نظم الري وكيفية الاستفادة منها وتقليل معدل الفاقد، والاستخدام الأمثل للموارد المائية، واحدة من الأهداف الاستراتيجية الموضوعة ضمن خطط أغلب دول وحكومات العالم، بالنظر لارتفاع معدلات الفقر المائي، والتي تعود لأخطاء الممارسات البشرية وارتفاع الكثافة السكانية، علاوة على التغيرات المناخية وارتفاع معدلات البخر.
وخلال حلوله ضيفًا على سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور ياسر عزت، أستاذ هندسة الري والصرف الحقلي، ورئيس قسم الهندسة الزراعية بجامعة عين شمس، ملف التحول إلى نظم الري الحديث، وعوائدها الاقتصادية ومردودها على إجمالي الناتج النهائي وجودة التربة الزراعية.
نظم الري.. مشاكل الغمر السطحي وأسباب التحول للتقنيات الحديثة
في البداية تحدث الدكتور ياسر عزت عن نظم الري السطحي “الغمر”، مؤكدًا أنها هي الأكثر شيوعًا على مستوى العالم، والتي يأتي بعدها الطرق العمودي أو التي اصطلح على تسميتها “نظم الري الحديث”.
وكشف الدكتور ياسر عزت عن حجم الإشكاليات التي خلفتها الزراعة بطريقة الغمر، والتي أدت لانحدار مستوى الإنتاجية، ورفع مستوى الماء الأرضي في التربة، علاوة على رفع تكاليف مُدخلات النشاط الزراعي ممثلة في شبكات الصرف، ومعاملات ىما بعد الري.
موضوعات قد تهمك:
نوزيما النحل.. 6 طرق للوقاية منها وخطأ شائع يؤدي للإصابة بها
وعزا الدكتور ياسر عزت هذه الإشكاليات إلى تعود المُزارعين على التعامل وفق آليات وسلوكيات خاطئة، موضحًا أن هذا الأمر لا يقتصر على الأراضي الطينية القديمة فقط، وإنما يمتد إلى الأراضي الحديثة أيضًا.
وأوضح أن التحرك الجاد تجاه إصلاح هذه الإشكاليات بدأ بتطوير منظومة الري الحقلي في الأراضي القديمة.
ركائز خطة تطوير منظومة الري الحقلي
ولفت الدكتور ياسر عزت إلى أن تطوير منظومة الري الحقلي تعتمد على ثلاث ركائز أساسية، مؤكدًا أن نجاح خطة الإصلاح والتطوير، يتطلب ضرورة الالتزام بإنهاء كافة المراحل، مُشيرًا إلى أن التوقف عند أيًا منها يعني فشل المشروع ككل.
تطوير خطوط نقل المياه.. المحور الأول
أكد أستاذ هندسة الري والصرف الحقلي أن تطوير خطوط نقل المياه ينقسم قطاعين رئيسيين “الموارد المائية، القطاع الزراعي”، والتي تبدأ من الترع الفرعية، والمساقي، والمراوي، كمرحلة أولى لنجاح خطة التطوير الخاصة بالري، والتي يمكن تنفيذها إما بتحويلها إلى تقنية الأنابيب المدفونة، أو اللجوء إلى استراتيجية التبطين حال صعوبة تنفيذ الحل الأول.
إقرأ أيضًا:
الكبد الدهني.. 3 مُسببات للإصابة وعلاج وحيد ومشروط “تعرف عليها”
انتقل الدكتور ياسر عزت إلى المحور الثاني من خطة الإصلاح والتي تختص بتطوير نُظم الري السطحي في الأراضي القديمة، فيما يختص الشق الثاني منها بنظم الري التحويلي، وهي الخاصة بتقنيات الري بالضغط أو الحديث، والتي تشمل عدة أنواع مُختلفة يمكن الاعتماد على أيًا منها، لتحقيق ذات الغرض.
تطوير إدارة وحدة المياه.. المحور الثالث
لفت الدكتور ياسر عزت إلى أن مرحلة تطوير إدارة وحدة المياه هي الأخطر في المنظومة بأكملها، مُشيرًا إلى أن كل محور من المحاور الثلاثة له أسس تصميم وإدارة وتشغيل يختص ويتمايز بها عن الآخر، لافتًا إلى ضرورة الالتزام بالخطة ككل لتحقيق الأهداف والنتائج المأمولة منها.
لا يفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
أهمية الزراعة التعاقدية لمحصول دوار الشمس ( عباد الشمس )
الأراضي القديمة.. التحويل من الري السطحي إلى الضغطي
أوضح رئيس قسم الهندسة الزراعية بجامعة عين شمس، أن تحويل الأراضي الزراعية القديمة من الري السطحي إلى الضغطي كان يركز على المساحات التي يتم زراعتها بمحاصيل الفاكهة، والتي تشمل حوالي 650 ألف فدان، والتي تم إدراجها ضمن أهداف خطة التنمية المستدامة 2030.
تطوير نظم الري بالـ5.5 مليون فدان
أكد الدكتور ياسر عزت أن مرحلة الـ5.5 كانت تعتمد على تطوير نظام الري السطحي ذاته، بتحويلها إلى تقنيات المواسير المبوبة، وهي التقنية التي لم يتم تنفيذها في المرحلة الأولى.
تطوير إدراة وحدة المياه والتي تختص بالممارسات المائية المُتبعة أو الكم الذي سيتم استخدامه، والتي تعتمد على المُزارع نفسه، ومعرفته وتدريبه على هذا الأمر بشكل عملي مُكثف.
وأوضح أن طرق الري السطحي أو الغمر تعتمد على مدى توافر المياه، وهي العقبة التي تقف أمام التحول للري الضغطي، والذي يحتاج لتوافر المياه بشكل دائم إما بامتلاء الترع أو عن طريق وجود آبار.
مزايا المشروع القومي لتبطين الترع
كشف الدكتور ياسر عزت إلى مزايا المشروع القومي لتبطين الترع، والتي أدت لتقليل هامش هدر وفقد المياه، سواء عن تلك الناتجة عن الترشيح الأفقي أو الجانبي.