نخالة الأرز أحد المُخلفات الزراعية التي لم يتم الاستفادة منها على الوجه الأمثل حتى هذه اللحظة، برغم حجم المكاسب الاقتصادية والغذائية الهائلة، التي يمكن أن تدرها صناعة إعادة استغلالها وتدويرها بالشكل الصحيح، نظرًا لقيمتها الغذائية وفوائدها الصحية المُتوقعة، حال استخدام العناصر المُستخلصة منها، وهو الأمر الذي سبقتنا فيه عدة دول.
وخلال حلوله على سامح عبد الهادي مقدم برنامج مصر كل يوم، والمُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور عمرو مصطفى، عميد كلية الزراعة السابق بجامعة القاهرة، عن ملف نخالة الأرز، موضحًا سُبل الاستفادة منها، وشارحًا لأبعاد الدراسة المُتخصصة التي قام بها وفريقه البحثي، علاوة على عرضه لنتائج دراسة الجدوى التي خلًص إليها، والمكاسب الاقتصادية التي يمكن تحقيقها حال الاعتماد عليها وتطبيقها على أرض الواقع.
نواتج نخالة الأرز وفوائدها الغذائية
في البداية تحدث الدكتور عمرو مصطفي، عميد كلية زراعة القاهرة السابق، مؤكدًا على النتائج المُذهلة التي خلصت إليها الدراسة البحثية التي قام وفريقه المعاون، حال إعادة نتيجة تصنيع واستغلال نخالة الأرز، موضحًا أن هناك عدة دول سبقتنا في هذا الاتجاه وأبرزها اليابان.
وأوضح أن التطبيقات التي قامت بها اليابان في ملف أعادة استخدام نخالة الأرز، كشف احتوائها على عنصرين في غاية الأهمية، وبنسب لا يمكن تجاهلها، علاوة على القيمة الغذائية والاقتصادية المُرتفعة لكلٍ منهما.
نخالة الأرز وقصة الـHeart Oil””
أكد الدكتور عمرو مصطفى أن نتائج الأبحاث والدراسات التي قامت بها اليابان على نخالة الأرز، أكدت احتوائها على زيوت عالية الجودة بنسبة 12% من تكوينها، ما دعاهم لاستخدامه وطرحه بالأسواق للمواطنين، بعدما حاز على قبول وإجازة الجهات المُختصة، والتي لاحظت ارتفاع قيمته الغذائية، ما دعاهم لإطلاق مُصطلح الـHeart Oil”” على هذا المُنتج الجديد.
نخالة الأرز وصناعة الخبز
ولفت الدكتور عمرو مصطفى إلى أن استخدامات وإعادة تصنيع نخالة الأرز لا تتوقف عند حدود استخراج الزيوت، موضحًا أن الدراسات العلمية استقرت على أن “الردة” المُتبقية بعد استخراج الزيت، لها قيمة غذائية عالية جدًا، بالشكل الذي يسمح باستخدامها في صناعة الخبز، لتكون بمثابة قيمة مُضافة لهذا المُنتج شائع التداول، والذي لا يمكن الاستغناء عنه في حياتنا اليومية.
وأوضح أن الدراسة البحثية التي قام بها وفريقه المُعاون، خلُصت لعدد من النتائج التي تم تجميعها واستغلالها لإعداد دراسة جدوى علمية، للوقوف على حجم المكاسب الاقتصادية التي يمكن تحقيقها، حال استغلال الناتج المحلي من نخالة الأرز المصري.
400 ألف طن حجم نخالة الأرز سنويًا
كشف الدكتور عمرو مصطفى الأرقام التي توصلت إليها الدراسة التي قام بها وفريقه البحثي المُعاون، والتي استقرت على أن حجم الناتج السنوي من نخالة الأرز في مصر، يصل إلى 400 ألف طن سنويًا، ما يعني إمكانية إنتاج قُرابة 40 ألف طن من الزيوت عالية الجودة، والتي تُسهم إلى حد بعيد في الحفاظ على صحة القلب.
3 مليارات جنيه حجم مكاسب زيت الأرز
وأوضح أن زيت الأرز يصل سعر اللتر الواحد منه إلى حوالي 80 جنيهًا، ما يعني مكاسب اقتصادية تتخطى حاجز الـ3 مليارات جنيه سنويًا، وهو رقم متوسط قابل للزيادة، نظير استخراج وطرح هذه الزيوت في الأسواق المحلية، أو تصديرها للخارج بالعملة الصعبة.
موضوعات قد تهمك:
المخلفات النباتية وتقنية “الكبسلة”.. ما لا تعرفه عن صناعة “منتجات الألبان”
4 مليارات جنيه حجم التوفير المُتوقع من إعادة تصنيع نخالة الأرز
انتقل الدكتور عمرو مصطفى إلى حجم المكاسب المتوقعة حال استغلال نواتج إعادة تصنيع النخالة بعد استخراج الزيوت “الردة”، والتي يمكن استخدامها في تصنيع الخبز، مؤكدًا أنه بخلاف قيمتها الغذائية العالية، فإنها تؤدي لتوفير ما يقرب من أربعة مليارات جنيه، من قيمة إجمالي ما يتم استيراده من محصول القمح.
دقيق الأرز ومكاسبه الاقتصادية
وأكد أن دراسة الجدوى التي أعدها وفريقه البحثي، كشفت عن حجم المكاسب الاقتصادية والفوائد الصحية المُذهلة التي يمكن تحقيقها حال استخدام وإعادة استغلال وتصنيع النخالة، بدلًا من تصديره كعنصر خام، موضحًا أن الأسواق التجارية الكبيرة تعرض دقيق نخالة الأرز بسعر يتخطى حاجز الـ200 جنيه للكيلو الواحد.
وأوضح أن حجم ردة النخالة المصري بعد تخفيض حجم المساحات المزروعة يصل إلى قُرابة الـ360 ألف طن سنويًا، ما يعني رقمًا فلكيًا طرحه للبيع والتصدير كدقيق خام.
إقرأ أيضًا:
إضافات الأعلاف.. لماذا يتم رفض بعض الشحنات؟.. مدير المركز الإقليمي يجيب
لا يفوتك.. العوامل التى تؤثر على صلاحية العناصر الكبرى