نوزيما النحل واحدة من الأمراض الفطرية الشائعة، والتي تُسبب مشاكل وخسائر كبيرة لقطاع النحالة، ما يجعلها واحدة من المُعضلات التي تستدعي تدخلًا سريعًا للوقاية من آثارها، والحيلولة دون نفوق وضياع القطيع، والحفاظ على جودة المُنتج ودرجة نقائه وخلوه من الأمراض.
ولإلقاء الضوء على هذه المُعضلة توجهت كاميرا برنامج “معامل وأبحاث، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، إلى قسم بحوث النحل، للتعرف بشكل أكبر على قائمة أبرز أمراض النحل، وكيفية مواجهتها، وسُبل حماية الخلايا والقطيع من الآثار السلبية الناجمة عنها.
في البداية أكد الدكتور إيهاب زيدان، رئيس البحوث بقسم بحوث النحل، بمعهد بحوث وقاية النبات النحل، أن الأعداد الهائلة التي تضمها الخلية من طائفة الشغالات، تكون عُرضة للإصابة بقائمة طويلة من الأمراض الفيروسية والبكتيرية والفطرية، وأبرزها نوزيما النحل، والتي تنتقل بسرعة كبيرة داخل الخلية وأفراد القطيع.
وأوضح أن تكدس هذا العدد الضخم داخل مساحة صغيرة، يُسهم في انتشار الإصابة بالمرض بشكل أسرع، ما يُمثل خطورة فائقة على القطيع والخلية على حد سواء.
نوزيما النحل.. أبرز أعراض الإصابة
أكد الدكتور إيهاب زيدان أن إصابة القطيع ببعض الأمراض الفطرية الشائعة، مثل نوزيما النحل والتي تضم طائفتين “النوزيما أيبس أو النوزيما سيرانا”، تتركز في إصابة الأمعاء الدقيقة والوسطى للفرد المُصاب، والذي يرافقه عادة أعراض الإسهال، والتي يمكن تمييزها بدقة من لون البراز “البني”، وبالنسبة للملكات فإن قدرتها على إنتاج ووضع البيض تقل إلى حد كبير، ما يُسبب انهيار الخلية.
وكشف زيدان عن المزيد من أعراض الإصابة والتي يمكن رصدها بالعين المُجردة، وأبرزها انتفاخ البطن، وسقوط شعر النحل المُصاب، وتهدل الأجنحة وهو الأمر الذي يحول دون قدرتها على الطيران أو الخروج للسروح في الحقول، علاوة على ملاحظة لجوء الفرد المُصاب إلى الزحف، بدلًا من الحركة السريعة المُعتادة.
وأوضح أن أثار الإصابة والتدهور التدريجي لأفراد القطيع تكون بطيئة في حالة النوزيما أيبس، فيما تتسارع وتيرة وحدة الوفيات مع النوزيما سيرانا، وتتجلى في مظاهر الوهن العام والإسهال وعدم القدرة على أداء كل طائفة داخل الخلية لمهامها الرئيسية، علاوة على انتشار البراز داخل جميع أجزاء الخلية، ما يُسهم في انتشار المرض بين أفراد القطيع.
موضوعات ذات صلة:
صناعة العسل.. أثر متبقيات المُبيدات وموقعنا على خريطة التصدير العالمية
قدم الدكتور إبراهيم زيدان قائمة بأهم الإجراءات الوقائية التي يمكن اللجوء إليها للوقاية من خطر الإصابة بـ”النوزيما”، والتي حصرها في عدد من النقاط الواجب اتباعها لحماية القطيع، وتحقيق النتائج المأمولة في نهاية كل موسم.
التدفئة والتشتية السليمة
لفت الدكتور إبراهيم زيدان إلى أن قيام النحال بإجراءات التشتية السليمة، والتزامه بتجفئة الخلية أثناء الموسم الشتوي، تأتي على رأس قائمة الإجراءات الوقائية، التي تحول دون إصابة الخلية، وخسارة أفراد القطيع بسبب أمراض النوزيما.
خطأ شائع يرتكبه النحال في موسم الخريف
ألقى الدكتور إبراهيم زيدان الضوء على خطأ شائع يقع فيه أغلب النحالين خلال فصل الخريف، ما يُسبب تدهور حالة الخلية وفقدان عدد كبير من أفراد الخلية والقطيع، وهو الأمر الذي ينعكس على المردود الاقتصادي للنشاط ككل.
وأوضح أن إهمال النحال لإجراءات التغذية السليمة خلال فصل الخريف، وسعيه لتوفير النفقات الخاصة به، بعد حصوله على العسل والطرود، يؤدي لزيادة فُرص إصابته بالأمراض الفطرية وعلى رأسها النوزيما، وفقدانه من 50 إلى 70% من قوام الخلية الأساسي، وهو الأمر الذي يؤثر على إنتاجه في المواسم التالية بداية من موسم الربيع.
وشدد على ضرورة حصول أفراد القطيع على التغذية البروتينية والكربوهيدراتية اللازمة، لتعويض حالة الإجهاد التي يُصاب بها النحل على مدار موسم طويل وشاق، موضحًا أن الإهمال في هذا الشِق يؤدي لخسائر اقتصادية كبيرة للنحال فيما بعد.
إقرأ أيضًا:
المضادات الحيوية.. آثارها على خلية النحل وإنتاج العسل وعلاقتها بالتقلبات المناخية
قدم الدكتور إبراهيم زيدان حلًا آخر ضمن حزمة الإجراءات الوقائية والتوصيات الفنية التي ينبغي على النحال القيام بها، موضحًا أن تقليل المساحات المُتاحة داخل الخلية أحد أهم هذه الإجراءات سواء عن طريق إضافة حاجز خشبي في نهاية الخلية، ووضع المزيد من البراويز داخلها، لتضييق المساحة وتجميع قطيع النحل حول نقطة مركزية للمزيد من التدفئة.
تعريض الخلية لأشعة الشمس
شدد الدكتور إبراهيم زيدان على أهمية تعريض الخلية لأشعة الشمس لأطول فترة ممكنة وبخاصة في فصل الشتاء، كأحد أهم الإجراءات الوقائية التي تقضي على المُسببات المرضية الخاصة بـ”النوزيما”، مع إضافة سياج إضافي حول الخلية لإتاحة الظروف المُناسبة للحصول على المزيد من الحرارة والتدفئة المُناسبة لأفراد القطيع.
تعقيم الخلية
أكد الدكتور إبراهيم زيدان أن إجراء عمليات تعقيم الخلية من أهم الإجراءات التي يجب أن يحرص النحال على إجراؤها لضمان سلامة وصحة أفراد القطيع والخلية والطرود من البكتيريا والفطريات والفيروسات المُسببة للأمراض، والتي تؤدي لنفوق عدد كبير من الأفراد.