تُعد تربية الإبل مشروعًا اقتصاديًا واعدًا يكتسب أهمية متزايدة، خاصة في ظل التغيرات المناخية والاقتصادية الراهنة، وتعتبر الإبل “سفينة الصحراء” التي لا تقتصر فوائدها على التسمين أو إنتاج الألبان فحسب، بل تمثل ثروة قومية ومصدرًا للعديد من المنتجات ذات القيمة الاقتصادية العالية، مما يجعلها أساسًا للنهضة المستدامة في مجال الثروة الحيوانية وسد العجز الغذائي.
نصائح لبدء مشروع تربية الإبل
نصح الدكتور عبد الحميد المربي الذي يرغب في دخول مجال تربية الإبل بالبدء بعدد قليل من الرؤوس، وليكن عشرة، بحيث يكون أغلب القطيع من الإناث بنسبة 80% إلى 85%، ويفضل أن تكون “عشار” لضمان دورة رأس مال سريعة، مشيرًا إلى أن أي ذكور تُستخدم في التسمين لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر ثم تُباع بضعف ثمنها أو نصف الضعف.
وأوضح أن الإناث تُستخدم لتكبير القطيع، مؤكدًا على ضرورة الاعتماد على الرعي لتقليل تكلفة مدخلات الإنتاج، وضرورة توفير مصادر مياه نظيفة، ونظافة الحظائر أو المراعي، ووضع أشجار معمرة خاصة بالبيئة الصحراوية كمصدر للتغذية والتظليل والحماية ومصدر للبروتين، مؤكدًا أن هذا يُعد سر جودة اللبن والبول واللحم.
الخطوات الأساسية قبل البدء في المشروع
أوصى الدكتور عبد الحميد بضرورة التعلم والقراءة عن هذا المجال قبل البدء في أي مشروع، مشددًا على أهمية بناء دائرة علاقات جيدة مع مربين ذوي خبرة والجلوس معهم للاستفادة من تجاربهم، محذرًا من البدء المباشر دون اكتساب الخبرة والمعرفة لتجنب الخسائر، كاشفًا أن معهد بحوث الإنتاج الحيواني، قسم بحوث تربية الإبل، يقدم دورات تدريبية ويفتح أبوابه للعلماء لتقديم النصيحة بصورة مجانية، مؤكدًا أن المعهد هو المرجعية الأفضل للحصول على المعلومة الصادقة والآمنة، لافتًا إلى أن المشروع يبدأ بتكوين القطيع الصغير واكتساب الخبرة اللازمة قبل التوسع.
المتطلبات الهندسية لإنشاء مزرعة الإبل
عدد الدكتور عبد الحميد المتطلبات الهندسية لمزرعة الإبل، موضحًا أن كل رأس إبل تحتاج إلى 20 مترًا مربعًا، فإذا كانت المزرعة على مساحة فدان، تُحاط بسياج، مشيرًا إلى ضرورة وضع مصادر للمياه في أكثر من مكان داخل المزرعة، ومشددًا على أن الإبل حيوان اجتماعي يحتاج إلى الحرية في الحركة للحصول على إنتاج جيد.
ولفت إلى أن مشروعات تربية الإبل تنقسم إلى ثلاثة أنواع: الرعي المطلق، وهو مقتصر على الأهالي في سيناء، والرعي شبه المكثف، وهو المناسب للمستثمر الصغير والكبير، حيث يتم فيه تحديد مساحة للحيوان مع توفير مظلات ومراعي ليرعى ويشرب بحرية داخل هذه المساحة المحددة، وأضاف أن النوع الثالث هو التربية المكثفة.
أهمية الأمان الحيوي والصحة الوقائية
شدد الدكتور عبد الحميد على أهمية نظافة الأماكن التي تتواجد فيها الإبل، وتطبيق إجراءات الأمان الحيوي، موضحًا أن الوقاية خير من العلاج، وضرورة توفير المياه النظيفة وتطهير وتنظيف المكان، مؤكدًا على إعطاء التحصينات اللازمة للحيوانات قبل مواعيدها.
وأكد بأن إهمال هذه الجوانب قد يؤدي إلى إصابة الحيوانات بالأمراض، وخاصة الأمراض الجلدية، أو تسمم غذائي يؤدي إلى فقدان الحيوان، مشيرًا إلى أن مقاومة الإبل للأمراض عالية بطبيعتها، ولكن هذا لا يُغني عن الرعاية الصحية والوقائية لضمان أعلى معدل تحويل وإنتاجية للحوم والألبان.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..