نباتات الزينة والزهور صناعة ضخمة تُدر ملايين العملات، وهو الأمر الذي التفتت إليه العديد من الدول، ونجحت في استثماره بشكل صحيح عزز من قدراتها الاقتصادية، ووضعها على الخريطة العالمية.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج مصر كل يوم، المذاع عبر قناة مصر الزراعية، تناول عادل الغندور رئيس البحوث بمركز البحوث الزراعية سابقًا، ورئيس مجلس محصول نباتات الزينة ونباتات القطف بجمعية هيا، بالتفصيل، للتعريف بها وشرح آليات نجاحها، والمعوقات التي تقف كحجر عقبة أمام تصحيح مسارها في مصر.
نباتات الزينة والزهور.. زراعة أم صناعة
أوضح الغندور أن نباتات الزينة والزهور هي أساس لصناعة ضخمة، لا تتوقف عند حدود كونها عملية زراعية بحتة، كباقي المحاصيل والنباتات الأخرى.
ودلل على ذلك بالنظر إلى التجارب الأوروبية وأبرزها هولندا، والتي استطاعت تحقيق أكبر عوائدها من تجارتها في الزهور، وهي العملية التي تُدر إيرادات ضخمة تتفوق على ما تحصده من زراعة الزهور ذاتها، وهو الأمر الذي استغلته لإطلاق بورصتها الخاصة، والتي تستورد فيها نباتات الزينة والزهور من كافة دول العالم، ثم تقوم بإعادة تصنيعها وتصديرها للخارج مرة أخرى.
تجربة المحاكاة المصرية وأسباب توقفها
أوضح الغندور أن وزارة الزراعة حاولت استنساخ التجربة الهولندية، لتدشين بورصة خاصة بصناعة نباتات الزينة والزهور، إبان تولي الدكتور يوسف والي، والتي بدأت بتخصيص قطعة أرض لهم بشارع فيصل، ولكنها خرجت عن مسارها، لتتجه إلى استيراد اللحوم والمبيدات الحشرية.
وأشار إلى أنهم عاودوا المحاولة مرة أخرى قبل عام 2011، لاستحداث بورصة الزهور، بعدة معارض دولية تحت مظلة جمعية هيا، والتي استمرت لخمس سنوات متتالية، ولكن توقفت بسبب تداعيات الثورة، ما أعاق استمرار وتطوير هذه التجربة الهامة.
ولفت الغندور إلى أن الإمارات التقطت هذه الفكرة، وطبقتها وفقًا للمواصفات الهولندية، بجلب واستيراد شتلات الزهور من كافة دول العالم، ثم إعادة تصنيعها وتصديرها للخارج مرة أخرى، الخلاصة هنا أننا أمام صناعة كاملة لها عوائد ضخمة.
أكبر معوقات تدشين بورصة خاصة بصناعة نباتات الزينة والزهور
وأكد الغندور أن أكبر معوقات تأسيس بورصة خاصة بصناعة نباتات الزينة والزهور، تتمثل في تركيبة السوق المصري ذاته، والذي يُشكل صغار المنتجين فيه نسبة 85% من حجم الإنتاج الكُلي، فيما لا تتجاوز النسبة التي يُمثلها كبار المنتجين الـ15% فقط.
محاولات سابقة
وتناول الغندور تفاصيل الدراسة التي تم إجراؤها بالتعاون مع الجانب الهولندي، لتطبيق فكرة البورصة في مصر، مؤكدًا أنها توقفت عند حاجز الدراسات فقط، وخلصت بأن لدينا صناعة ضخمة، لكنها تفتقر للإدارة الصحيحة بشكل علمي، حتى تتحول لواقع ملموس يحقق عوائد اقتصادية وتصديرية ضخمة.
وأوضح أنهم عمدوا لتنظيم العديد من المسابقات الخاصة بزهور القطف، والتي تمت تحت إشراف الخبراء الهولنديين، وكان يحصل الفائز فيها على تذكرة سفر وإقامة مؤقتة، لمعايشة أكثر واقعية لتلك الصناعة الضخمة هناك.
شاهد: صناعة نباتات الزينة والزهور طريق مصر للتصدير
أكبر العقبات التي تواجه صناعة نباتات الزينة والزهور في مصر
أكد الغندور أن أكبر العقبات التي تواجه هذه الصناعة في مصر، هي عدم وجود كيان مُنظم أو اتحاد يجمع كل المنتجين تحت مظلته، بما يمكن الجهات المانحة المهتمة بهذه المجال، من إيجاد ممثل رسمي تتعامل معه.
وأوضح أن الدراسة الهولندية، قدمت عدة توصيات فيما يخص هذه النقطة تحديدًا، وهو الأمر الذي كان سيعود على صناعة نباتات الزينة والزهور، بالعديد من المكاسب وأبرزها اللحاق بركب التطوير، واقتحام مجال التصدير من أوسع أبوابه، علاوة على الاهتمام بعملية تدريب العمالة وتطوير مفاهيمها باستمرار.
صناعة نباتات الزينة والزهور وعلاقتها بالاستثمار العقاري
تحدث الغندور عن الشق الثاني لهذه الصناعة الضخمة، والخاص بنباتات الزينة الخارجية، مؤكدًا أنها عصب الاستثمار العقاري وقلبه النابض، والأساس الذي شكل فارقًا ما بين طُرز البناء القديمة، والمدن والمباني العقارية الحديثة، التي يشكل العنصر الأخضر فيها عامل الجذب المؤثر، والمؤسس لنظام بيئي متكامل، ما يُضاعف من قيمة هذه المدن ومبانيها 4 أو 5 أضعاف على الأقل.
وأشاد الغندور بالمبادرات الرئاسية التي استهدفت تطوير واستعادة الوجه الحضاري لمصر، بدءًا من مشروع العاصمة الإدارية العملاق، وانتهاءًا بعملية تطوير وإزالة العشوائيات، ونقل ساكنيها إلى مُدن ومساكن آدمية، روعي فيها الحفاظ على اللمسة الجمالية والبيئية، ممثلة في العنصر الأخضر ونباتات الزينة الخارجية.
ولفت إلى أن عملية التطوير ظهرت بشكل ملموس في مشروعات تطوير وشق وإنشاء الطرق، التي راعت البعد البيئي والجمالي بشكل كبير، وهو ما يمكن رؤيته في عدة أمثلة أبرزها طريق المطار، الذي تم تطويره وفقًا لأحدث النظم العالمية.
واختتم الغندور حديثه بالتأكيد على أن هذه الصناعة شهدت تطورًا كبيرًا في الأسس الحاكمة لها، والقواعد المبنية عليها، والتي قلصت عامل الزمن إلى حد كبير، ووصلت للحصول على زهور ونباتات كاملة النمو، في فترة زمنية قصيرة.
إقرأ أيضًا:
محصول الفول السحري.. تعرف على أبرز فوائده للتربة والمزارعين
محصول العنب.. أفضل المعاملات المطلوبة وأسباب انخفاض معدل الصادرات
“الفاو” تكرم مركز المعلومات الصوتية والمرئية بوزارة الزراعة
«الفاو» تكرم قناة مصر الزراعية لدورها الإرشادي والخدمي ودعم المزارعين