نحل العسل وإكثاره واحد من الاستثمارات الواعدة، التي ينبغي الحفاظ عليها، والتوعية بكيفية تنميتها والحفاظ عليها، وبخاصة في ظل التغيرات المناخية الحادة التي تمتد آثارها السلبية لهذا القطاع الاستراتيجي الهام، ما يُحتم ضرورة تسليط الضوء على هذه الإشكالية، والاستماع لرأي الخبراء والمُختصين فيها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد فتح الله – رئيس قسم بحوث النحل، بمعهد بحوث وقاية النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية، زميل كلية الدفاع الوطني – ملف التغيرات المناخية بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على تأثيراتها الضارة على نحل العسل
نحل العسل والتغيرات المناخية
في البداية تحدث الدكتور محمد فتح الله عن التغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية على كافة الكائنات الحية، من نبات وحيوان وإنسان، والتي تمتد إلى الموارد الطبيعية ذاتها، وانتهاءًا بآثارها الضارة على نحل العسل ونشاطه ومراحل نموه، مؤكدًا أن هذه الأضرار تنقسم إلى عدة أقسام:
1. تأثير على الكائن الحي نفسه “نحل العسل”
حيث يتأثر نحل العسل ذاته، بهذه التغيرات المناخية الحادة، والتي تؤثر على درجة نشاطه، ومدى قدرته على استكمال أطوار ومراحل نموه بشكل سليم، وهو الأمر الذي ينعكس بالتبعية على حجم الإنتاجية المُتوقعة في كل موسم.
2. تأثير التغيرات المناخية على النبات
أوضح “فتح الله” أن تأثير التغيرات المناخية على النباتات، والتي تُؤدي لتعديل كبير في مراحل نموه وتزهيره، تنعكس بالسلب على مدى توفر البيئة الطبيعية المُلائمة لنشاط نحل العسل، ما يترتب عليه إحداث هزة كبيرة على مستوى نشاطه وحجم إنتاجيته من العسل.
3. تأثير التغيرات المناخية على الموارد الطبيعية “التربة ومصادر المياه”
لفت أستاذ معهد بحوث وقاية النباتات إلى امتداد الأثر السلبي للتغيرات المناخية والتباين الكبير في درجات الحرارة والطقس على الموارد الطبيعية كمصادر المياه والتربة، والتي تنعكس بدورها على حجم الرقعة الزراعية، ومراحل نمو وتزهير النباتات، ما يؤدي إلى تأثير مُماثل وبالقدر ذاته على نشاط وتكاثر ونمو نحل العسل وحجم الإنتاجية المُتوقعة.
4. انتشار الآفات واستخدام المبيدات الكيميائية
أكد زميل كلية الدفاع الوطني أن الانعكاسات السلبية المُترتبة على التغيرات المناخية، لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما تمتد لأبعاد أكثر خطورة، موضحًا أن التباين الكبير في درجات الحرارة والطقس، يوفر البيئة الخصبة لتكاثر وانتشار الآفات، ما يترتب عليه لجوء المُزارعين إلى استخدام المبيدات الكيميائية بدرجة أكبر لحماية محاصيلهم من مخاطر الإصابة، ما ينعكس بشكل مُباشر على الحشرات والكائنات النافعة ومنها نحل العسل، ويحد من تعدادها وتكاثرها وقدرتها على استكمال مراحل نموها بشكل سليم.
موضوعات قد تهمك
الآفات.. الحدود الحرجة للإصابة والتوقيت الأمثل للمكافحة
الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات.. آلياتها وعلاقتها بـ”إدارة المحصول” والمبيدات الكيماوية
الآفات الغازية والمستوطنة.. استراتيجيات المُكافحة وعلاقتها بـ”الحد الاقتصادي الحرج”
إقرأ أيضًا
عيش الغراب.. 19 خطوة من الزراعة إلى الحصاد
طفيل الترايكوجراما ..مميزات استخدامه في مكافحة الآفات في عدد من المحاصيل
المكافحة الحيوية ودورها في مقاومة الآفات المختلفة
لا يفوتك