منظمات النمو واحدة من الحلول التي توصل إليها الباحثين المُتخصصين، لتعويض النقص الحادث في إنتاج هرمونات النمو الطبيعية داخل النبات، والتي تؤدي دورًا هامًا لإتمام مراحل النمو بشكلها الطبيعي، وصولًا للحصاد وجني المحصول، علاوة على دورها الهام في مُقاومة التغيرات المناخية الحادة، وهي المسألة التي تحتاج للاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين لتسليط الضوء عليها بشكل أكبر.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور محمد محمود – مدير معهد البساتين الأسبق، رئيس لجنة منظمات النمو بمركز البحوث الزراعية – ملف منظمات النمو وأبرز الفوارق بينهما وبين الهرمونات بالشرح والتحليل.
معنى مصطلح “منظمات النمو”
في البداية قدم الدكتور محمد محمود مثالًا شارحًا لبيان المعنى المقصود بمصطلح منظمات النمو، موضحًا أن جسد المرأة خلال فترة مُعينة من الشهر يقوم بعملية التبويض، والتي يترتب عليها حدوث الحمل بعد التلقيح من قِبل الرجل، وهو التفسير الأبسط لهذه العملية المُعقدة.
وأوضح أنه حال وجود أي خلل في ترتيب هذه العملية، يستدعي ذهاب المرأة إلى الطبيب المُختص، والذي يصف لها عدة مُستحضرات طبية، لتنظيم هذا الخلل ومساعدتها على القيام بعملية التبويض بشكل طبيعي، ما ينتج عنه الوصول لمرحلة الحمل، وما يليها من مراحل وصولًا لعملية الولادة وخروج الجنين إلى النور.
منظمات النمو ودورها في حياة النبات
أشار إلى أن النبات لديه فسيولوجيا مُشابهة، يقوم من خلالها بإفراز بعض الهرمونات أثناء مرحلة التزهير، التي تُتيح له إتمام مراحل نموه بشكل مُنضبط، وصولًا للحصاد وجني المحصول.
ولفت إلى أن التغيرات المناخية المُتطرفة والمستمرة أدت لحدوث خلل في إنتاج هذه الهرمونات الطبيعية، وهو الأمر الذي ترتب عليه حدوث ما يُعرف بـ”الإجهاد”، وما يستتبعه من تدمير لهذه الهرمونات الطبيعية، والتي تُترجم بشكل اقتصادي إلى خسائر كبيرة من حيث حجم الإنتاجية والحصاد المُتوقع، وهو ما حدث بالفعل مع محصول الزيتون خلال الموسم الماضي.
موضوعات قد تهمك
الزراعة التعاقدية.. انعكاساتها على “الحيازات الزراعية” ومنظومة الري الحديث
مكافحة الأمراض النباتية.. ركائز النجاح الـ4 وقواعد اختيار المبيد الأمثل
أبرز الفوارق بين الهرمون ومنطمات النمو
فرق مدير معهد البساتين الأسبق بين “الهرمونات” الطبيعية التي ينتجها النبات، و”منظمات النمو” التي يتم انتاجها معمليًا بواحدة من طريقتين:
1. بالطرق الكيميائية
2. استخلاصها من النبات نفسه
مجموعات منظمات النمو الرئيسية
وأشار “محمود” إلى أن “منظملت النمو” تضم 5 مجموعات رئيسية كالتالي:
1. الأوكسينات:
وهو الهرمون المسؤول عن حدوث الاستطالة وزيادة طول الخلايا والفروع
2. السايتوكاينينات:
وهو الهرمون المسؤول عن انقسام الخلايا ما يؤدي لزيادة سُمك النبات والأفرع
3. الجبرلينات:
وهو الهرمون المسؤول عن تحسين خصائص النبات للتكيف مع الظروف المناخية والبيئة المُحيطة بما يحفظ حياته ويساعده على الاستمرار
4. الإيثلين:
الهرمون المسؤول عن تسريع عمليات النضج، وهو هرمون “وسطي” ما بين المنشطات والمُثبطات
5. الهرمون المسؤول عن تساقط الأوراق أو الثمار
وعادة ما تحدث ظاهرة “تساقط الأوراق والثمار” حال تعرض النبات للإجهاد والذي ينتج عن واحدة من اثنتين:
– أسباب حيوية: نتيجة الإصابة بمرض “فطري، بكتيري، حشري، نيماتودا”
– أسباب غير حيوية: نتيجة الانخفاض أو الارتفاع الزائد في الحرارة، سوء تهوية التربة، الملوحة”
إقرأ أيضًا
ذبابة الخوخ.. أهم عوائلها وطرق تلافي انتشارها وأبرز الأخطاء الشائعة
فطام القطن وشكائر الأسمدة.. أبرز الأخطاء الشائعة قبل الجني وبعد الحصاد
منظمات النمو الجديدة
كشف الدكتور محمد محمود أن التغيرات المناخية والتطرف الحاد في درجات الحرارة، أدى للاتجاه نحو إنتاج المزيد من “منظمات النمو” وأبرزها:
1. الجاسمونيك أسيد: وينتج من حامض دهني لمعالجة مشكلة “الإجهاد” التي تحدث نتيجة ارتفاع درجات الحرارة الزائدة عن حدودها الطبيعية
2. السالسيليك أسيد: ويتم استخلاصه من شجرة الصفصاف ويتم إنتاج مُستحضر “الأسبرين” الدوائي منه
3. البارسينولويد: ويتم استخلاصه من حبوب لقاح العائلة الصليبية
دور منظمات النمو الجديدة
وأوضح مدير معهد البساتين الأسبق أن الثلاث نماذج الأخيرة تدور جميعها في فلك مُعالجة “ظاهرة الإجهاد” الواقعة على النبات – سواء تلك الناتجة عن أسباب حيوية أو غير حيوية – ورفع درجة مقاومته للتغيرات المُناخية الحادة، والإشكاليات المُترتبة عليها، والتي تؤثر بشكل سلبي على الجودة وحجم الإنتاجية، مُشبهًا إياها بمفعول الليمون الذي كان يستخدمه الجميع لرفع درجة مناعة الجسم ضد فيروس كوفيد.
شاهد