مياه الصرف المعالجة واحدة من الحلول غير التقليدية التي سعت إليها عدة دول على مستوى العالم، للتغلب على الفجوة الكبيرة بين مواردها واحتياجاتها الفعلية، ضمن حزمة الاستراتيجيات والبرامج الساعية، للتغلب على التحديات التي تواجه أغلب الحكومات، في تنفيذ برامجها التنموية وحماية مشروعاتها الزراعية وأمنها الغذائي.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد داوود – الأستاذ بمعهد بحوث المياه، مستشار أول بهيئة البيئة بأبوظبي – ملف محدودية موارد المياه وتداعيات التغيرات المناخية على الزراعة بالوطن العربي.
مياه الصرف المعالجة
مشاكل الدول العربية
في البداية تحدث الدكتور محمد داوود عن أبرز الإشكاليات التي تواجه دول الوطن العربي، والمتمثلة في محدودية الموارد الطبيعية “المتجددة”، نتيجة وقوعها داخل نطاق ما يعرف بـ”حزام المناطق الجافة”، وهي المسألة التي تلقي بتبعاتها القاتمة على هذا الملف.
وأوضح أن ما يزيد من تعقيد هذا الأمر، وجود 70% من منابع المياه الصالحة للشرب، خارج نطاق الدول العربية الجغرافي، التي تمثل دول “المصب”، ما يؤثر بالسلب على حصتها الثابتة، والتي تخضع لتحكمات ومصالح دول المنبع.
مياه الصرف المعالجة
استنزاف الخزانات الجوفية
تطرق “داوود” لتبعات النقطتين السابقتين، والتي أفضت لاستنزاف غالبية الدول العربية لمخزونها الاستراتيجي من “الخزانات الجوفية”، وهو الأمر الذي أدى لتدهور شديد في نوعيتها وكميتها، مؤكدًا أن ما يضاعف من هذه الأزمة، هو أن أغلب هذه الخزانات “غير متجددة”.
ولفت إلى أن مجمل هذه التحديات دفع الدول العربية كافة، للجوء إلى المصادر “غير التقليدية”، والاتجاه بشكل أكبر صوب الاعتماد عليها، وفي مقدمتها “تحلية مياه البحر”، واستخدام مياه الصرف الصحي والزراعي “المعالجة”.
مياه الصرف المعالجة
400 مليون متر مكعب تنعش المشروعات الزراعية
أشار إلى نجاح مصر في إنتاج قرابة الـ400 مليون متر مربع من المياه المعالجة “سنويًا”، وهو الملف الذي لم يكن يؤخذ بعين الاعتبار قبل ذلك، كأحد الحلول الجزئية، للتحديات التي نواجهها بسبب شح ومحدودية المصادر المائية.
وكشف أن دول الخليج “مجتمعه” تنتج ما يقرب من 5.5 مليار متر مكعب سنويًا، بما يعادل 35% من جملة الطاقة الإنتاجية العالمية للمياه المعالجة.
وأوضح أن الدولة تضع حاليًا ملف “المياه المعالجة” في صدارة اهتماماتها، والذي ترجمته على أرض الواقع، بإنشاء عدة محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي والاستثمار فيها، وأبرزها محطات مياه “المحسمة” و”بحر البقر” و”الحمام”.
مياه الصرف المعالجة
فوائد إعادة التدوير
أكد أن مصر استطاعت عبر سلسلة من المشروعات العملاقة التي وجههتها لملف معالجة مياه الصرف الصحي والزراعي، من إعادة تدوير 21 مليار متر مكعب سنويًا، وهو الأمر الذي ساهم في تقليل حجم الفجوة ما بين ندرة مصادر المياه الطبيعية، وزيادة معدلات الطلب عليها.
ولفت إلى أن إجمالي الطلب والاحتياجات الفعلية من المياه، تعادل ما جملته 110 مليار متر مكعب سنويًا، مقابل 90 مليار متر مكعب نتحصل عليها من مصادرها الطبيعية، ما يؤدي لفجوة تصل إلى 20 مليار متر مكعب، والتي نجحنا في علاجها عن طريق الاستثمار في مياه الصرف المعالجة.
وسلط “داوود” الضوء على مصادر المياه، موضحًا أن مصر تتحصل على احتياجاتها عبر عدة روافد، في مقدمتها نهر النيل بـ55.5 مليار متر مكعب، علاوة على 6 مليار متر مكعب من الوادي والدلتا، بالإضافة لـ2.5 مليار عبر خزان الحجر الرملي النوبي غرب الدلتا وخزانات سيناء.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
إقرأ أيضًا..
محصول البصل .. 11 توصية فنية هامة خلال نوفمبر
محصول بنجر السكر .. 6 توصيات فنية خلال شهر نوفمبر
محصول القمح .. أبرز التوصيات الفنية خلال شهر نوفمبر