ورد النيل الذي تم إهداؤه إلى محمد علي باشا، ليتم استخدامه لتجميع حديقة قصره الخاصة، كان وبالًا على مصر ومُقدراتها المائية، وهي النقطة المفصلية التي سمحت بانتشاره بعد ذلك، إلى أن تم رصد آثاره السلبية وأضراره الخطيرة، التي عجلت بالبحث عن وسائل علمية تتيح مكافحته والتخلص منه.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور وائل الحضري، مُقدم برنامج “نبض الزراعة”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور يحيى حسين فياض – أستاذ المكافحة الحيوية بمركز البحوث الزراعية – ملف ورد النيل بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على طُرق مُكافحته والتخلص منه والحد من انتشاره داخل الترع والمصارف والمسطحات المائية.
ورد النيل
تعريفه العلمي وموطنه الأصلي
في البداية تحدث الدكتور يحيى حسين فياض ورد النيل مؤكدًا أن موطنه الأصلي بقارة أمريكا الجنوبية والوسطى، لتنتشر منها لكافة دول العالم، وبخاصة الدول الاستوائية وشبه الاستوائية، كونها تُمثل البيئة المثالية لنموه وانتشاره.
وعرف أستاذ المكافحة الحيوية موضحًا أن الاسم الصحيح لهذا النبات هو “هياسنت الماء- water hyacinth”، أو ما يعرف مجازًا بـ”ورد النيل”، مُشيرًا لتعدد الأسماء التي تُطلق عليه من قُطر لآخر.
ورد النيل
خسائر مائية ضخمة
سلط الدكتور يحيى حسين فياض الضوء على خطورته وأضراره الاقتصادية، وفي مُقدمتها نسبة استهلاكه للمياه، حيث يُشكل الماء 95% من وزنه، فيما تُمثل الـ5% المُتبقية مجموعة الألياف الخاصة بجسمه، مُشبهًا الميكانزم الذي يتعامل به هذا النبات مع الماء بـ”الإسفنج”.
وشدد أستاذ المكافحة الحيوية على الخطورة التي يُمثلها هذا النبات على مواردنا المائية، مؤكدًا أن أوراقه العريضة تمنحه قدرة كبيرة على القيام بعملتي النتح والبخر، لافتًا إلى أن كل نبات يقوم بنتح وبخر كمية تُقدر بـ1 لتر مياه يوميًا.
وعرض “فياض” مُعادلة رقمية لبيان خطورته على مواردنا المائية، مؤكدًا أن متوسط السعة الاستيعابية للفدان تصل إلى 240 ألف نبات، ما يعني أن هذا العُدد يُفقدنا ما يُوازي 240 ألف لتر مياه يوميًا، وهو حدث جلل كان يستدعي تحركًا سريعًا لإيقاف هذا النزيف المائي.
وكشف أستاذ المكافحة الحيوية أن إجمالي المساحة المصابة في مصر، تجاوزت خسائرها اليومية حدود الـ2 مليون متر مكعب، بسبب عمليات النتح والبخر، التي يقوم بها هذا النبات.
وأضاف أنه بإجراء معادلة حسابية بسيطة لتبعات انتشار ووجوده في مصر، نتوصل لحجم الهدر والفقد المائي، الذي يصل إلى 3 مليار متر مكعب سنويًا، وهو أمر مزعج في ظل الفقر المائي ومحدودية الموارد المتاحة.
نزيف مستمر
7 أضرار صحية واقتصادية
واصل الدكتور يحيى حسين فياض شرحه لتبعات انتشاره السلبية، مؤكدًا أنها لا تتوقف عند حدود الخسائر المائية فقط، وإنما تمتد لأبعاد صحية واقتصادية أشد ضررًا وخطورة على عموم المصريين، أو أي دولة مُصابة بهذا النبات.
وأوجز أستاذ المكافحة الحيوية تبعات وأضراره انتشاره داخل الممرات والمصارف المائية في النقاط التالية:
1. يمثل عائلًا مُناسبًا لانتشار قواقع ديدان البلهارسيا
2. عائل مثالي لاحتواء يرقات الملاريا
3. يعمل كحاجز يعوق حركة المياه داخل المجرى المائي ما يحول دون وصولها لنهايات الترع، وهو الأمر الذي يؤثر سلبًا على النشاط الزراعي
4. تتجمع كتل ضخمة منه حول قواعد الكباري والمعابر الموجود فوق الممرات المائية، ما يؤثر سلبًا على عمرها الافتراضي، ويجعلها عُرضة للانهيار في أي وقت
5. يعوق حركة النقل النهري والبحري
6. امتصاصه للمياه يجعله بؤرة ومركزًا للعناصر المعدنية الثقيلة، ما يجعله مصدرًا لنقل الأمراض لأي حيوان يتغذى عليه، بما يؤكد استحالة استثماره أو خلق أي جدوى اقتصادية ممكنة
7. أي حيوان يضطر للتغذي عليه يُصاب بانتفاخ منطقة البطن والغازات، بما يفقده شهيته الطبيعية تجاه العليقة والأكل المُعتاد
موضوعات قد تهمك
تشوهات الحيوانات المنوية والنسب المسموحة لحدوث التخصيب والحمل
أمراض الجهاز الهضمي.. أشهر 7 تشخيصات شائعة وطُرق العلاج المُثلى
التغذية السليمة لطلبة المدارس.. مكونات وجبة مرضى “فرط الحركة” و”النحافة”
إقرأ أيضًا
تضخم البروستاتا.. الأعراض الجانبية وطريقة العلاج الصحيحة
العمود الفقري.. “4” أسباب للألم والانزلاق الغضروفي الأقل شيوعًا
التغذية المثالية للأطفال مرضى الـ”ADHD” خلال الدراسة
أمراض الظهر والعمود الفقري.. أشهر 4 تشخيصات شائعة وطرق علاجها
لا يفوتك
المحاصيل الشتوية.. أبرز المشاكل والحلول التي يمكن اللجوء إليها