منظومة القمح تتعاون فيها العديد من الجهات الحكومية والشعبية، وتتضافر جهودها جميعها، في سبيل الوصول لأفضل النتائج المُتوقعة، وتحقيق أعلى إنتاجية مُمكنة من الذهب الأصفر، لتوفير احتياجات المواطنين من “الخبز”، الذي يُعد أحد السلع الاستراتيجية الرئيسية، التي لا يمكن الاستغناء عنها، في قائمة الغذاء اليومية للغالبية العظمى منا.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور علي عبد المحسن – مدير معهد الاقتصاد الزراعي – عن منظومة القمح، ودور الجهات والمراكز البحثية في متابعة مراحل الإعداد والتجهيز، مرورًا بأطوار النمو منذ وضع البذور، وانتهاءًا بالمحطة الأخيرة في موسم الحصاد.
منظومة القمح.. حصاد مُبشر وتعاون مُثمر
في البداية أكد الدكتور علي عبد المحسن، أن الجهات المعنية بمتابعة منظومة القمح، تعاونت جميعها بتناغم وسلاسة، عبر إيجاد وتقديم حزمة من التسهيلات، التي أدت لارتفاع مساحة الأراضي المزروعة بـ”الذهب الأصفر”، ووصولها لرقم قياسي لم يتحقق على مدار عدة عقود.
وأرجع مدير معهد الاقتصاد الزراعي، نجاح منظومة القمح هذا العام لعدة أسباب، على رأسها تحديد سعر التوريد قبل بداية الموسم الزراعي، في ظاهرة تحدث للمرة الأولى، علاوة على وضع عدة مكافآت وحوافز تشجيعية للمُزارعين، ما أثمر عن تجاوز إجمالي مساحة الأراضي المُنزرعة لحاجز الـ3.6 مليون فدان، وهو رقم مُبشر بوصول حجم الإنتاجية المُتوقعة إلى 10 ملايين طن.
موضوعات ذات صلة:
القمح.. 4 علامات تدل على نضج المحصول وضرورة الحصاد – قناة مصر الزراعية
آليات تحديد سعر توريد الإردب “العادل” والحافز التشجيعي
كشف “عبد المحسن” طبيعة الدور الذي يلعبه معهد الاقتصاد الزراعي، بالتعاون مع وزارة الزراعة ومراكزها البحثية ووزارة التموين والتجارة الداخلية وكافة الجهات المعنية، لنجاح منظومة القمح في تحقيق أهدافها، والتي بدأت برصد وتحليل حجم وقيمة المُدخلات، لتحديد متوسط سعر الإردب الحقيقي والفعلي والعادل، مع مراعاة الالتزام بالأسعار العالمية.
وأوضح أن تحديد سعر توريد القمح “العادل” يضع في الاعتبار عدة عوامل، لتحقيق هامش ربح مُرضي للمُزارعين، وهو ما حدث عند إقرار “حافز التوريد” الإضافي، بعد أزمة الحرب “الروسية – الأوكرانية”، التي أدت لارتفاع الأسعار العالمية، وهو الأمر الذي تمت مُراعاته ليثمر في النهاية عن ارتفاع مساحة الأراضي المُنزرعة بالذهب الأصفر.
دور وزارة الزراعة في نجاح منظومة القمح
أكد “عبد المحسن” على أهمية الدور الذي تلعبه وزارة الزراعة، لإنجاح منظومة القمح في تحقيق أهدافها، والتي تبدأ برصد وتحديد “أفضل التقاوي”، ذات الإنتاجية والمُقاومة العالية، مرورًا بتقديم التوصيات الفنية والإرشادية، الخاصة بكافة المُعاملات الضرورية على مدار الموسم، وصولًا لطرق وتقنيات الحصاد المُناسبة، لتحقيق أفضل النتائج والأرقام المُمكنة.
لا يفوتك مُشاهدة هذا الفيديو.. فوائد الفول
المشروع القومي للصوامع
ثمن الدكتور علي عبد المحسن الرؤية الاستباقية للقيادة السياسية، التي أثمرت عن إطلاق المشروع القومي للصوامع، وهو الأمر الذي انعكس بالإيجاب على نجاح منظومة القمح، والحد من مُعدلات الهدر والفاقد، التي كانت تتسبب فيها الشون الترابية، وجمع وتخزين الذهب الأصفر بالطرق التقليدية القديمة.
مراكز تجميع القمح
لفت “عبد المحسن” إلى وجود تعليمات تنسيق على أعلى مستوى ما بين وزارتي الزراعة والتموين والبنك الزراعي المصري، مُشيرًا لوجود العديد من نقاط التجميع على مستوى كافة المراكز والمُحافظات، في سبيل تسهيل مُهمة توريد وتسليم القمح، والتغلب على أي مُعوقات بهذا الشأن، وبخاصة لأصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة.
استراتيجية زيادة حجم الاكتفاء الذاتي
ألقى الدكتور علي عبد المحسن الضوء على نقطة بالغة الأهمية، فيما يخص قضية تقليل حجم الفجوة الغذائية بالنسبة للمحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها القمح، مُشيرًا لوجود استراتيجية وخطة مُعدة للتنفيذ، تستهدف رفع مُعدل الإنتاجية والاكتفاء الذاتي من 45 إلى 70%، والتي تُعد بندًا أساسيًا في خطة التنمية المُستدامة 2030.
وأوضح أن هذه الاستراتيجية تعتمد على التوسع الرأسي بالاعتماد على الأصناف والتقاوي عالية الإنتاجية، واستخدام الأنماط والأساليب الزراعية السليمة، وخفض الفاقد في إنتاج وتخزين المحصول، علاوة على خطة التوسع الأفقي بزيادة المساحات المُنزرعة بالأراضي الجديدة “الدلتا الجديدة، شمال وجنوب سيناء، النوبارية، توشكى”، والمشروعات القومية التي يوليها الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتمامًا كبيرًا، وعلى رأسها مبادرة الـ1.5 مليون فدان.
إقرأ أيضًا: