسيه والجسديه .
1-الجوز (عين الجمل)
شجرة الجوز من الأشجار التي تتميز بجمال نموها الخضري، مما يجعلها شجرة ملائمة لتزيين الحدائق العامة والمتنزهات مع غزارة النموات الخضرية والمساحة الورقية العريضة أصبح لها دور أيجابي في حفظ التوازن البيئي والمساعدة على تنقية الهواء.
ولثمارها طعم جيد ذات نكهة مميزة ونحتاج إليها بكميات كبيرة خاصة في شهر رمضان وهي ذات قيمة غذائية وصحية عالية لذلك يكون من الضروري الحرص على إنتاج الجوز محلياً ليفي بجزء من احتياجات السوق المحلي.
الجوز من العائلة الجوزية Family: Juglandaceae، الرتبة جوجلاندلس Order: Juglandales وهي رتبة ذوات المحيط الواحد من الغلاف الزهري ذات الفلقتين تضم الجوز – البيكان – الهيكوريا.
بدأ ظهور الجوز في شمال ووسط وجنوب أمريكا وفي شرق أوربا وأسيا وهي شجرة خشبية تزرع لجمال نموها الخضري وتستخدم في الصناعات الخشبية نظراً لجودة أخشابها وللحصول على ثمار الجوز وأهم أنواع الجنس Juglans النوع regia (J. regia) الجوز الإيراني أو العجمي أو الانجليزي حيث يتميز بالطعم الفاخر ورقة سمك القصرة.
طبيعة نمو محصول الجوز
محصول الجوز يحتاج إلى موسم نمو طويل حتى يتم نضج المحصول يبدأ من شهر مارس حتى شهر سبتمبر وأكتوبر، تميل خلالها الأشجار إلى إعطاء عدة دورات من النمو الخضري في الموسم الواحد منها دورة نمو رئيسية في الربيع تستمر خلال الصيف ثم تتوقف في منتصف الصيف لتبدأ دورة نمو ثانية في أخر الصيف. الأحوال الفسيولوجية للبراعم في نهاية الصيف وبداية الخريف من العام السابق هي التي تحدد إذا كان هذا البرعم سينتج في الربيع التالي عن فرع خضري فقط أم فرع يحمل في طرفه مجموعة من الأزهار.
فمن المعروف أن العوامل التي تساعد على ظهور نموات متأخرة في الصيف تعمل على إنتاج أفرع طويلة رخوة حاملة لبراعم تتفتح عن أفرع خضرية فقط بينما تعمل الظروف البيئية التي لا تشجع النمو المتأخر (برودة الجو – قلة التسميد الأزوتي – ضعف التربة نوعاً) على إنتاج أفرع فترة نموها قصيرة لكن براعمها تتفتح في الربيع التالي إلى أفرع مختلطة (تحمل أزهار مذكرة وأخرى مؤنثة)، لذا فإن كمية المحصول لا تتناسب عادة مع حجم الأشجار بل أن الأشجار القوية النمو الكبيرة الحجم أحياناً تحمل محصولاً أقل من الأشجار صغيرة الحجم الأقل نمواً لحد ما.
تتفاوت أشجار الجوز في احتياجاتها للبرودة فنجد أصناف تحتاج إلى حوالي 800 ساعة من درجات البرودة (أقل من 7.2 م) وأصناف أخرى تحتاج من 350 – 400 ساعة خلال موسم الشتاء لكسر سكون البراعم وإعطاء محصول جيد، ولذا من المهم عند الزراعة اختيار الأنواع التي تتلاءم مع مناخ كل منطقة. فمثلاً المناطق ذات الشتاء الدافىء مثل جنوب كاليفورنيا عند زراعة أصناف احتياجاتها عالية من البرودة تظل الأشجار ساكنة تماماً حتى شهر يونيه ثم يتفتح عدد قليل من البراعم لا يكفي لتحقيق محصول اقتصادي وكذلك يمكن ملاحظة اختلاف توقيت وسرعة التفتح في براعم الشجرة الواحدة فنجد براعم أخذت في التفتح وأخرى اكتملت تفتحها منذ فترة وثالثة أكتمل نمو أفرعها وعقدت ثمارها.
* بعض المشاكل التي تواجه عملية التلقيح في الجوز:
أزهار الجوز أحادي الجنس أحادي المسكن حيث تخرج النورات الهربة المذكرة من براعم بسيطة جانبية على أفرع عمر سنة ويحدث التكشف داخل البراعم في شهر مايو ويونيه من الصيف السابق وتظل البراعم الزهرية المذكرة ساكنة حتى شهر مارس من العام التالي حيث تستطيل وتنمو النورة الهرية تحمل عدد كبير من حبوب اللقاح. الأزهار المؤنثة تخرج طرفية وأحياناً جانبية على نموات خضرية للعام الحالي في نورة راسيمية تحمل زهرة أو زهرتان أو ثلاث أزهار.
– التلقيح في الجوز بالرياح: لذا نجد أن الأزهار المؤنثة لا تحتوي على بتلات ملونة أو رائحة لجذب الحشرات ويتميز الميسم بأنه كبير الحجم مفصص إلى جناحان عليهما شعيرات بحيث يسمح بالتقاط حبوب اللقاح من الهواء.
ظاهرة Dichogamy phenomenon: تتفتح الأزهار المذكرة والمؤنثة في مواعيد مختلفة على نفس الشجرة مما يجعل من الضرورة زراعة أصناف مختلفة في المزرعة لضمان حدوث التلقيح الخلطي.
تنقسم هذه الظاهرة إلى حالتين:
أ) Protandrous: وفيها تتفتح الأزهار المذكرة وتنتشر حبوب اللقاح قبل تفتح الأزهار المؤنثة.
ب) Protogynous: وفيها تتفتح الأزهار المؤنثة وتكون المياسم على استعداد لاستقبال حبوب اللقاح قبل تفتح الأزهار المذكرة.
وتعد هذه الظاهرة ذات أثر كبير على عملية التلقيح وتكون أكثر وضوحاً في الأشجار الصغيرة أما الأشجار الكبيرة فيكون هناك عدد أكبر من النورات الهرية المذكرة بالإضافة إلى أنها تأخذ دورة تفتح طويلة بحيث تسمح بحدوث فترات تداخل مع تفتح الأزهار المؤنثة والمذكرة.
تتأثر ظاهرة Dichogamy بالمناخ حيث أن دفء الجو في نهاية الشتاء وبداية الربيع يؤدي إلى تبكير تفتح الأزهار المذكرة مما يؤدي لعدم حدوث تداخل مع فترات تفتح الأزهار المؤنثة في الأصناف Protandrous بينما الأصناف Protogynous يحدث بها تطابق في مواعيد تفتح الأزهار المذكرة والمؤنثة.
استمرار برودة الشتاء حتى بداية الربيع تؤدي إلى تأخر تفتح الأزهار وإطالة فترات التزهير.
من الحلول المقترحة عند زراعة الجوز لحل هذه الظاهرة هي زراعة أصناف Protandrous مع أخرى Protogynous بحيث تتوافق مع بعضها في مواعيد التزهير.
* الحصاد: تنضج ثمار الجوز خلال شهري سبتمبر وأكتوبر حيث يتشقق الغلاف الثمري الخارجي Hull وتسقط البذور على الأرض وتكون البذور قد نضجت قبل تشقق Hull بفترة تتراوح بين 1 : 4 أسابيع وتسرع الثمار في النضج في المناطق الدافئة بالمقارنة بالمناطق الباردة.
إذا كانت هناك تفاوت في درجات الحرارة بين الليل والنهار وتكون نسبة الرطوبة الجوية مرتفعة نجد أن الجنين دائما يتأخر في النضج ويكون الفارق بينهم بضعة أيام.
يراعي الحصاد المبكر بقدر الإمكان للحصول على فلقات لونها فاتح وقبل أن تزداد القصرة في صلابتها وتكون خالية من الأمراض وذات جودة عالية.
كمية الرطوبة داخل الثمار تتناقص مع قرب موعد الحصاد حتي تصل إلى 8 % عند الحصاد تنشر بعد فصل الغلاف الثمري في مكان مظلل جاف حتي تنخفض نسبة الرطوبة إلى 3.5 %.
تخزن البذور على 1 م ونسبة أكسجين منخفضة حتى لا يحدث أكسدة للزيت فتظل البذور بحالة جيدة لمدة عامان.
* القيمة الغذائية والصحية العالية لبذور الجوز:
تحتوى بذور الجوز على كمية عالية من الزيت تتراوح من 60 : 70 % من وزن الفلقات ويحتوى الزيت على أحماض دهنية غير مشبعة مثل Linolenic acid – Linoleic acid لذا تكون أكثر عرضة لعملية الأكسدة والتزنخ بفعل الأكسجين حيث تفسد الثمار بعد 4 أشهر من التخزين على 21 م.
على الرغم من أن هذان الحامضان يسببان سرعة فساد الزيت إلا أن كلا الحامضان غير مشبعان وأساسيان للبناء وللقيام بوظائف جدر الخلايا وهما الصبغة السابقة لتخليق Proastsglandines البروستجلاندين الهام للعمليات الكيميائية الحيوية داخل جسم الإنسان.
حيث أن أوميجا 3 مسئول عن خفض ضغط الدم وخفض نسبة الكوليسترول – حجز الماء في الجسم – لزوجة الصفائح الدموية، بينما التفاعلات الحيوية الناتجة عن أوميجا 6 (Omiga-6) تأتي بأثر مضاد (Omiga-3)، زيادة ضغط الدم زيادة الكوليسترول، فقد الماء من الجسم وهكذا …، وتكون نسبة Omiga-3 : Omiga-6 ratio 2: 1 حتى تكون في صورتها المثلي، لذا ينصح أن يكون نصيب الفرد اليومي من 3 : 5 ثمار حتى يحظى بقدر كافي من Omiga-3، فكل 15 جم من الجوز تحتوى على 1.2 ملجم من Omiga-3.
تحتوى ثمار الجوز على بروتينات نسبتها 14 : 19 % والكربوهيدرات محتواها منخفض 2.4 : 3.8 % والرطوبة 2.8 %.
المحتوى المعدني مللجرام / 100 جم من البذور:
Zn | S | Cl | Mn | Mg | P | Fe | Cu | Na | K | Ca |
2.7 | 140 | 24 | 3.4 | 160 | 380 | 2.9 | 1.34 | 7 | 450 | 96 |
كمية الفيتامينات مللجرام/ 100 جرام من بذور الجوز
E | الثيامين | الريبوفلافين | Bb | بيوتين | بانتوثينات |
3.85 | 0.4 | 14 % | 0.67 | 19 | 106 |
النهوض بإنتاج الجوز في مصر هدف قومي
مساحات الجوز في مصر محدودة لا يزيد عن 100 فدان تتركز في محافظة القليوبية – المنوفية – الغربية. وتزرع بإعداد فردية في الحدائق المنزلية أو كمصد للرياح حول المزارع وترجع قلة الانتشار إلى عدم معرفة المزارع لطبيعة النمو وعمليات الخدمة المتبعة والاحتياجات العالية من وحدات الحرارة المنخفضة (7.2 °م) خلال الشتاء بالإضافة إلى أنها تزرع جميعاً بالبذرة مما يؤدي لوجود اختلافات كبيرة بين كل سلالة (شجرة) وأخرى ونجد أن الشجرة البذرية تتأخر بطبيعة الحال في دخولها لمرحلة الإثمار.
بالرجوع إلى إحصائيات وزارة التجارة الخارجية لعام 1998 نجد أن مصر تستورد سنوياً ما يزيد عن 587.884 كجم من الجوز غير المقشر، 151.113 كجم من الجوز المقشر وبأسعار مرتفعة ومع هذه التكاليف العالية من العملة الصعبة يكون من الضروري الحرص على إنتاج الجوز محلياً ليفي بجزء من احتياجات السوق المحلي وعند تراجع إنتاجية هذه الأشجار من الثمار فإنها تستخدم كشجرة خشبية تقدر قيمة الأخشاب بحوالي 6000 جنيه كمتوسط للشجرة الواحدة ومع هذا العائد الاقتصادي المرتفع لأخشاب الجوز يمكن زراعتها كشجرة خشبية تتميز بسرعة النمو تحت ظروف مصر.
شجرة الجوز تتميز بجمال نموها الخضري (طبيعة تفرعها – أوراقها المركبة العطرية – لون الجذع الأبيض الكريمي) يجعلها شجرة ملائمة لتزين الحدائق العامة والمتنزهات – مع غزارة النموات الخضرية والمساحة الورقية العريضة يجعل لها دور إيجابي في حفظ التوازن البيئي والمساعدة على تنقية الهواء.
* مما سبق نجد أن زراعة الجوز استثمار ممتاز من خلال
- إنتاج محصول جيد من الثمار التي نحتاج إليها بكميات كبيرة بخاصة في شهر رمضان ومتوسط محصول الشجرة من 60 – 70 كجم ويتراوح وزن البذرة من 8 : 9.5 جم ووزن الفلقات من 4 : 4.6 جم وهذه النتائج تعد جيدة عند مقارنتها بالأصناف العالية أيضا تتميز الثمار بالطعم الجيد ذات النكهة المميزة وإن كان يعاب عليه صلابة القصرة وتتميز الثمار المحلية أيضاً بانخفاض السعر الذي يلاءم المستهلك المحلي عند مقارنته بالأصناف العالية المستوردة.
2- توفير ثروة خشبية هائلة ذات قيمة اقتصادية عالية ويتحقق ذلك بزراعة الجوز على صورة غابات.
– حزام أخضر حول القاهرة وغيرها من المحافظات – في الشوارع على الطرق الرئيسية.
– وللنهوض بمحصول الجوز في مصر يكون من الضروري الاهتمام بالسلالات المحلية التي تأقلمت مع الظروف البيئية بانتخاب أفضلها من حيث الإنتاج العالمي وجودة الثمار ورقة سمك القصرة واللون الفاتح للفلقات.
– واستيراد أصناف جديدة تبشر بالنجاح تكون احتياجاتها من وحدات البرودة منخفض من أمثلتها الصنف Pedro يتميز هذا الصنف بأن نسبة البراعم الجانبية الزهرية فيه تصل إلى 80 % ووزن الجنين 6.5 جم ونسبة الفلقات إلى الثمرة 48 %. ولون الفلقات فاتح – القصرة جيدة الالتحام – المحصول معتدل. واهم صفاتها أن احتياجاتها من البرودة 400 ساعة عند (7.2 °م).
الصنف Placentia صنف محبب تنتشر زراعته في جنوب كاليفورنيا والهند – الأشجار سريعة النمو والحمل منتظم – الثمار رقيقة القصرة – الفلقات كبيرة الحجم ناعمة فاتح ذات جودة عالية غير أن الثمار تصاب باللفحة – يتحمل هذا الصنف ظروف الشتاء الدافىء أكثر من الأصناف الأخرى حيث أن احتياجاتها من وحدات البرودة 300 ساعة فقط. عند الإكثار بالبذرة وتكون الشتلات الناتجة مطابقة للصنف نتيجة للتلقيح الذاتي في هذا الصنف.
مما سبق نلمس مدى أهمية نبات الجوز (عين الجمل) سواء من الناحية الغذائية أو من الناحية الاقتصادية مما يستوجب منا زيادة الاهتمام به والعمل عل الإكثار من زراعته.
مقال
الجوز .. مراحل النمو والزراعة والقيمة الغذائية للمحصول
أ.د/ مصطفى احمد فتحي أ.د/ نيفين مصطفي طه
رئيس بحوث متفرغ رئيس بحوث
بقسم الفاكهه متساقطة الاوراق بقسم الفاكهه متساقطة الاوراق
معهد بحوث البساتين – مركز البحوث الزراعية
المصدر
عدد شهر مارس 2021 من الصحيفة الزراعية الصادرة عن إدارة الثقافة الزراعية بقطاع الإرشاد الزراعي التابعة لوزارة الزراعة
اقرأ أيضا
دودة الحشد الخريفية.. أبرز سماتها الظاهرية وطُرق انتشارها
لا يفوتك
تعرف على اجراءات تحليل العينات الخاصة بجودة المحاصيل الزراعية بالمعمل المركزى للمبيدات