الإنتاج الزراعي وسبل مضاعفته، وتحسين آليات التوزيع العادل للمدخلات الأساسية بين جموع المزارعين، كانت من أهم الدوافع الداعية لتأسيس منظومة توزيع الأسمدة، والتي تجقق أهداف الدولة واستراتيجياتها الساعية لدعم هذا القطاع الهام، وهو الملف الذي تناوله الدكتور أنور عيسى، رئيس الإدارة المركزية لشؤون المديريات، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي ماهر الفضالي، مقدم برنامج “صناع المستقبل”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
أهمية الأسمدة في الإنتاج الزراعي
في البداية أكد الدكتور أنور عيسى، رئيس الإدارة المركزية لشؤون المديريات، أن الأسمدة تلعب دورًا محوريًا في العملية الزراعية، موضحًا أن تأثيرها يصل إلى ما بين 80% و85% من إنتاجية المحاصيل، مشيرًا إلى أنها ليست العامل الوحيد، بل تأتي ضمن حزمة من المعاملات الزراعية التي تشمل اختيار الأصناف المناسبة، ومكافحة الآفات، والتسميد السليم، مضيفًا أن الدولة تسعى لضمان وصول الدعم لمستحقيه من المزارعين وتحقيق الاستخدام الأمثل للأسمدة.
ضوابط جديدة لحوكمة منظومة توزيع الأسمدة
كشف الدكتور أنور عن وضع مجموعة من الضوابط لضمان تنظيم خروج الأسمدة من المصانع حتى وصولها إلى الجمعيات الزراعية، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات تأتي تنفيذًا لتوجيهات وزير الزراعة، السيد علاء فاروق، الذي شدد على ضرورة إحكام السيطرة على عملية التوزيع، موضحًا أن الوزارة أطلقت نظامًا يعتمد على “الكارت الممغنط”، والذي يتم بالتنسيق مع شركة “إي فاينانس”، معللًا أن هذا النظام يتيح مراقبة حركة الشحنات بدقة من المصنع وحتى نقطة التفريغ النهائية.
آلية عمل الكارت الممغنط في توزيع الأسمدة
أوضح الدكتور أنور أن منظومة الكارت الممغنط تعمل وفق آلية متكاملة، حيث يتم تحميل بيانات الشحنة على التابلت الخاص بالمنظومة، مشيرًا إلى أن المعلومات تشمل اسم الجمعية، المصنع المنتج، نوع السماد، المحافظة، والمركز الذي سيتم التوريد إليه، مؤكدًا أن السائق لا يستطيع تفريغ الشحنة إلا في الموقع المحدد مسبقًا داخل النظام الإلكتروني، مفسرًا أن ذلك يمنع أي تلاعب في توزيع الأسمدة.
دور الجهات المعنية في الرقابة على التوزيع
أشار الدكتور أنور إلى أن هناك فرقًا متخصصة من شركة “إي فاينانس” تعمل على مدار الساعة داخل المصانع، مضيفًا أن مندوبين من وزارة الزراعة متواجدون أيضًا خلال جميع الورديات لضمان تنفيذ العملية بسلاسة، مشددًا على أن تحميل الشحنة على الكارت الممغنط يضمن تتبعها بدقة، مدللًا على ذلك بأن السائق لا يمكنه إعادة الشحن قبل تفريغ الكمية السابقة في الجمعية المحددة، مما يحد من أي تجاوزات.
ضبط عملية النقل والتفريغ وفق توقيتات محددة
تابع الدكتور أنور حديثه بالإشارة إلى أنه تم وضع ضوابط زمنية صارمة لعملية النقل، موضحًا أن رحلة الشحنة من المصنع إلى الجمعية يجب أن تتناسب مع المسافة المقطوعة، مدللًا على ذلك بأن شحنة صادرة من مصنع أبو قير ومتجهة إلى أسوان لا يمكنها العودة في أقل من 24 ساعة، مشددًا على أن وجود نظام توقيت صارم يحد من أي محاولات للتلاعب في مسار الشحنات.
ميكنة الجمعيات الزراعية ودورها في ضبط منظومة توزيع الأسمدة
استطرد الدكتور أنور في شرح أهمية ميكنة الجمعيات الزراعية، مؤكدًا أن جميع الجمعيات أصبحت مزودة بنظام “Point of Sale”، مما يضمن تسجيل عمليات الصرف إلكترونيًا، مضيفًا أن الكارت الممغنط المستخدم في عملية التسليم مرتبط بمنظومة إلكترونية دقيقة، مشيرًا إلى أن أمين المخازن لا يستطيع التصرف في أي كميات دون تسجيلها عبر النظام، مما يعزز الشفافية في توزيع الأسمدة.
توجيهات وزير الزراعة للتحويل صوب النظام الرقمي
سلط الدكتور أنور الضوء على رؤية وزير الزراعة، السيد علاء فاروق، الذي أوصى بضرورة تحويل منظومة توزيع الأسمدة إلى نموذج رقمي متكامل، موضحًا أن “Point of Sale” أصبح يعمل كالصراف الآلي، مما يسمح بتحديد الرصيد المتاح للجمعية في أي وقت، مضيفًا أن هذه الخطوة تسهم في القضاء على أي تلاعب محتمل، مشيرًا إلى أن الزيارات المفاجئة التي تقوم بها الوزارة كشفت عن تحسن كبير في أداء الجمعيات الزراعية بفضل تطبيق هذه المنظومة الحديثة.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
جهود وزارة الزراعة لضبط منظومة توزيع الأسمدة ومكافحة الاستغلال
«زراعة البحيرة» تقوم بفحص أعمال الجمعيات الزراعية بكفر الدوار لمتابعة أرصدة الأسمدة