نظم الري واحدة من ركائز نجاح أي محصول زراعي، والتي قد تتحول حال إهمالها إلى معول هدم، وسبب رئيسي للعديد من الخسائر الاقتصادية التي لا يمكن علاجها، أو تلافي آثارها السلبية،
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، تناول الدكتور مهدي عبد الرؤوف عجوة – الباحث بقسم بحوث الموالح محطة بحوث البساتين جنوب التحرير – ملف أهم المعاملات الزراعية لـ”أشجار الليمون” بالشرح والتحليل.
نظم الري
مزايا تقنيات التنقيط
في البداية تحدث الدكتور مهدي عبد الرؤوف عجوة عن نظم الري المثلى لزراعة أشجار الليمون، مؤكدًا أنها واحدة من أهم ركائز نجاح الموسم، نظرًا لارتباطها الوثيق بمعدلات النمو المتوقعة، وفرص واحتمالات الإصابة بالأمراض، ما يحتم الالتزام بالتوصيات الفنية الواردة بشأنها، للوصول لأفضل النتائج المتاحة.
وأكد “عجوة” أن نظم الري بالتنقيط أثبتت كفاءة وفاعلية كبيرة، بالنسبة لزراعة أشجار الليمون، لافتًا إلى أنها تتيح للمزارعين تحقيق العديد من الأهداف، والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية:
- ضمان وصول المقننات المائية الموصى به
- إتاحة المرونة الكافية لإضافة المقننات السمادية والعناصر الغذائية بشكل منضبط
- تسهيل تنفيذ إجراءات ومعاملات المكافحة اللازمة، لمشاكل الجذور والأعفان والنيماتودا، وإضافة المعالجات المعتمدة لتجاوز تلك الأضرار
- الإبقاء على المستوى الرطوبي اللازم حول أشجار الليمون خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة
- التغلب على إشكاليات توزيع المقنن المائي بين ساعات الليل والنهار
- توفير معدلات استخدام المياه والكهرباء
اشتراطات التحول من سياسة “الغمر” إلى تقنيات “التنقيط”
أكد الباحث بمحطة بساتين جنوب التحرير أن الانتقال من نظم الري التقليدية إلى تقنية “التنقيط” يستدعي اتخاذ الالتزام ببرنامج تدريجي للوصول لأفضل النتائج الممكنة، وبما لا يؤثر بالسلب على أشجار الليمون وإجمالي إنتاجيتها، وفرص واحتمالات إصابتها بالأمراض.
وأشار إلى أن خطوات الانتقال من نظم القديمة بالغمر إلى الري بالتنقيط، يقتضي في البدء بمد “أربعة خراطيم” على الأقل، لتسهيل وصول المقننات المائية إلى كامل جذور أشجار الليمون.
ولفت إلى أن جذور أشجار الليمون التي اعتادت على الري بالغمر، تكون منتشرة بشكل أفقي في كافة المناطق، ما يستدعي اهتمامًا أكبر، بمد خراطيم الري لتغطية هذه المساحات، للحفاظ على الشعيرات الجذرية، والتي يعني أي تلف فيها، جفاف وسقوط أكيد للورقة التي تقابلها على الشجرة.
فوائد المنشطات الجذرية
نصح “عجوة” باستخدام المنشطات الجذرية المعتمدة، وإضافة المقنن المناسب منها خلال تطبيق معاملات بالتنقيط، لتهيئة وإنشاء مجموع جذري كبير، بما يعزز فرص نجاح التحول إلى نظم الري الحديثة.
توسيع الفارق الزمني بين معاملات “الري”
كشف الباحث بمحطة بساتين جنوب التحرير عن الخطوة التالية، للتحول إلى الري بالتنقيط بشكل كامل، مؤكدًا أن تلك المرحلة تستدعي توسيع الفارق الزمني بين “الريات”، شريطة أن تتم بشكل تدريجي، مرة كل 10 أيام، ثم مرة كل أسبوعين، ثم مرة كل ثلاثة أسابيع، وذلك للوصول للنتائج المأمولة منها.
وأوصى “عجوة” جموع المزارعين والمستثمرين، الراغبين في إنشاء مزارع خاصة بـ”الليمون”، بالاعتماد على نظم الري بالتنقيط، مؤكدًا أنها تحسن فرص الزراعة بالأراضي الطينية، وتضاعف من معدلات إنتاجيتها، بشكل يفوق نظيرتها المنزرعة بالتربة الرملية.