نخيل التمر واحد من الخيارات الممتازة للاستثمار في المجال الزراعي، شريطة إجراء دراسة الجدوى بشكل صحيح، للوقوف على مدى إمكانية التنفيذ، ومدى توافر مقومات النجاح من عدمه، وهي المسألة التي تستدعي مزيدًا من الشرح والاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية دينا هاني، مقدمة برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناول الدكتور باسم بكر – باحث بقسم بحوث الفاكهة، المركز القومي للبحوث – ملف سبل النهوض بزراعة نخيل التمر بالشرح والتحليل.
نخيل التمر
أنواعه واحتياجاته الحرارية
في البداية تحدث الدكتور باسم بكر عن أصناف التمر، مقسمًا إياها إلى 3 أقسام:
- الأصناف الرطبة وتحتاج ما يقرب من 2000 إلى 2100 وحدة حرارية
- الأصناف نصف الجافة وتحتاج من 2500 إلى 2700 وحدة حرارية
- الأصناف الجافة وترتفع احتياجاتها الحرارية لتتراوح بين 3800 إلى 4200 وحدة
وأوضح أن الاستثمار في مثل هذا المشروع يستدعي وجود الوعي الكافي لدى المزارع باختيار الأصناف الملائمة لطبيعة البيئة الجغرافية والمناخية السائدة حول مزرعته، لعبور مراحل النمو المختلفة على النحو المطلوب، وتحقيق الأهداف الاقتصادية المرجوة منها.
تحليل الصفات الطبيعية والكيميائية للتربة
نصح “بكر” بضرورة دراسة وتحليل مستويات الملوحة، والصفات الطبيعية والكيميائية للتربة، ومدى وجود طبقات صلبة أو طفلية أو رملية فيها، موضحًا أن النخيل بطبيعة الحال يجود في التربة الرملية الرسوبية الخصبة.
وكشف مدى أهمية القيام بتحليل الخواص الكيميائية والطبيعية للتربة، والتي تؤثر على نجاح معاملات التسميد، موضحًا أن المنطقة الفعالة التي تستفيد بالأسمدة وتسمح بامتداد الجذور، تكون في محيط النخلة بمعدل 2 متر، وبعمق 2.2 متر من كل الاتجاهات.
قواعد واشتراطات “حفر الجور”
شدد على ضرورة تحليل الخواص الطبيعية والكيميائية للتربة، موضحًا أن هذه المسألة هي التي تحدد الطريقة المثلى لحفر الجور، وتفصل بالسلب أو الإيجاب في فرص توغل الجذور وإتمام مراحل النمو المختلفة على النحو المطلوب.
وأوضح أن نخيل التمر يجود في أغلب أنواع الأراضي، بالإضافة لارتفاع قدرته على مقاومة الملوحة، وصولًا إلى 10 آلاف جزء في المليون، وهي المسألة التي عززت نجاح هذه الزراعة بمحافظة الإسماعيلية، وسواحل البحر المتوسط بالعريش، وغرب غرب المنيا، المغرة، رأس سدر.
ولفت إلى معدلات النمو الصفري لـ”النخيل” والتي حددها بـ18 درجة مئوية، موضحًا أن نجاح مرحلة النمو والتزهير بشكل مثالي، يحتاج لدرجات تتراوح بين 25 إلى 35 درجة مئوية، وهي الأجواء المتاحة بشكل كبير في الأراضي المصرية.
وسلط الدكتور باسم بكر الضوء على الخريطة الصنفية الملائمة للاستثمار في زراعة نخيل التمر، موضحًا أن الأصناف الجافة تلائمها أجواء جنوب مصر ومنطقة الصعيد، فيما تمثل محافظات وسط مصر
تحديد أماكن الآبار
لفت “بكر” إلى أهم عوامل وركائز نجاح دراسة الجدوى السابقة لتنفيذ مشروع زراعة نخيل التمر، وهي الخاصة بالتحري عن أماكن وجود الآبار، والتي يستتبعها إجراء آخر لاختبار قوة وكفاءة تلك الآبار، وقدرتها على ضخ المياه بـ”المتر/ساعة”، ثم تحديد مسافات الزراعة المنضبطة، وهل يناسبها نظم “8×8” أم “9×9” أم “10×10”.
اشتراطات الزراعة بمناطق هبوب الرياح
كشف أن اختيار مسافات الزراعة يحتكم إلى عدة ضوابط، وفي مقدمتها مدى تعرض الموقع الذي سيتم اختياره لهبات الرياح الشديدة، وهي المسألة التي يفضل معها الزراعة على مسافات 12×12 مخمس، بمعدل 58 نخلة لكل فدان.
وأكد أن إجراء كل هذه القياسات والاختبارت تفصل في تحديد أماكن الطاقة الشمسية وخزانات المياه، مشيرًا إلى ضرورة تحليل مياه الري، لاكتشاف مدى احتوائها على رواسب الحديد من عدمه، قبل الشروع في إنشاء شبكات الري، التي سيتم الاعتماد عليها طوال مراحل المشروع.
وأشار إلى بعض الاستعدادات الأخرى التي يتوجب توافرها قبل بدء مشروع زراعة نخيل التمر، والذي يتطلب وجود ثلاجات تخزين، بالإضافة إلى غرف خاصة بالتبخير والتبريد، وهي العوامل التي تحكم مدى نجاح المشروع من عدمه.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
التمر.. أبرز التوصيات الفنية لمعاملات ما قبل وأثناء الحصاد