تعد الحشائش شريكًا أساسيًا للمحاصيل في الغذاء، وتدخل في تنافس على كل مدخلات الإنتاج الزراعي ما لم يتم مكافحتها في الفترة المناسبة، وهو الملف الذي تناوله الدكتور عبده عبيد أحمد إسماعيل، مدير المعمل المركزي لبحوث الحشائش بمركز البحوث الزراعية السابق، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر المستقبل، مسلطًا الضوء على الكثير من الجوانب الهامة المتعلقة بتعريف الحشائش، وأضرارها، وطرق مكافحتها والوقاية منها.
الوقاية من الحشائش قبل الظهور
تطرق الدكتور عبده عبيد إلى طرق الوقاية من الحشائش قبل ظهورها، والمعروفة بـ”معاملات ما قبل ظهور الحشائش” أو “طرق وقائية”، موضحًا أن ترك الحشائش في الأرض في نهاية كل موسم يؤدي إلى تكوين كميات كبيرة من البذور تنتشر في التربة.
وأشار إلى أن عدد بذورها لكل نبات يمكن أن يصل إلى آلاف، حيث قد تتراوح بين (7 إلى 12 إلى 16 إلى 52 ألف)، مفسرًا أن هذه البذور الهائلة تزيد من “بنك البذور” في التربة، مما يفسر سبب وجود هذه الآفة بكميات أكبر في الموسم التالي رغم إتمام وتنفيذ إجراءات المكافحة.
وأكد أن هذه البذور لا تتواجد فقط في الطبقة العلوية، بل تنتشر في طبقات الأرض السفلى وصولًا إلى متر أو أكثر تحت سطح الأرض، وتنتقل من أسفل لأعلى عند حرث الأرض وتجهيزها، حيث تتهيأ لها الظروف للإنبات والانتشار، مما يجعل عملية المكافحة صعبة وتتطلب الاستمرارية.
إجراءات وقائية لتقليل وجودها وفرص انتشارها
أوصى الدكتور عبده عبيد باتباع عدة إجراءات وقائية لتقليل وجودها من المنبع، والتي أوجزها في النقاط التالية:
- تجهيز الأرض جيدًا وإزالة كل الحشائش ونقلها خارج الأرض، وخاصة المعمرة منها.
- استخدام طرق زراعة مختلفة تسهل عملية المكافحة، مثل الزراعة على مصاطب أو خطوط أو بالسطارة.
- التأكد من نظافة التقاوي وخلوها من بذور تلك الآفة قبل زراعتها.
- زراعة صنف قوي له قدرة على النمو والمقاومة، وتجنب الأصناف الضعيفة التي تتيح للحشائش فرصة للسيطرة.
- الزراعة بالكثافة المناسبة للتغلب على منافسة تلك الآفة للمحصول.
مصادر انتشارها وكيفية تجنبها
شدد الدكتور عبده عبيد على خطورة بعض المصادر التي تنقل تلك الآفة إلى الأرض بكميات كبيرة، وعلى رأسها السماد البلدي غير المعالج، معتبرًا أنه من أخطر الطرق لنقل بذورها التي تحتفظ بحيويتها رغم مرورها بمعدة الحيوانات.
وأضاف أن نقل التربة من جوانب الترع والمصارف يعتبر مكانًا موبوءًا بالحشائش وينقل الأنواع المعمرة منها مثل الحلفا والنجيل، التي تحتاج إلى برنامج مكافحة للتخلص منها، لذا، مشددًا على ضرورة التأكد من أن السماد البلدي معالج، والتربة خالية من البذور.
صعوبة القضاء التام عليها وبعض الطرق المكلفة
علل الدكتور عبده عبيد صعوبة منع ظهور الحشائش من المنبع بشكل تام، موضحًا أن الأمر يتطلب عملية تعقيم للتربة باستخدام مواد مثل الإيثيلين والميثيلين، والتي تحتاج إلى آلات خاصة للحقن في التربة، مفسرًا أن هذه العملية مكلفة وتؤثر بيئيًا على جودة التربة والكائنات الحية الموجودة بها كالديدان، مما يؤدي إلى موت كل الكائنات الحية، ما يوضح مدى صعوبة التخلص التام منها والذي يعد صعبًا ومكلفًا للغاية.
وتطرق إلى طريقة التشميس كطريقة أخرى، حيث يتم حرث الأرض ورطوبتها وتغطيتها بأكياس بلاستيك لرفع درجة الحرارة وقتل البذور، موضحًا أن هذه الطريقة أيضًا مكلفة وتستخدم فقط في مساحات محدودة كقيراط أو نصف قيراط.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات قد تهمك..
محصول القطن.. سبل تجاوز مشكلة أعفان الجذور وأهمية التسميد الآزوتي المتوازن
محصول القطن وتداعيات الزراعات المتأخرة ودور المصانع الجديدة في عمليات التسويق