مكافحة دودة الحشد الخريفية واحدة من المُشكلات المؤرقة لمُزارعينا، فيما ينصب تفكير الجانب الأعظم منهم على استخدام المبيدات الكيميائية، بوصفها الحل الوحيد والأكيد للتخلص منها، دون دراية منهم بتبعات هذا القرار، ومدى خطورته على المحصول والبيئة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مُقدم برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور حسن فرج ضاحي – رئيس قسم بحوث دودة ورق القطن، معهد بحوث الوقاية، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف مكافحة دودة الحشد الخريفية، وخطوات مقاومتها قبل بدء موسم الزراعة، دون اللجوء للمبيدات الكيميائية، مع الإبقاء عليها كحل أخير، حال استنفاذ كافة السُبل المُتاحة.
محاور خطة مكافحة دودة الحشد “قبل الزراعة”
في البداية طرح الدكتور حسن فرج ضاحي سؤالًا مُباشرًا، وهو هل يُمكن مُكافحة دودة الحشد الخريفية قبل زراعة الذرة، قبل أن يُجيب عنه بالإيجاب، موضحًا أن الركيزة الأساسية للقضاء على الآفات والإصابات الحشرية، تبدأ قبل وجود النبات في التربة، عبر حزمة من الإجراءات التي تؤهل الأرض للعملية الزراعية، وتُخلصها من كافة المُسببات مرضية أو العوامل المُهيئة والمُحفزة لها.
خطوات مكافحة دودة الحشد الخريفية الـ4
وقدم رئيس قسم بحوث دودة ورق القطن روشتة تنفيذ آليات مكافحة دودة الحشد “الزراعية الصحيحة”، والتي تنحصر في الخطوات التالية:
1. المكافحة الزراعية:
يرتكز نجاح مكافحة دودة الحشد “الزراعية” على مجموعة من العوامل وهي:
أ. اختيار توقيت الزراعة الصحيح والمناسب: يؤدي إهمال هذه الخطوة لتواجد المحصول في صورة قابلة للإصابة، أثناء ذروة نشاط الحشرة.
ب. اختيار الأصناف المُعتمدة المُقاومة للآفات
ت. ترك مسافات الصحيحة بين النباتات: ويتم تحديدها بحسب الصنف الذي ستتم زراعته، الذرة مثلًا تحتاج فواصل بين الجور تتراوح ما بين 20 إلى 25 سم، والإهمال فيها يؤدي لنتائج وخيمة على المحصول، أبرزها:
– زيادة الإصابات الحشرية الناجمة عن كثافة المجموع الخضري
– وزيادة التنافس بين النباتات على مصادر الغذاء المخزونة في الأرض.
ث. معاملات الحرث: الاهتمام بتنفيذها بالشكل الصحيح “لا تقل عن حرثتين مُتعامدتين” يُساهم في التخلص من الآفات الحشرية الكامنة داخل التربة سواء بكشفها للأعداء الطبيعية “أبو قردان”، أو بتعريضها لأشعة الشمس التي تقضي عليها.
موضوعات قد تهمك:
دوار الشمس.. طريقك لـ”ربح مضمون” بدون مصاريف و8 مكاسب اقتصادية لزراعته بالتحميل
فول الصويا.. “7” مزايا اقتصادية وتوصيات خاصة لمُزارعي الأراضي الجديدة
2. مكافحة تشريعية:
وهي الخاصة بالقوانين الزراعية التي تُصدرها الدولة، ومنها “على سبيل المثال لا الحصر”:
– التوقف عن ري البرسيم بعد العاشر من شهر مايو، بهدف إتاحة الفُرصة لجفاف الأرض، وقتل المُسببات المرضية بأشعة الشمس.
– منع نقل فسايل الموز والنخيل بين المحافظات لمنع انتشار الأمراض، وغيرها من القوانين التي تستوجب التزامًا كاملًا من المُزارعين بتنفيذها.
3. مكافحة كيماوية:
حذر الدكتور حسن فرج ضاحي من خطورة تنفيذ إجراءات المكافحة الكيميائية باستخدام المبيدات منذ الوهلة الأولى لظهور الإصابة، مُشيرًا إلى أن قواعد الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات تستدعي اللجوء إلى العلاجات الحيوية أولًا، والتي تشمل بعض الكائنات الدقيقة “الفطريات، الفيروسات، البكتيريا”، مع إرجاء مرحلة استخدام المواد والمركبات الكيميائية كحل أخير، والتي تحتل فيها “مُنظمات النمو الحشرية” موقع الصدارة نظرًا لكونها تؤثر على الحشرات، دون الإضرار بالبيئة المُحيطة، مع اللجوء إلى المُركبات الكيمائية الخمسة المُعتمدة والمُوصى بها من قِبل وزارة الزراعة، حال استنفاذ كافة الحلول المُتاحة.
4. مكافحة حيوية:
والتي يتم فيها اللجوء لاستخدام كائنات مرئية “المفترسات، الطفيليات”، وأشهرها “الترايكو جراما والتيلينوماس”، والتي تتغذى على بيض ويرقات الآفات والحشرات الضارة، قبل الوصول للمرحلة الأخيرة، والخاصة باستخدام المبيدات والمواد الكيميائية كحل أخير.
إقرأ أيضًا:
الذرة الشامية.. “7” توصيات فنية وأفضل الهُجن للزراعات المتأخرة
الحمى القلاعية.. هل تخضع الحيوانات المصابة للتحصين؟ “الطب الوقائي” يُجيب
لا تفوتك مشاهدة هذا الفيديو: