نظام التحميل لعدد من المحاصيل الزراعية على محصول الطماطم في العروة الخريفية”، واحد من الخيارات المتاحة، التي تستهدف مساعدة المزراعين على مضاعفة معدلات الإنتاجية وتحقيق التنمية المستدامة، وهي المسألة التي تحتاج فهمًا عميقًا ووعيًا تامًا بمبادئها وقواعد تطبيقها على النحو الصحيح، وهي واحدة من أبرز الملفات التي تطرقت إليها الدكتورة سحر طلعت عزمي – الأستاذة بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية – خلال حلولها ضيفةً على الإعلامي سامح الشندويلي، مقدم برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
الزراعة المكثفة للمحاصيل الثلاثة
في البداية تحدثت الدكتورة سحر طلعت عزمي، عن تجربتها مع نظام التحميل بزراعة ثلاثة محاصيل رئيسية في دورة زراعية واحدة خلال السنة، موضحةً أن الدورة تبدأ في شهر أغسطس بزراعة الطماطم، والتي تُحصد في مارس، ومن ثم تنتقل إلى زراعة القطن بعد حصاد الطماطم، وتتمم بزراعة القمح أو الفول في شهري أكتوبر ونوفمبر، مؤكدةً أن هذه الدورة المكثفة تتيح إنتاجية عالية من القطن والطماطم والقمح أو الفول، وتستفيد من الوقت المتاح بين هذه المحاصيل لتحقيق أقصى إنتاج ممكن من وحدة المساحة الزراعية المتاحة.
التحديات والمكاسب الاقتصادية
أشارت “عزمي” إلى أن نظام التحميل بزراعة القطن والطماطم والفول في دورة واحدة يعد نظامًا اقتصاديًا للغاية، حيث يمكن للفلاح أن يحقق ربحًا كبيرًا من بيع المحاصيل المختلفة في أوقات متتالية، لافتةً إلى أن هذا النظام يساعد على تقليل تكاليف تجهيز الأرض، حيث لا يحتاج الفلاح إلى حراثة الأرض أو الري بين زراعات المحاصيل الثلاثة، بالإضافة إلى إمكانية بيع “الفول” كمحصول أخضر في حالة استغلاله بالشكل المناسب، ما يعزز العائد الاقتصادي.
السؤال عن التركيز على محصول واحد
وحول جدوى زراعة أكثر من محصول مقارنةً بالتركيز على محصول واحد، كزيادة كثافة زراعة الطماطم على المصطبة بالكامل، أكدت الدكتورة سحر أن زراعة محصول واحد بكثافة مفرطة قد يترتب عليه الإضرار بمعدلات الإنتاجية المسموحة، نظرًا لأنها تضاعف من حدة التنافس بين النباتات بعضها البعض على الموارد الغذائية المتاحة، موضحةً أن نظام التحميل وزراعة محاصيل متعددة مثل الطماطم مع القمح أو الفول، يسهم في توفير حماية أكبر للنباتات، وتحقيق تنوع أكبر في الإنتاجية دون تأثير سلبي على الأرض.
تحديات نظام التحميل
وأشارت الأستاذة بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية أن التحدي الأساسي الذي يواجه المزارعين عند اتباع نظام التحميل هو عدم التزامهم بالكثافة النباتية الموصى بها لكل محصول، بالإضافة للتأكيد بأن حجم المصاطب يلعب دورًا مهمًا في هذا النظام؛ فعلى سبيل المثال، المصطبة التي عرضها 120 سم تسمح بزراعة أربعة خطوط، بينما المصطبة التي عرضها 90 سم تتطلب تقليل كثافة الزراعة.
الأمراض المشتركة بين المحاصيل
أكدت “عزمي” أنه لا توجد أمراض مشتركة بين محاصيل الطماطم والقمح أو الفول، وهو ما يجعل نظام التحميل آمنًا من الناحية الزراعية، وبشكل يضمن التحكم في أمراض الطماطم بشكل جيد، من خلال برامج مكافحة متخصصة تتبعها المزارع، ما يقلل من أي تأثير سلبي على المحاصيل الأخرى المزروعة في نفس الوقت.
أخطاء شائعة في الزراعة المكثفة
اختتمت الأستاذة بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية بالتأكيد على أهمية الالتزام بالتوصيات الزراعية المتعلقة بالكثافة النباتية والمسافات المناسبة بين المحاصيل، الفلاحين يميلون أحيانًا إلى زيادة الكثافة بهدف زيادة الإنتاج، إلا أن هذا يؤدي إلى زيادة حدة التنافس بين النباتات على الموارد، ما يقلل في النهاية من الإنتاجية الإجمالية لكل نبات، ما يوجب على المزارعين الالتزام بالكثافة والمسافات الموصى بها، لضمان الحصول على محصول أعلى جودة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
محصول الطماطم.. فوائد تحميل “الفول والقمح” ومكاسب اقتصادية بالجملة
محصول الطماطم.. “التعاقب المحصولي” وطرق التغلب على مشاكل “العروة الصيفية”