المحاصيل السكرية بشكل عام ومحصول البنجر بشكل خاص كان محور حديث الدكتور عيد محمد محارب، رئيس قسم التربية والوراثة بمعهد المحاصيل السكرية، التابع لمركز البحوث الزراعية، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج «مصر كل يوم»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
قواعد الترقيع وعلاج الغيابات
في البداية تحدث الدكتور عيد محمد محارب حديثه عن أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها مزارعي محصول البنجر، والتي قد لا يدركها قطاع كبير منهم، والتي قد تؤدي لتقليص معدلات الإنتاجية عن الحدود المثلى المأمولة، بحلول نهاية هذه العروة.
وأوضح أنه يتوجب على المزارعين المرور على الأرض ومتابعة المحصول بشكل دوري، لرصد “الغيابات” المتوقعة خلال هذه الفترة الحرجة من عمر النبات، ولا سيما خلال الـ20 يومًا الأولى للزراعة، والتي تعد الفترة الأهم ومفتاح نجاح الموسم.
الطريقة الشائعة للترقيع
ولفت إلى وجود ثلاث طرق لـ”الترقيع” وعلاج الغيابات، الأولى وهي الشائعة والمتبعة عند قطاع كبير من مزارعي محصول البنجر، والتي يتم فيها نقع النباتات قبل الزراعة بـ12 ساعة، مع وضعها في المناطق الخالية من البادرات.
طريقة مرفوضة وخاطئة
وسلط “محارب” الضوء على واحدة من الطرق التي يتبعها عدد كبير من مزارعي محصول البنجر، والتي يقومون فيها بإعادة زراعة النباتات التي تم خفها وإزالتها من الجور، مكان البادرات الغائبة، مؤكدًا أنها طريقة خاطئة، حيث تؤدي لتقطيع الشعيرات الجذرية، وتعزز فرص تشعبها والتقاطها للشوائب والطمي، بما يقلل من قيمتها الاقتصادية والتسويقية.
الطريقة المثلى للترقيع وعلاج الغيابات
ونصح رئيس قسم التربية والوراثة بمعهد المحاصيل السكرية باتباع طريقة “الأص الورقي” كأفضل استراتيجيات “الترقيع” وعلاج غيابات البادرات، والتي تعتمد على شتل البذور والتقاوي داخل أصص وأكياس ورقية، في نفس توقيت الزراعة، مع استخدامها بمجرد تكون الشتلات، لتحل محل البادرات الغائبة.
المساهمة الإنتاجية للمحاصيل السكرية
وكان “محارب” قد استهل حديثه بتسليط الضوء على مساهمات محصولي القصب والبنجر في عملية إنتاج السكر، موضحًا أن البنجر ينتج حوالي 1.8 مليون طنًا، بينما تتراوح مساهمة القصب بين 0.7 و0.8 مليون طنًا، لافتًا إلى أن إجمالي إنتاجيتنا السنوية يصل إلى 2.5 مليون طنًا، بالإضافة لـ250 طنًا يتم التحصل عليها من الذرة، ما يقلص حجم الفجوة الإنتاجية لحدود الـ400 ألف طن.
مزايا محصول البنجر
وعدد «محارب» مزايا البنجر، موضحًا أنه يلائم الزراعة بجميع أنواع الأراضي، فيما عدا الأراضي «سيئة الصرف» و«الغدقة»، بالإضافة لارتفاع معدلات إنتاجيته، والتي تتضاعف بشكل أكبر عند الاعتماد على نظم الميكنة الزراعية.
تحديات زراعة محصول البنجر
تطرق رئيس قسم التربية والوراثة بمعهد المحاصيل السكرية إلى أبرز التحديات التي تواجه زراعة محصول البنجر، والمتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية، والتي تتطلب إتخاذ حزمة من التدابير والاحتياطات، للخروج بأفضل النتائج المرجوة على صعيد معدلات الجودة وحجم الحصاد المتوقع.
وأوضح أنه جرى تقسيم موسم زراعة البنجر على ثلاثة عروات، بما يتماشى مع القدرة التشغيلية لمصانع السكر، مؤكدًا أن ارتفاع درجات الحرارة يستتبعه زيادة معدلات الري، وهي الإشكالية التي تعزز فرص الإصابة بـ«أعفان الجذور» وموت البادرات، في بدايات العروة الأولى.
ولفت إلى أن هذه الظروف تهيئ البيئة الخصبة لتنامي وزيادة احتمالات الإصابة بالعديد من الآفات التي تنشط في مثل هذه الأجواء، وفي مقدمتها «دودة ورق القطن والحفار والدودة القارضة».
الظروف المثلى لزراعة محصول البنجر
أكد «محارب» أن الزراعة المثلى لمحصول البنجر تكون خلال الفترة الفاصلة بين منتصفي سبتمبر وأكتوبر، وهي الخاصة بالعروة الثالثة والأخيرة، لافتًا إلى أن نجاح مرحلة الإنبات مرهون بأن تكون درجة الحرارة في حدود الـ٣٠ مئوية.
وأوضح أن أبرز التحديات التي تواجه زراعة هذه العروة تتمثل في انخفاض درجات الحرارة عن الحد الأمثل المطلوب لنجاح مرحلة الإنبات، ما يفرض ضرورة تطبيق بعض التوصيات الفنية، للحيلولة دون حدوث أي تبعات سلبية.
وأكد أن مرحلة الإنبات تجود عند الـ30 درجة مئوية، فيما تتراجع معدلاتها عند حدود الـ10 مئوية، لافتًا إلى أنها تتوقف حال الوصول لدرجة حرارة 4 مئوية.
مكافحة الحشائش وإعداد المهد الجيد للبذرة
لفت رئيس قسم التربية والوراثة بمعهد المحاصيل السكرية إلى تداعيات انخفاض درجات الحرارة في مثل هذا التوقيت، والتي تؤدي بالتبعية إلى بطء شديد في معدلات الإنبات، وهي المسألة التي تتيح الفرصة لنمو الحشائش بشكل أكبر، بما يحتم تطبيق برامج المكافحة الوقائية قبل بدء عملية الزراعة، مع الالتزام بتنفيذ عمليات العزيق، لتقليل الأضرار الناجمة عن انتشارها.
وشدد على ضرورة الاهتمام بإعداد المهد الجيد للبذرة – بالنظر لطبيعة هذا المحصول الاستراتيجي، الذي يكون فيه الجزء الاقتصادي أسفل التربة – عن طريق تنفيذ 3 حرثات متعامدة للتربة، بفاصل زمني لا يقل عن 3 أيام، لإتاحة الفترة اللازمة لتشميس وتهوية التربة بشكل جيد.
تخطيط الأرض والمسافة بين الجور
وأضاف أن يتوجب على المزارع تخطيط الأرض بمعدل 12 خط للقصبتين، مع الالتزام بالمسافات الفاصلة المثلى، بترك 50 سم بين الخطوط، و20 سم بين الجور، للوصول إلى الكثافة النباتية الصحيحة، والتي تمهد لعروة جيدة وحصاد مرتفع.
معدلات وبرامج التسميد
تابع «محارب» شرحه لأبرز التوصيات الفنية الواجب اتباعها بالنسبة للعروة الثالثة لمحصول البنجر، مشيرًا إلى برنامج التسميد الأمثل لهذه المرحلة، والذي يستلزم إضافة 200 كجم من السوبر فوسفات، خلال عمليات تجهيز وإعداد التربة للزراعة.
مزايا السوبر فوسفات
وأكد على أهمية السوبر فوسفات، والنابعة من مميزاته وصفاته التي تعزز فرص نجاح زراعة العروة الثالثة للبنجر، موضحًا أنه يعمل على تهوية وتفكيك التربة خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة، فيما يساعد على تدفئة البادرات وحمايتها من البرودة وانخفاض درجات الحرارة.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات والحلقة الكاملة..
التوصيات الفنية لزراعة بنجر السكر
موضوعات ذات صلة..
زراعة وإنتاج بنجر السكر .. نشرة إرشادية (pdf)
محصول البنجر علاج طبيعي لمشاكل التربة ومخاطر خلط العرش بعد الحصاد
التبقع السركسبوري.. رشة وقائية تقي محصول البنجر من الإصابة بالمرض