منظمات النمو واحدة من الخيارات التي قد يلجأ إليها مزارعي محاصيل الفاكهة، لعلاج بعض الإشكاليات التي تواجههم على مدار الموسم، وهي المسألة التي لا تؤخذ على عواهنها دون الاحتكام لبعض القواعد والاشتراطات، ما يحتم ضرورة الاستماع إلى رأي الخبراء والمتخصصين للتعريف والتوعية بها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور السيد مصطفى قاعود – أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية جامعة قناة السويس – ملف قواعد واشتراطات استخدام منظمات النمو والمثبطات بالشرح والتحليل.
منظمات النمو والهرمونات
تصحيح المفاهيم
في البداية عرف الدكتور السيد مصطفى قاعود معنى مصطلح “منظمات النمو”، والتي يعممها بعض المزارعين تحت مسمى “الهرمونات”، مصححًا المفاهيم والشائعات المغلوطة المثارة حول أضرارها على الصحة العامة.
وأوضح “قاعود” أن منظمات النمو هي بالأصل هرمونات طبيعية يخلقها النبات للتغلب على بعض الإشكاليات والمعوقات، التي تحول دون استمرار دورة حياته، واستكمال مراحل نموه بشكل سليم، مشيرًا إلى أنه يجوز تدخل المزارعين باستخدام بعض البدائل “المُخلقة” معمليًا، وفق بعض الاشتراطات والقواعد المنظمة لهذا الشأن.
ولفت إلى حدوث بعض الإشكاليات التي تحول دون قدرة النباتات على إفراز هذه الهرمونات بشكل طبيعي، والتي يعود بعضها إلى التداعيات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، أو الارتفاع الشديد بين درجات حرارة الليل والنهار.
أسباب فشل النباتات في إنتاج الهرمونات وتداعياتها السلبية
أشار أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية إلى وجود العديد من الأسباب التي تحول دون قدرة النباتات على إنتاج هرمونات النمو، وأبرزها تجاوز الفارق بين درجات حرارة الليل والنهار حدود الـ12 درجة مئوية.
وأكد “قاعود” أن فشل النباتات في إنتاج هذه الهرمونات، يهدد بإجهاض “الجنين” الموجود داخل الثمار، وهي المسألة التي يترتب عليها تساقط الثمار، ما يحتم اللجوء إلى منظمات النمو لتعويض هذا النقص، والحيلولة دون مضاعفة حجم الخسارة الاقتصادية المتوقعة في مثل هذه الحالات.
أنواع الهرمونات “المعملية” وقواعد استخدامها
قسم أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية الهرمونات المخلقة معمليًا، إلى قسمين رئيسيين:
- “منظمات النمو”
- “مثبطات النمو”
وأوضح أنه في بعض الحالات يتم اللجوء إلى “مثبطات النمو”، خلال فترة التزهير والعقد، لتقليل النموات الخضرية، ومضاعفة حجم الإنتاجية والحصاد المتوقع من المحصول، بحلول نهاية الموسم، والأمر عينه في بعض حالات الزراعة تحت الصوب، بهدف تقليل استطالة محاصيل الطماطم والخيار، وإطالة أمد بقاء المحصول داخل البيت المحمي.
وشدد “قاعود” على ضرورة الالتزام بالقواعد الحاكمة لاستخدام منظمات النمو، والتوقيتات والمقننات الموصى بها، لتحقيق الهدف المرجو منها، والحيلولة دون حدوث الأضرار غير المرغوبة، الناجمة عن التعامل غير المنضبط.
علامات الاستخدام المفرط للهرمونات
وضع أستاذ الفاكهة بكلية زراعة الإسماعيلية بعض المعايير التي يمكن الاستناد إليها، للتعرف على مدى سلامة ثمار الفاكهة، وعدم وجود أي تجاوز في الهرمونات أو المقننات الموصى بها، وأوجزها في النقاط التالية:
- اختلاف رائحة الثمار عن النمط المألوف والمتعارف عليه
- عدم تخشب البذرة الداخلية وتلون الثمرة خارجيًا
وحذر “قاعود” من مغبة عدم الالتزام بالقواعد الواردة بشأن استخدام منظمات النمو، والتي يلجأ إليها البعض بـ”التحايل”، للحاق بموسم التصدير، مؤكدًا أن لها تبعات اقتصادية كارثية، تقلل من أسهم منتجاتنا وسمعتها الخارجية، وتقلص من حجم الطلب العالمي عليها.
لا تفوت مشاهدة الحلقة كاملة..