سلط الإعلامي أحمد إبراهيم مقدم برنامج “الفرسان”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية الضوء على سيرة ضيفه الدكتور يسري الشرقاوي، مشيرًا إلى أنه من مواليد قرية بردين، مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وقد حفظ القرآن الكريم في كتّاب قريته في سن صغيرة، مؤكدًا أنه تلقى تعليمه بالكامل في مدارس وجامعات حكومية مجانية، مشددًا على أن الشرقاوي يمتلك خبرة تمتد لأكثر من 35 عامًا في مجالات الاقتصاد والاستثمار والعمل الدولي والمحلي، موضحًا أنه زار أكثر من 77 دولة و260 مدينة وعاصمة حول العالم، مضيفًا أنه يشغل منصب الرئيس المؤسس لجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، التي تستهدف دعم ترابط مجتمع الأعمال في القارة السمراء، وإعلاء قيمة ثرواتها لصالح شعوبها، بعيدًا عن الهيمنة والاستحواذ الغربي
الموهبة الأدبية وأثر التعليم الأساسي
أوضح الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أن له جانبًا أدبيًا مميزًا في شخصيته، مشيرًا إلى أنه يكتب الشعر والنثر والمقالات دون عناء في التعبير أو انتقاء المفردات، موضحًا أن الكلمات لا تهرب منه، بل يستدعيها ويحاورها ويشكلها كما يشاء، معتبرًا أن هذه الملكة تعود إلى الأساس التعليمي المتين الذي تلقاه في “الكتاب”، مؤكدًا أن التعليم في الكتاب شكل حجر الأساس الذي بنى عليه قدراته المعرفية واللغوية.
دلل الدكتور الشرقاوي على ذلك بتجربة شخصية قائلًا إن أحد زملائه في الكتاب يشغل اليوم منصبًا مرموقًا في منظومة التعليم المصري، وهو الدكتور الحسن الجويش، مضيفًا أن أساليب التعليم التي تعلمها في صغره بالكتاب تشابه إلى حد كبير ما يُدرس اليوم في اليابان، مدللًا على ذلك بأن التعليم وقتها كان قائمًا على مبدأ نقل الخبرة من الجيل الأول إلى الجيل الثاني، حيث كان الطالب الأكثر حفظًا وخبرة يُكلف بمساعدة الأقل منه، وكان يوم الخميس مخصصًا لتنظيف الكتاب وتدوين الدروس الأسبوعية على اللوحات، مشيرًا إلى أن المنظومة كانت أشبه بمدرسة ابتدائية مصغرة تعتمد على الجهود الذاتية والخدمة المجتمعية داخل الكتاب.
الانضباط التربوي ودور الأسرة والمجتمع
أكد الدكتور يسري الشرقاوي أن الانضباط الأخلاقي والتربوي الذي نشأ عليه في قريته لا يزال عالقًا في ذهنه، موضحًا أنه كان يخشى رؤية الشيخ في الشارع أكثر من والده في البيت، مشيرًا إلى أن مجرد تصادف وجوده أمام الشيخ في موقف غير مناسب كان يثير بداخله رهبة شديدة، وهو ما يعكس دور التربية المجتمعية في تشكيل الضمير والانضباط، لافتًا إلى أن التعليم المنزلي والتعليم المدرسي كانا يُكملان بعضهما البعض، مشددًا على أن منظومة القيم وقتها كانت تخلق حالة من الانضباط الذاتي والاحترام العميق للمعلم.
أضاف أن أحد أهداف برنامج “صناع المستقبل” هو تسليط الضوء على النماذج الوطنية التي خرجت من قلب الريف المصري واستطاعت أن تصل إلى العالمية من خلال الفكر والجهد والاجتهاد والعلم، موضحًا أن البرنامج يسعى إلى تصحيح الصورة النمطية السائدة التي تضع الشهرة فقط في إطار لاعبي الكرة والفنانين، مشددًا على أن مصر لا تزال تحتضن نماذج رائعة تحمل القيم النبيلة وتؤمن بالعمل الجاد.
رحلة حفظ القرآن ونموذج الانضباط الوطني
كشف الدكتور يسري الشرقاوي عن تفاصيل مهمة في رحلته التعليمية، موضحًا أنه لم يتنصل يومًا من قريته أو بيئته الأولى، مشيرًا إلى أنه حفظ القرآن الكريم كاملًا في مرحلة الطفولة، وكان أول من حصل على شهادة التثبيت في حفظ القرآن على مستوى محافظة الشرقية عام 1981، حيث تم تكريمه من قبل الفريق عبد المنعم واصل، محافظ الشرقية آنذاك، مؤكدًا أن الجائزة شملت رحلة عمرة وجوائز مادية ومعنوية أخرى.
أوضح أنه يرى أن منظومة الانضباط في مصر تتشكل من ثلاث مراحل أساسية، وهي: التعليم المنزلي، ثم التعليم الحكومي، ثم المؤسسة العسكرية، مشيرًا إلى أنه نال شرف الخدمة العسكرية كضابط احتياط برتبة ملازم أول في سلاح المدرعات لمدة عامين، مشددًا على أن هذه المراحل الثلاث تُكمل بعضها البعض، وأن الحفاظ على تماسك الوطن وقيمه يتطلب دعم هذه المنظومة عبر الإعلام والدراما والثقافة، موصيًا بضرورة ربط هذه المكونات لتحقيق العودة إلى منظومة الأخلاق والانضباط المجتمعي.
الأسرة والبدايات ودور الوالدين في بناء الشخصية
تطرق الدكتور يسري الشرقاوي إلى الحديث عن أسرته والبيئة التي نشأ فيها، موضحًا أن والده كان من الحرفيين البارزين في قريته، وكان مشهورًا في مجاله ويقصده الناس من كل مكان نظرًا لبراعته، مضيفًا أن والدته كانت ربة منزل حريصة على تماسك الأسرة، وكانا معًا يوليان أهمية كبرى للتعليم، مشيرًا إلى أنه نشأ وسط سبعة إخوة وأخوات تلقوا جميعهم تعليمًا جيدًا دون تمييز بين البنين والبنات.
أعرب عن امتنانه العميق لتجربة والده الذي كان ينفق معظم دخله على تعليم أولاده، رغم أنه كان بإمكانه أن يصبح من كبار التجار أو ملاك الأراضي لو اختار طريق الاستثمار المادي، موضحًا أن والده اختار الاستثمار في العقول لا في الأموال، ونجح في ذلك، مدللًا على أن ثمرة هذا الاستثمار ظهرت في التفوق العلمي والتربوي الذي تحقق داخل الأسرة، مشيرًا إلى أن التعليم كان يمثل القيمة الكبرى في حياتهم جميعًا.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
د.محمد الجارحي: جمعت بين الزراعة والطب البيطري وساهمت في مشروع بدائل الألبان
إعادة تدوير المياه كحل استراتيجي لمواجهة محدودية الموارد والأزمة المائية