إن مشكلة القوارض في مصر ليست وليدة العصر الحديث ولكنها موجودة منذ القدم وقد وجدت لها نقوشاً علي جدران المعابد الخاصة بالقدماء المصريين.
ومشكلة مكافحة الفئران ليست قاصرة علي مصر فقط ولكنها تشمل معظم بلدان العالم وكان العامل المشترك لانتشارها هو الإخلال بالتوازن الطبيعي نتيجة الإسراف في إستخدام المبيدات الحشرية علي نطاق واسع في النصف الأول من هذا القرن.
وبالنسبة لمصر فقد كانت هناك أسباباً أخري عديدة مثل تهجير أهالي القناة وترك البيوت والمزارع مهجورة علي طول هذا الخط مما أدي إلى توفير بيئة مناسبة لزيادة تعدادها كما أن توقف مياه الفيضان التي كانت تغمر الجحور وتؤدي إلى القضاء الطبيعي علي الخلفات الصغيرة الموجودة بداخلها فضلاً عن حدوث اضطراب للأفراد الكاملة الناجية من الفيضان مما يؤخر ويعطل التكاثر ويقلل عدد الأفراد طبيعياً.
ومن هذه الأسباب أيضاً عدم نظافة البيئة سواء كانت نواتج تطهير الترع والمصارف المتراكمة علي جسورها أو وجود فضلات المنازل التي توفر الغذاء اللازم للفئران طوال العام لهذا ظهرت المشكلة بصورة واضحة ومؤثرة فوصلت الخسائر في بعض المحاصيل النجيلية في مصر إلى حوالي 33% في أوائل الثمانينات وأخذت وزارة الزراعة المشكلة علي عاتقها وتكفلت بحلها علي مراحل:-
طرق مكافحة الفئران المتكاملة في الحقول
هى الوسيلة التى تجمع بين المكافحة التطبيقية المختلفة والمكافحة البيولوجية والمكافحة الكيميائية وذلك بصورة تكمل بعضها البعض والتكامل يكون أيضًا داخل الطريقة الواحدة
بعض المصطلحات العلمية والتى لها علاقة مباشرة بمكافحة الآفات:
1- الفقد او الانخفاض البيولوجى: يشمل الفقد أى نقص فى تعداد الآفة سواء كان هذا النقص نتيجة الموت أو الفقد الناتج عن نقص خصوبة الأفراد أو خفض نتيجة أية خسائر تحدث لمجموع معين خلال فترة زمنية معينة
2- الضرر الاقتصادى:هو مقدار الضرر الذى يتساوى مع تكاليف عمليات المكافحة ويختلف مقدار الضرر الاقتصادى من منطقة لأخرى ومن موسم لآخر وأيضًا من محصول إلى محصول
3- الحد الاقتصادى الحرج للضرر:هو الكثافة العددية التى يجب عندها بدء عمليات المكافحة التطبيقية لمنع تعداد الآفة المتزايد من الوصول إلى الحد الاقتصادى للضرروعادة يكون الحد الاقتصادى الحرج أقل من الحد الاقتصادى للضرر لإتاحة الوقت لبدء عمليات المكافحة قبل أن تصل الكثافة إلى الحد الاقتصادى للضرر وبذلك تكون المكافحة فعالة
4- المكافحة الموجهة: هى المكافحة بوسائل علمية وتطبيقية ومبنية على بيانات وتقديرات للكثافة العددية ومعلومات صحيحة.
تهدف مكافحة الفئران إلى خفض تعدادها للمستوى الذي يصبح عنده الضرر الناتج عنها للإنتاج الزراعي دون المستوى الاقتصادي الضار ويتوقف ذلك علي:-
- نوع المحصول.
- نوع المقاومة المطلوبة.
- نوع التلف الناتج مقارناً بكثافتها العددية.
وطرق مكافحة الفئران عديدة وتشمل ما يلي:-
أولاً: مكافحة الفئران الطبيعية: وهي التي تتم دون تدخل من الإنسان وتنقسم إلى :-
- عوامل غير حيوية: مثل العوامل المناخية – العوامل الطبوغرافية – العوامل الأرضية.
- عوامل حيوية: مثل العوامل الغذائية – العوامل البيولوجية.
ثانياً: مكافحة الفئران التطبيقية : وهي التي يقوم بها الإنسان وتنقسم إلى :
- مكافحة الفئران الوقائية : وهي تعني منع أو تقليل دخول الفئران أو تسللها للمنازل أو الحقول وغيرها – ويمكن حصر وسائلها فيما يلي:-
- وسائل زراعية: وهي المتعلقة بالزراعة وتشمل نظافة الحقل ، توحيد ميعاد الزراعة.
- الحواجز الوقائية : ومنها الأسوار – الشرائح المعدنية – الأسلاك الكهربائية.
ج- المواد الطاردة : مواد غير محببة ومنفرة للفئران وتضاف لمواد التعبئة لمنع اقتراب الفئران ومنها وبالتالى حماية ما بداخلها.
د- الأجهزة المولدة للموجات فوق الصوتية: وهي تعمل علي إزعاج وفرار الفئران.
2- المكافحة العلاجية: وهي تعني خفض تعداد الفئران وبالتالى تقليل الخسائر للمحاصيل الزراعية وتنقسم إلى :-
أ- المكافحة الميكانيكية : حيث تستخدم الوسائل الآتية:-
1- المصايد ( حية – قاتلة) 2- الألواح اللاصقة.
3- القتل اليدوي (بالعصي – غمر الجحور بالماء – هدم الجحور)
ب- المكافحة البيولوجية: ويقصد بها الاعتماد على الأعداء الطبيعية في خفض تعداد الفئران مثل المفترسات ( الذئب – الثعلب – البومة 000 الخ) والطفيليات ( داخلية – خارجية) والأمراض (مثل السالمونيلا) والمعقمات ( مثل المواد الاستيروجينية) وكذلك استخدام المقاومة الجينية أو الوراثية.
ج- المكافحة الكيميائية:-
وهي آخر الحلول ولا ينصح باستعماله إلا عند اللزوم ويستخدم فيها مبيدات القوارض والتي تنقسم إلى:-
- مبيدات حادة السمية : مثل فوسفيد الزنك (السم الأسود).
- مبيدات مسيلة الدم: أو بطيئة المفعول مثل الوارفارين – الفينال – 0000 وغيرها,
وفيما يلي شرح تفصيلي لهذه الوسائل الخاصة بمكافحة الفئران في الحقول .
المكافحة التطبيقية:-
ويقصد بها تلك الطرق التي استخدمها ومازال يستخدمها الإنسان منذ القدم في مكافحة الفئران إلى جانب ما يستجد من طرق علي مدي العصور إلى يومنا هذا. وهي تشمل طرق وقائية وأخري علاجية.
1– المكافحة الوقائية
وهي تهدف إلى حماية المحاصيل الحقلية والبستانية من مهاجمة الفئران لها وذلك بمحاولة منع أو تقليل دخول الفئران وتسللها لأي من المنازل أو الحقول أو الحدائق. أما وسائل المكافحة الوقائية فهي:
أ- وسائل زراعية: وهي متعلقة بالزراعة والبيئة الزراعية وتشمل:
1– نظافة البيئة :
ويقصد بها التخلص من نواتج تطهير الترع وأكوام الحطب وتشوينات الطوب وأكوام السماد البلدي الموجودة علي رأس الحقل والسواقي القديمة المهجورة التي تعتبر مأوي جيد لمعيشة وتكاثر الفئران وزيادة أعدادها مما يجعلها بؤر لتجمعات الفئران.
2- نظام تخزين الغلال:-
يجب الإسراع بتخزين الغلال والمواد الغذائية في أماكن محكمة الغلق يصعب علي الفئران دخولها.
3- اتباع نظام الزراعة الموحدة:–
حيث ينصح بزراعة نوع واحد من المحاصيل في منطقة ما وتبدأ الزراعة وجميع العمليات الزراعية في نفس التوقيت فيصل المحصول كله إلى طور النضج في وقت واحد مما يسهل إجراء عمليات الوقاية والعلاج بكفاءة عالية وذلك بعدم إتاحة الفرصة للفئران للتنقل من محصول لآخر.
4– زراعة المحاصيل غير المحببة:
يمكن زراعة سياج من المحاصيل غير المفضلة للفئران حول المحاصيل الأكثر أفضلية وجاذبية للفئران لحمايتها مثل البصل والثوم.
ب- الحواجز الوقائية: وهي وسائل تمنع تسلق أو تسلل الفئران وهناك أكثر من وسيلة منها:-
1- الأسوار:-
وهي طريقة متبعة في الخارج ينصح باتباعها في حماية التجارب الزراعية البحثية نظراً لتكلفتها العالية والتي تجعل تطبيقها غير اقتصادي. وهي عبارة عن ألواح معدنية بارتفاع نصف متر عن سح الأرض وبعمق 10- 15سم بهدف منع الفئران من الحفر تحت سطح التربة ويراعي أن تكون حافتها العليا مثنية للخارج بزاوية منفرجة.
2- الألواح (الشرائح المعدنية):-
وهذه الطريقة قد تم تجريبها تحت الظروف المصرية في عدة محافظات في معظم أنواع أشجار الفاكهة مثل نخيل البلح بأنواعه والمانجو والجوافة والمشمش وكان لنتائجها المشجعة قيام الزراع بتطبيقها بأنفسهم فيما بعد في تلك المناطق مستخدمين الشرائط البلاستيك ( فوارغ الأسمدة الكيماوية بدلاً من شرائح المعدنية) . وتتلخص هذه الطريقة في الآتي:-
تقطع نهاية الأفرع أو الجريد الملاصق للبيوت ثم تلف جيداً بصفائح أو رقائق معدنية أو شرائط من البلاستيك بعرض 25سم حول جذع الشجرة مع تثبيتها بمسامير لا تؤذي جذع الشجرة وذلك علي ارتفاع متر ونصف من سطح الأرض ولا يزيد عن مترين.
3- الأسلاك الكهربائية:-
تعتمد فكرتها على استخدام تيار كهربي ذى فولت عالى وشدة تيار منخفضة مما يؤدي إلى حدوث صدمة كهربائية للفئران عند ملامستها للسلك فتصعق وتموت. وهذه الطريقة لا ينصح باستعمالها لتكلفتها الباهظة وخطورتها علي كل من الإنسان والحيوان.
ج- المواد الطاردة:-
وهذه المواد تعمل علي منع اقتراب الفئران منها ولذلك ينصح بإضافتها لمواد التعبئة الخاصة بالمواد الغذائية والغلال وكذلك إضافتها إلى الغلاف البلاستيك لكابلات الكهرباء والكمبيوتر وغيرها من الأجهزة الحساسة. ومن أهم الشروط الواجب مراعاتها في تلك المواد : أن تكون غير سامة للإنسان ويكون مفعولها ذا مدى طويل وسهلة التطبيق ولا تتفاعل مع المواد التي تحمل عليها وقليلة التكاليف وأن تكون مصادرها الطبيعية محلية.
د- الأجهزة المولدة للموجات فوق صوتية:-
تستخدم هذه الأجهزة لطرد الفئران من الأماكن المغلقة مثل الغرف والمخازن وما شابه ذلك ولا تستخدم في الأماكن المفتوحة وتقوم هذه الأجهزة بإصدار موجات ذات ترددات عالية تسمعها الفئران وحدها دون الإنسان فيحدث لها إزعاج واضطراب شديد وتهرب من هذا المكان أما إذا كان المكان جيد الإحكام فبعد مرور 3-4 أيام فإن الفئران تتعود علي تلك الأصوات وتتعايش مع وجودها. ومن هذا يتضح أن فائدتها محدودة بالرغم من ارتفاع سعر تلك الأجهزة ولذلك لا ينصح بتطبيقها.
2– المكافحة العلاجية:-
ويقصد بها خفض أو منع الخسائر والأضرار الممكن حدوثها في المحاصيل الزراعية بواسطة الفئران وذلك بخفض تعدادها وإبقاء كثافتها لدرجة أقل من المستوى الاقتصادي للضرر. وتشمل المكافحة العلاجية ثلاثة طرق هي: الميكانيكية – البيولوجية – الكيميائية.
أ- المكافحة الميكانيكية:
وهي الطرق التي لا يستخدم فيها أي نوع من المواد الكيميائية أو غيرها وأهم وسائلها
ما يلي:-
1- المصائد:
تعتبر مقاومة الفئران باستخدام المصائد من أقدم الطرق المعروفة للإنسان حيث وجدت نماذج لها بمقابر الفراعنة وتعمل بنفس فكرة المصيدة الحالية مع اختلاف الأشكال. وما زالت تستخدم حتي الآن في المنازل والمخازن والمساحات الصغيرة في الأراضي الزراعية ويمكن الاستفادة منها في الأغراض الآتية:-
- تحديد وتصنيف أنواع الفئران في منطقة ما.
- الحصول علي فئران حية تستخدم في التجارب المعملية.
- إعطاء مؤشرات عن الكثافة العددية للفئران في منطقة معينة.
- يمكن استخدامها كإحدى طرق تقييم مدى نجاح المقاومة والعلاج بالمبيدات وذلك بقياس الكثافة العددية بالمصائد قبل وبعد العلاج. هذا وتراعي عدة اعتبارات لرفع كفاءة المصائد منها:
- وضع المصائد في مسارات الفئران بحيث تكون عمودياً عليها
- يجب تغطيتها بالقش
- تكون السوستة قوية والسلك ضيق المسافات لا يسمح بخروج الفئران بعد غلق المصيدة
- يجب أن يكون الطعم مناسباً وجيداً وطازجًا وجذاباً للفئران
وتعتبر المصائد والفخوخ القاتلة من أهم وسائل المكافحة الميكانيكية لعدم تأثيرها علي البيئة والإنسان ، ولذا يجب توفيرها وإتاحتها للزراع بأسعار مناسبة.
2- استخدام الألواح اللاصقة:-
وهي عبارة عن الألواح خشبية أو فيبر أو كرتون سميك ومغطي بطبقة 3- 5 مم بإحدي المواد اللاصقة فعند مرور الفئران فوقها فإنها لا تستطيع الإفلات منها ثانية وهذه الألواح لا يمكن استخدامها في الحقول ولكن ينصح باستخدامها في الأماكن المغلقة والتي يخشي من استخدام المواد السامة والفخوخ بها مثل المستشفيات ومخازن الأغذية والفنادق وغيرها.
3- القتل اليدوي والغمر بالماء وهدم الجحور:-
وهي طرق بدائية ومجدية ولكنها مجهدة حيث يتم القتل بالعصي أو غمر الجحور بالماء فتخرج الأفراد البالغة التي يمكنها الهرب فيقتل من يقتل بالعصي بالإضافة إلى قتل الخلفات الصغيرة الموجودة بداخل الجحور غرقاً ونفس الشيء يحدث بهدم الجحور الموجودة علي جسور الترع والمصارف.
ج- المكافحة الكيميائية:-
لا ينصح باستخدام المبيدات على اختلاف أنواعها كإحدى طرق المكافحة العلاجية إلا عند الضرورة وبترشيد تام مع الحذر الكامل لحماية الأعداء الطبيعية والمحافظة علي ما تبقي منها بقدر الإمكان والمبيدات المستخدمة في مجال مكافحة الفئران نوعان :
- سريعة المفعول ( فوسفيد الزنك).
- بطيئة المفعول ( مسيلة للدم أو مانعة للتجلط).
أولاً: المبيدات سريعة المفعول (حادة السمية):-
وهي تلك المركبات التي تحدث موت الفئران بعد تناولها بمدة قصيرة تتراوح بين ساعة و 24 ساعة . ولهذه المركبات مزايا عديدة ولها أيضاً عيوب.
مميزات المبيدات حادة السمية:-
- أحادية الجرعة أي تكفي جرعة واحدة لقتل الفأر.
- نتائجها مرضية قد تصل إلى 50 % من أعداد الفئران في وقت قصير.
- انخفاض تكاليفها خاصة في حالات العلاج الشامل بالقرية والمركز عقب حصاد المحاصيل الشتوية والصيفية.
- ينصح باستخدامها في حالات الإصابة المرتفعة بالفئران (مرتين في العام).
- ينصح باستخدامها لكسر ما قد يتكون من مقاومة للفئران ضد المبيدات المسيلة للدم التي قد تستخدم باستمرار في أعمال الصيانة والعلاج المستمر خلال فترة نمو النبات وحتي قبل النضج.
- ينصح باستخدامها في الأماكن التي يصعب استخدام المبيدات المسيلة للدم فيها لارتفاع ثمنها والمجهود الذي يبذل في إضافة وتزويد الطعم كل يومين مثل مقالب القمامة وجسور المجاري المائية ذات الكثافة العالية من البوص والهيش.
عيوب المبيدات حادة السمية:-
- ذات خطورة علي الإنسان والحيوان والطيور وليس لها ترياق لإسعاف حالات التسمم.
- التسمم الثانوي للأعداء الطبيعية التي تلتهم الفئران المسممة بالفوسفيد.
- نفور الفئران من الطعوم خاصة إذا تكرر استخدامها مرة ثانية في نفس المكان قبل ثلاثة شهور.
ومن أمثلة المبيدات سريعة المفعول:-
فوسفيد الزنك – الفا كلور لوز- مركب ANTU وهي ألفا نفثا ثيو يوريا – مركب البرومو إيثيلين – مركب الكالسيفيرول ( وهو يضاف إلى الوارفارين كمادة منشطة حيث أن زيادة الكالسيفيرول تؤدي إلى تكلس الأوعية الدموية وترسيب أملاح الكالسيوم في الرئة والمعدة والكليتين مما يؤدي إلى الوفاة)
– مركب الكريميدين – مبيد الإندرين – الفوربروميد – بصل العنصل – سلفات الثاليوم- وعموماً فإن هذه المركبات تؤثر علي الجهاز العصبي المركزي ومن أهم أعراضها رعشة وارتجاف وشلل في الجهاز التنفس – ويعتبر فوسفيد الزنك من أكثر هذه المركبات الحادة السمية استعمالاً ومعرفة لدى المزارعين في مصر.
بصل العنصل الأحمر:-
استخدمه قدماء المصريين في مكافحة الفئران وهو يحتوي علي جليكوسيدات والتأثير السام لبصل العنصل يكون علي الجهاز العصبي المركزي ولذلك تختلف الحيوانات في مدي حساسيتها له تبعاً لتركيب جهازها العصبي وهو مأمون في استعماله بالنسبة للحيوانات التي تأكله فهي لا تموت لأنها تتقيأه وتخرجه من أحشائها أما الفئران فتموت لأنها لا تستطيع التقيؤ. وهذا النبات ينتشر في مصر بكثرة وخاصة على الساحل الشمالى الغربي قرب مطروح.
مــركــب ANTU :-
هذا المركب لم يستخدم في مصر وخاصة في مجال التطبيق الحقلي لارتفاع سعره عن الفوسفيد المحلي زهيد الثمن كما أنه أقل أماناً من بصل العنصل ولا يقل عن الفوسفيد من حيث خطورته علي الإنسان وحيواناته الغير مستهدفة أما من حيث استخدامه في المجال البحثي التجريبي فتدل النتائج علي أن له كفاءة أعلي من بصل العنصل الأحمر علي معظم أنواع الفئران في مصر.
وخاصة الفأر النرويجي وينطبق نفس الكلام علي مركب ثوربروميد الذي كان تأثيره واضح بصفة خاصة علي أنواع الفئران التي تتبع جنس Rattus التي منها النرويجي والمتسلق والسكندري وفأر الفاكهة.
تطبيق واستخدام فوسفيد الزنك في الحقول:-
علي مستوى الجمعية والمركز يستخدم ضمن نظام العلاج الشامل علي النحو التالى:-
- يتم حصر بؤر الإصابة بالفئران مع رسم خريطة للزمام موضحاً عليها تلك البؤر.
- يرفق بالخريطة بيان يوضح التقديرات الأولية للكميات اللازمة من فوسفيد الزنك الخام والمادة الحاملة ( الذرة – القمح أو غيرهما).
- إخطار كل من المركز ومديرية الزراعة بتلك المعلومات لإبلاغها للإدارة العامة لمكافحة القوارض بالقاهرة.
- بعد تحديد ما سبق يتم اختيار الطعم المفضل والمتاح تحت ظروف كل مركز وجمعية وعادة ما يكون الذرة التي يفضل أن تكون خالية من الإصابة الحشرية.
- تجرش الذرة جرشاً مناسباً 2/3 (لا هو خشن ولا هو ناعم كالدقيق).
- تحدد الكمية المراد خلطها وفقاً لعدة اعتبارات أهمها حجم العمالة وكفاءتها والخطة اليومية والمساحة المقرر علاجها ( حيث يجب عدم حفظ طعم فوسفيد الزنك وتخزينه بعد الخلط).
- تم وضع مادة الطعم ( جريش الذرة أو القمح) بعد وزنها وجرشها علي مشمع علي شكل كومة أو هرم ( حوالى 100 كجم) حتي يكون الخلط متجانس ثم يضاف الوزن المناسب والمقدر من فوسفيد الزنك ( بنسبة تتراوح فيما بين 1.5% صيفاً – 2% شتاء) إلى مادة الطعم ويراعي أن يتم الخلط في مكان مفتوح مع استخدام ملاعق كبيرة أو كواريك في عملية التقليب علي أن يرتدي القائم بالخلط الكمامة والقفاز لعدم لمس المبيد باليد وأيضاً يجب أن يكون ظهره للريح لتفادي استنشاق غاز الفوسفين المتصاعد أثناء الخلط ويجب مراعاة احتياجات الأمان الأخري (سيرد ذكرها فيما بعد). ويستمر التقليب حتي التجانس ويصبح لون الخلطة رمادي فاتح.
- تعبأ الطعوم المخلوطة في أجولة بلاستيك أو جرادل وتوزع علي القائمين بالعمل للقيام بالتنفيذ والتطبيق في البؤر التي سبق تحديدها.
- يستخدم في التنفيذ ملاعق مثبتة في طرف عصي طويلة لوضع كمية من الطعم (10- 15 جرام) ولقد أثبتت التجارب أن وضع الطعوم داخل الجحور من أنجح طرق تطبيق فوسفيد الزنك للأسباب التالية:-
- عدم تعرض المبيد للعوامل الجوية بصورة مباشرة.
- حماية الأعداء الحيوية وحيوانات المزرعة.
- حماية الإنسان وخاصة الأطفال من أخطار التسمم.
- تناول الفئران لها نتيجة لقربها من مكان معيشتها.
- انطلاق غاز الفوسفين بسبب الرطوبة داخل الجحر مما يؤثر علي صغار الفئران الموجودة بالجحر.
10- أما في الأماكن التي يصعب وصول الإنسان إليها كما في حالة انتشار الأعشاب (البوص والحلفا) فيتم تعبئة الطعوم (حوإلى 10 جرام) داخل أكياس أو قراطيس من الورق أو البلاستيك وتلقي داخل تلك الأماكن وتختلف المسافة بين الأكياس وبعضها حسب كثافة الفئران وشدة الإصابة.
ملاحــظات :-
- يفضل إجراء مكافحة الفئران بطعم فوسفيد الزنك في الأوقات التي تخلو فيها الأرض من المحاصيل حتي يكون الأكل من الطعم السام إجباري للفأر ويتم ذلك عقب حصاد كل من المحاصيل الشتوية والمحاصيل الصيفية ( مرتين في السنة ) أما أعمال الصيانة فهي مستمرة فيما بين فترتي العلاج السابقتين بنوع آخر من المبيدات المعروفة باسم المبيدات المسيلة للتغلب على ظاهرة النفور من طعم فوسفيد الزنك.
- لا ينصح باستخدام طعم فوسفيد الزنك داخل الشون والمخازن ومحطات الإنتاج الحيواني ويكتفي باستخدامه للعلاج فقط من الخارج.
- قد يستخدم فوسفيد الزنك في المنازل وذلك بإضافته علي قطعة طماطم أو خيار أو طعمية أوسمك مقلي مع الحذر التام وإن كان هذا غير مرغوب.
ثانياً: المبيدات بطيئة المفعول (المسيلة للدم) لـ مكافحة الفئران
وهي تلك المركبات الكيماوية التي تسبب موت الفئران في مدة تتراوح بين 4 – 7 أيام وقد تمتد إلى ثلاثة أسابيع وعادة ما يلزم أن يتناول الفأر عدة جرعات منها حتي يحدث الموت وهي تتسم بأنها بطيئة المفعول ومنها ما هو ذو جرعة واحدة ومنها متعدد الجرعات وليس للفئران ظاهرة النفور منها حيث أن الفئران تموت بها دون حدوث أي ألم كما في حالة طعم فوسفيد الزنك.
تطبيق استخدام المبيدات المسيلة للدم:-
توجد المبيدات المسيلة للدم (بطيئة المفعول مانعة التجلط للدم) بصورة مجهزة ومحملة علي حبوب القمح الكاملة أو الذرة المجروشة ومعبأة في عبوات زنة واحد كيلو جرام وأحياناً الكيلو جرام يعباً في علبة كرتون تحتوي علي 4 أكياس زنة كل منه ربع كيلو جرام وهذه المبيدات.
تأخذ ألوان متعددة منها الأحمر ، الأخضر ، الأزرق وغيرها بهدف التحذير من استخدام تلك الحبوب في أي غرض آخر لخطورتها علي الإنسان والحيوان والطيور وليس لهذه الألوان أي علاقة لجذب الفئران عن طريقها حيث أنه كما هو ثابت بالمراجع العلمية المختلفة أن الفئران لا تميز الألوان وفي حالة عدم وجود المبيدات المسيلة المجهزة فإنها تجهز بخلطها بالطعم المفضل لدى الفئران المنتشرة بالمنطقة الموبوءة المراد علاجها بنسبة 1 جزء مبيد إلى 19 جزء من الطعم.
محطات الطعوم:
للحفاظ علي الطعم من التلف والتعرض للظروف الجوية ولحماية الأعداء الطبيعية وحيوانات المزرعة والأطفال يجب استخدام أوعية مفتوحة من الجهتين لوضع الطعوم السامة بها ويطلق عليها مصطلح محطات الطعوم وهناك أشكال عديدة لها منها الفخارية والأسمنتية الأسطوانية وزجاجات المياه المعدنية البلاستيك وغيرها مما يتوفر في البيئة ويشابه ذلك وهناك شروط معينة يجب أن تتوفر في محطات الطعوم منها:
- أن تكون مفتوحة الطرفين وتتسع لحوالى 250 جرام من الطعم.
- محطة الطعوم المثالية هي المصنوعة من الاسبستوس ذات طول 50 سم وقطرها 15 سم.
- يتم وضع كيس الطعم (250 سم) داخل المحطة ويتم توزيع المحطات حول الحقل وداخله علي مسافة 20 متر من المحطة الأخرى ( تختلف المسافة حسب نسبة الإصابة وكثافة الفئران فتقل بزيادتها وتزيد مع قلتها ) .
صور استخدام مبيدات الفئران المسيلة لـ مكافحة الفئران
1- الطعوم الجافة:-
وهي الصورة الشائعة الاستخدام والطعم عبارة عن المبيد ( مسحوق ) مضافاً إليه مادة غذائية مفضلة للفأر (جريش ذرة أو قمح أو أرز 00 إلخ) وتختلف نسبة المبيد إلى المادة الغذائية وكذلك طريقة التطبيق في المبيدات السريعة المفعول ( وخاصة في حالة الفوسفيد الذي يكون بنسبة 1.5 جزء مبيد : 98.5 جزء طعم في الصيف أو 2 جزء مبيد : 98 جزء طعم في الشتاء) عنها في المبيدات بطيئة المفعول ( إذا لم تكن مجهزة فيخلط بنسبة 1 جزء مبيد 19 جزء طعم ).
2- الصورة السائلة:-
وهي عبارة عن نفس المبيد ولكن مجهز في صورة سائلة ودائماً نجد أن المبيد الواحد يتم تجهيزه في عدة صور وتستخدم المبيدات السائلة في الأماكن الجافة التي يتوافر فيها الغذاء ولا يتوفر أو يقل فيها الماء حيث أن الفئران من الثدييات التي تحتاج إلى الغذاء والماء فبعد أن تتناول طعامها تبحث عن الماء فتجد المبيد السائل فتشرب منه وتحدث الوفاة ويستخدم المبيد السائل بعد تخفيفه بنسبة تتراوح بين 1 جزء مبيد سائل إلى 30 أو 40 جزء من الماء وذلك حسب الظروف الجوية وخاصة درجة الحرارة واحتمالات البخر.
3- المكعبات الشمعية لـ مكافحة الفئران
وهي عبارة عن المبيد في شكل طعم مضاف إليه شمع البارافين ومادة مضادة للعفن بالنسب التالية ( 27.8% شمع + 0.2 مادة مضادة للعفن + 5% مبيد 67% جريش ذرة أو قمح). وتستخدم في الأماكن الرطبة مثل بالوعات الصرف الصحي ومزارع الأرز وبالقرب من البرك والمستنقعات.
4- مسحوق الممرات لـ مكافحة الفئران
من غرائز الفأر المعروفة لعق جسمه باستمرار لذا يتم وضع المبيد في صورة بودر أو مسحوق في مدخل الجحر وكذا مسارات الفئران وحين يمر عليها الفأر يعلق المبيد بجسده وأثناء قيامه بنظافته باللسان والأيدي ينتقل المبيد إلى داخل جسده ويتم القضاء عليه ويجب أن يراعي أثناء التطبيق أن يوضع المبيد في مدخل الجحر من الداخل كلما أمكن ذلك حتى لا يتعرض للعوامل الجوية المختلفة من رياح وأمطار وغيرها ويجب أن تستخدم ملاعق وما شابه ذلك عند التطبيق حتى لا يؤثر علي الإنسان أيضاً.
نظام المكافحة العلاجية المتبعة في مصر لـ مكافحة الفئران
تقضي خطة العمل المتبعة في مجال مكافحة الفئران بالجمهورية بتنفيذ العلاجات الشاملة لجميع مناطق وبؤر الإصابة بالفئران التي يتم حصرها وتحديدها جيداً بواقع مرتين في العام عقب حصاد كل من المحاصيل الشتوية والصيفية وخلو الأرض من الزراعات (شهري يونيه ويوليو) ، ( شهري أكتوبر ونوفمبر) وذلك باستخدام الطعوم المناسبة من المبيدات طبقاً لاستراتيجية المكافحة الكيماوية المعمول بها حالياً ويعقب ذلك الاستمرار في علاج المناطق التي ما يزال بها حركة للفئران أو أية مناطق إصابة جديدة يتم اكتشافها على مدار العام ويتم ذلك كما يلي:-
- حصر أماكن وبؤر الإصابة بالفئران سواء بالأراضي الزراعية على المنافع العامة (أراضي بور- مصارف وترع وجسور رئيسية وسكك حديدية) وتحديد مساحاتها ودرجة الإصابة بها ومن ثم تحديد الاحتياجات اللازمة لها من المبيدات والمادة الحاملة.
- توفير الذرة الشامية اللازمة لعمل طعوم فوسفيد الزنك من فروع بنك التنمية والائتمان الزراعي بالمحافظات أو من السوق المحلي أيهما أنسب في السعر طبقاً للإجراءات المالية والإدارية المنظمة لذلك.
- إعادة توزيع المبيدات بالجمعيات الزراعية والمندوبيات بحيث تكون بكميات كافية لتنفيذ العلاجات اللازمة.
- التنسيق التام والجيد مع كافة الجهات المعنية بمكافحة الفئران مثل الإصلاح الزراعي والشركات والهيئات الزراعية ووزارة الصحة والحكم المحلي وذلك لعلاج المناطق التابعة لكل منها في وقت واحد.
- التركيز علي العلاج الفوري لمناطق الإصابة عقب الحصاد مباشرة وخلو الأرض وذلك باتباع التوصيات الفنية التالية:-
- استخدام طعوم فوسفيد الزنك في مناطق الإصابة العالية بالمنافع العامة وبالحقول الزراعية يعقب ذلك استخدام المسيلات والاستمرار في استخدامها طالما توجد حركة للفئران.
- استخدام طعم فوسفيد الزنك فقط بالمنافع العامة في حالة الإصابة المنخفضة بواقع مرتين في العام.
- استخدام المسيلات فقط بالحقول الزراعية في حالة الإصابة المنخفضة والاستمرار في استخدامها طالما توجد حركة للفئران.
- الاستمرار في العلاجات اللازمة طوال العام لمناطق الإصابة بالفئران طالما توجد حركة للفئران أو لأية مناطق جديدة يتم اكتشافها.
- تحزيم زراعات قصب السكر التي يتم كسرها بمبيدات الفئران وذلك حتى لا تهاجر الفئران للزراعات المجاورة وتهاجمها وذلك للقضاء علي الفئران وحماية المحاصيل المجاورة.
- العمل علي حماية زراعات القمح قبل طرد السنابل بعلاج مناطق الإصابة بالفئران والقضاء عليها ومنعها من دخول هذه الزراعات.
- استخدام الصور المناسبة من المبيدات بالأماكن التي تحتاج إليها وذلك حسب التوصيات السابق ذكرها.
مقال
مكافحــة القــوارض في مــصر
ا-د:عبدالمقصود عبدالمقصود محمد أبوهاشم
معهد بحوث وقاية نباتات
المصدر
مجلة الفكر الزراعي الصادرة عن إدارة الثقافة الزراعية بقطاع الإرشاد الزراعي
اقرأ أيضا
مكافحة الفئران بالمنازل والحقول والمخازن وحظائر الدواجن ..إليك أبرز الأساليب
زراعة البحيرة تواصل حملة مكافحة القوارض حتى منتصف نوفمبر
الآفات المنزلية .. ياسين: 100 مبيد بمختلف الصور هذه مخاطرها
الآفات والحشرات التي تهاجم محصول القمح وطرق مكافحتها
لا يفوتك
بدء الخطة القومية لمكافحة القوارض والفئران لحماية محصول القمح