ثاقبة العراجين أو دودة الطلع الكبرى، أحد أخطر الآفات التي تُهدد محصول التمر، والتي تُسبب دمارًا جزئيًا أو كليًا في المحصول، بحسب درجة انتشارها ونسبة الإصابة بها، وهي آفة معروفة في أغلب بلداننا العربية، التي تهتم بزراعة تلك المزروعات، التي تعتبر واحدة من السمات المميزة لبيئاتنا الصحراوية الجافة.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج العيادة النباتية، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور صلاح جميل، الأستاذ بمعهد وقاية النبات، التابع لمركز البحوث الزراعية، عن فراشة التمر الكبرى، وأبرز علامات الإصابة بها، والتي تُمكن مُزارعينا من اتخاذ واختيار طُرق المكافحة المناسبة لتلك الآفة الخطيرة.
البطاقة التعريفية لآفة ثاقبة العراجين
في البداية قدم الدكتور صلاح جميل تعريفًا علميًا لحشرة فراشة التمر الكبرى أو ثاقبة العراجين كما تُعرف اصطلاحًا بأنها إحدى الحشرات التابعة لرتبة حرشفيات الأجنحة، موضحًا أنها تُهاجم محاصيل التمور مُحدثة الكثير من الأضرار المُزعجة للمزارعين بأغلب بداننا العربية.
أبرز أشكال الإصابة بآفة ثاقبة العراجين
أكد الدكتور صلاح جميل، أستاذ معهد وقاية النبات، أن أشكال الإصابة بآفة ثاقبة العراجين لا تقتصر على هيئة واحدة، مُشيرًا إلى تعدد أعراض الإصابة بها، والتي تُعد بمثابة إشارة وجرس إنذار للمزارعين، كيما يتخذون الخطوات العلاجية اللازمة للحد من أضرارها، بما يقلل من حجم الهالك وقت جني المحصول.
وأوضح أن ابرز أشكال وعلامات الإصابة بتلك الآفة، هو أن نجد الشماريخ الزهرية الحاملة بدون ثمار، موضحًا أن هذا العرض يعني أن الحشرة تغذت على العقد الثمري بشكل كامل، وهو مؤشر له دلالة خطيرة، تؤكد أن نسبة الإصابة وصلت إلى 100%.
ثقوب أسفل الشماريخ الثمرية
وأشار إلى أن ثاني هذه الأعراض، يظهر على هيئة وجود ثقوب واضحة أسفل الشماريخ، ما يعني جفاف وموت الثمار، بسبب عدم وصول التغذية الكافية لها، وهو أحد أبرز صور الإصابة بآفة ثاقبة العراجين.
وأوضح أن أشكال إصابة الشمروخ الثمري متعددة، لافتًا إلى أن الآثار المترتبة عليها، تتحدد وفقًا لنسبة الضرر الواقع، والذي قد يؤدي إلى فقد جزئي أو كلي للثمار وقت الحصاد.
ثاقبة العراجين وأبرز صور الإصابة غير المؤثرة
لفت أستاذ معهد وقاية النبات إلى أن هناك بعض أشكال الإصابة بآفة ثاقبة العراجين، وهي إصابة سطحية، غير مؤثرة بشكل كبير، بيد أنها علامة خطر توجب على المُزارع، اتخاذ الخطوات العلاجية اللازمة، للحيلولة دون دمار المحصول.
وأوضح أن أبرز هذه الصور تتمثل في إصابة الحامل، موضحًا أن سوباطة التمر، تتكون من جزئين، الأول هو الشمروخ، والثاني هو حامل العذوق، والذي يقوم بمهمة إيصال الغذاء إلى الشمروخ الذي يحوي الثمار.
وأشار إلى أن إصابة الحامل قد تظهر بشكل سطحي أو جانبي، والأخير تتبدى فيه مخلفات نواتج تغذية اليرقة على حامل العذوق بشكل واضح، وهي من الإصابات غير الضارة اقتصاديًا، ولكنها مؤشر على وجود تلك الآفة.
وشدد الدكتور صلاح جميل على أن أخطر أنماط الإصابة، تتبدى في صورة ضرر مباشر على العرجون ذاته أو حامل الشماريخ، موضحًا أن الوصول لتلك النقطة، يعني الدخول في دائرة وجود خسائر اقتصادية في إنتاجية المحصول.
استراتيجية هجوم ثاقبة العراجين
فسر الدكتور صلاح جميل عدم ملاحظة المزارعين لإصابة محاصيلهم بآفة ثاقبة العراجين في وقت مُبكر، للاستراتيجية الخادعة التي تتبعها تلك الحشرة، مؤكدًا أنها اليرقات تختبىء منذ البداية داخل قلب النخلة، وتتغذى عليه من الداخل، بحيث لا يتبدى هذا الضرر إلا في مرحلة متأخرة، تتيح لها الهجوم على العقد الثمري، لتظهر آثارها المُدمرة فيما بعد، على حامل العذوق وصولًا للشمروخ الثمري.
شاهد: “فراشة التمر الكبرى” مظاهر الإصابة وطرق المكافحة
أبرز أشكال نواتج الإصابة
قدم أستاذ معهد علوم وقاية النبات التابع لمركز البحوث الزراعية شرحًا تفصيليًا لنواتج الإصابة بآفة ثاقبة العراجين، والذي يتجلى في بعض الحالات في وجود لونين واضحين على الإنتاج الثمري للشجرة المُصابة، بحيث يظهر نصف عراجينها باللون الأبيض وتكون بلا ثمار، فيما يغلب على النصف الآخر اللون الأصفر، ويكون مثمرًا ولكن دون عائد اقتصادي، نظرًا لعدم وصول الغذاء له بشكل كامل.
وأوضح أستاذ معهد وقاية النبات، أن هذه الحشرة لم تلق الاهتمام الكافي لدراستها، والتعرف على فسيولوجيتها وكيفية مكافحتها حتى عام 1960، وأرجع ذلك لوجود عدة آفات أكثر خطورة منها في ذلك الوقت، لافتًا إلى أن بدأت تأخذ حيزًا كبيرًا من الدراسة بدءًا من مطلع القرن الحالي.
إقرأ أيضًا:
صناعة تُدر ملايين الجنيهات.. عميدة طب بيطري تنصح الشباب بهذا المشروع