نباتات الزينة أحد المحاصيل الزراعية التي تحمل طابعًا خاصًا بها، علاوة على فوائدها الصحية واستخداماتها المُتعددة، ودخولها كركيزة أساسية لصناعات العطور والمُستحضرات الطبية، بيد أنها تحتاج لبعض المُعاملات الخاصة للوصول للنتائج المأمولة منها بحلول نهاية الموسم، وعند وقت حصاد وجني المحصول.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور خالد عياد مُقدم برنامج “العيادة النباتية”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور طارق أبو الدهب – أستاذ نباتات الزينة بكلية الزراعة جامعة القاهرة – عن نباتات الزينة وزهور القطف وأبرز الاستراتيجيات المُستخدمة في أعمال اللاند سكيب، لإلقاء الضوء على الأسس الحاكمة لها، وتعريف المُهتمين بهذا المجال بسُبل الوصول لأفضل النتائج.
نباتات الزينة والخطوط العريضة لأعمال اللاند سكيب
في البداية تحدث الدكتور طارق أبو الدهب عن نباتات الزينة وأعمال اللاند سكيب، بوصفها أحد الفنون التي تحظى باهتمام قطاع عريض من الهواة والمُحبين والمُحترفين على حد سواء، واصفًا إياه بعلم إضافة الجمال واللمسة الإبداعية إلى الطبيعة، التي حباها الله بمزيج مُتجانس من الإبداعات الربانية، التي تتجلى فيها قدرته وعظيم خلقه.
وأوضح أن نباتات الزينة وأعمال اللاند سكيب تنقسم إلى شقين رئيسيين “الهارد سكيب” و”السوفت سكيب”، مُشيرًا إلى أن النوع الأول يختص بالأبواب والبورجولات والممرات والطرق والمشايات والنافورات، وكل ما هو مكون من جزء صلب.
اللاند سكيب وجماليات اللغة
ولفت إلى أن “السوفت سكيب” يختص بكل اللمسات الإبداعية الخاصة بزراعة وتنظيم وتوزيع زهور ونباتات الزينة، سواء حول المباني أو المناطق السكنية، وهو ما يُضفي عليها جمالًا وبهاءًا فوق بهائها، ولهذا فالمصطلح الدارج لهذه التقنيات هو “علم الجمال”.
وأشار إلى أن علم اللاند سكيب بشقيه يقترب من بلاغيات اللغة التي تُستخدم التضاد فيها لإإبراز معالم القوة، والأمر عينه بالنسبة لـ”الهارد سكيب والسوفت سكيب” يختصان بإبراز معالم الجمال، واستخدام زهور ونباتات الزينة في إضفاء لمسات إبداعية وجمالية لأي مكان عن طريق الطبيعة.
موضوعات ذات صلة:
بعائد 21 ألف جنيه شهريًا.. “الغندور” ينصح شباب الخريجين بهذا المشروع
انتقل الدكتور طارق أبو الدهب إلى أسس علم وأعمال اللاند سكيب وتنسيق الحدائق ونباتات الزينة، مؤكدًا على اختلاف البشر في تذوق الجمال، ما يستدعي الالتزام ببعض القواعد وأبرزها القدرة على جذب ولفت انتباه الحواس الخمسة، مثل وجود بعض أصناف الفواكة لتحريك حاسة التذوق، وأصناف الزهور ذات الرائحة الطيبة لحاسة التنفس، والألوان الزاهية والمتناسقة لحاسة النظر، والأمر بعينه بالنسبة لباقي الحواس، وهي المعيار الأمثل الدال على نجاح القائم على هذه العملية في الوصول للحد المُناسب لإرضاء الذوق العام.
ونفى الدكتور طارق أبو الدهب الخطأ الشائع لدى البعض الذي يعتقد باتجاه الدولة لإلغاء زراعة نباتات الزينة، وتقليص المساحات الخضراء وأعمال اللاند سكيب، مؤكدًا أن الحقيقة خلاف ذلك تمامًا، وموضحًا أن المقصد الأساسي هو الالتزام باستراتيجيات ترشيد استهلاك المياه، والاعتماد على تقنيات ونُظم الري الحديث بـ”الرش والتنقيط”، لتقليل معدل الفاقد من الماء الذي يتم هدره بلا طائل.
نباتات وزهور الزينة.. عوائد ومكاسب اقتصادية هائلة
لفت الدكتور طارق أبو الدهب إلى المزايا الاقتصادية الهائلة التي يمكن لمصر تحقيقها حال استغلال موسم زهور القطف، موضحًا أن المُناخ السائد في أغلب الدول الأوروبية تنخفض فيه درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، ما يرفع من تكلفة إنتاج وزراعة زهور القطف فيها، خلال الفترة من شهر أكتوبر وحتى نهاية شهر إبريل من كل عام، ليكون البديل الأنسب بالنسبة لهذه البلدان هو الاستيراد، وهي النقطة التي يجب الانتباه إليها واستغلالها على الوجه الأمثل، وبشكل يُحقق عوائد اقتصادية مُجزية.
مزايا زراعة نباتات الزينة وزهور القطف في مصر
عزز الدكتور طارق أبو الدهب نجاح زراعة زهور القطف ونباتات الزينة في مصر، والتي عزاها إلى عدة أسباب أبرزها الأجواء المثالية والطقس المُعتدل السائد طوال العام، والذي يُساعد على وجود العديد من الأصناف والأنواع، بالإضافة لسهولة الزراعة سواء عن طريق الصوب أو الأراضي والحقول المفتوحة، علاوة على توافر الأيدي العاملة والمُدربة بسعر رخيص، وسهولة النقل إلى كافة الأسواق الدولية برًا وبحرًا.
نباتات الزينة.. إنجازات هذه الصناعة وأبرز التحديات التي تواجهها
كشف الدكتور طارق أبو الدهب عن المزايا الاقتصادية الكامنة خلف وجود الحدائق، والتي يمكن استغلالها لتحقيق العديد من المكاسب الاقتصادية، مؤكدًا أن وجود الحدائق يرفع من قيمة الاستثمار العقاري لأي منشأة يتم بيعها، مُشيرًا إلى أن كل نبته أو شجرة تُقدر بقيمة مُعينة، ولا يتم هدرها دون تحقيق عوائد اقتصادية.
وأكد الدكتور طارق أبو الدهب على سهولة نقل الأشجار المزروعة وتقليعها من الأرض إلى الأماكن البديلة مهما كان حجمها، مُشددًا على أن وجود نباتات الزينة والزهور يرفع من قيمة أي مكان توجد فيه، علاوة على العوائد الاقتصادية التي يمكن تحقيقها من عمليات بيعها.
التوصيات الفنية تقليع ونقل الأشجار لأماكن بديلة
قدم الدكتور طارق أبو الدهب روشتة بأفضل التوصيات الفنية الواجب اتباعها عند نقل الأشجار لأماكن بديلة، مُشددًا على ضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن الجذور، مع إحاطتها بسياج وأعمدة خشبية قبل الشروع في اقتلاعها من التربة، مع الاستعانة بلودر للحفر على عُمق مُناسب للحفاظ عليها، مع غلق قاعدة الصندوق الذي سيتم وضعها فيه عند نقلها، مع الانتظار لمدة 15 يومًا، وهي الفترة اللازمة لنمو شعيرات بديلة في الجذور، قبل أن توضع الجورة على نفس العُمق في الأرض البديلة، لنجاح إعادة زراعتها وإتمام نموها بشكل سليم.
لا يفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: