مكافحة الحشائش تمثل واحدة من أهم المعاملات الزراعية، التي تستهدف حماية المحاصيل من تلك الآفة الخطيرة، وتقليل حجم الخسارة الاقتصادية الناجمة عنها، وبخاصة مع الحاصلات الاستراتيجية الهامة، ما يستدعي تطبيقها بالشكل الصحيح، وهي المسألة التي تحتم الاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين، للتعرف على أهم الإجراءات والتوصيات الفنية الواردة بشأنها.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبده عبيد – مدير المعمل المركزي لبحوث الحشائش، التابع لمركز البحوث الزراعية – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
مكافحة الحشائش
الفترة الحرجة من عمر النبات
في البداية تحدث الدكتور عبده عبيد عن طرق واستراتيجيات التعامل مع الحشائش بعد الزراعة، مؤكدًا أنها من أخطر الفترات التي تمر على أي محصول، نظرًا لكونه في أوج حالات ضعفه، ما يحول دون قدرته على صد تلك الآفة الخطيرة.
وأوضح أن الفترة الأولى هي الأخطر في عمر النباتات، ما دعا المتخصصين لتعريفها بـ”الفترة الحرجة”، نظرًا لكونها أساس خسارة جانب كبير من المحصول حال انتشار الحشائش فيها.
ولفت إلى ضرورة الاهتمام بالمحصول في الفترة الأولى بعد الزراعة، مؤكدًا أن الحشائش تنافس بشكل كبير وبخاصة خلال الشهرين الأول والثاني من عمر النبات.
مخاطر تأخير تنفيذ برامج المكافحة
أكد “عبيد” على ضرورة مكافحة الحشائش خلال الـ 60 يومًا الأولى من عمر النبات بكل الطرق الممكنة، للحيلولة دون تفاقم حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عن تلك الآفة الخطيرة.
ونصح باتباع الطرق والبرامج الموصى بها، والمدرجة كأفضل السبل لـ”مكافحة الحشائش” سواء بالطريقة “الميكانيكية” أو “الزراعية” أو “الكيميائية”، فيما يعرف بتقنية المكافحة المتكاملة، لعبور الفترة الحرجة بأقل الخسائر الممكنة.
وكشف أن إهمال تنفيذ معاملات وبرامج مكافحة الحشائش خلال الفترة الحرجة من عمر النبات – الـ60 يومًا الأولى – لا يعوضه أي إجراء آخر فيما بعد، موضحًا أن خسارة المحصول ستكون قد وقعت بالفعل، ما يحول دون تعويضها.
تأخير المكافحة وأنعكاساته على المبيدات
وأشار “عبيد” أن تأخير تنفيذ برامج مكافحة الحشائش لما بعد الثلاثة أشهر الأولى، لا يفيد المحصول الحالي الموجود في التربة، نظرًا لوقوع الضرر، موضحًا أن هذا الإجراء سيكون مفيدًا للموسم التالي، لتأثيره الإيجابي على تقليل معدل تواجد بذور الحشائش.
وسلط “عبيد” الضوء على واحدة من النتائج السلبية المترتبة على تأخير تنفيذ برامج مكافحة الحشائش عن التوقيتات المثلى الموصى بها، موضحًا أن هذا الخطأ يقلل من فاعلية تأثير المبيدات على تلك الآفات، ويعوق تحقيق الهدف المرجو منها، ما يأتي بنتائج عكسية تتمثل في مضاعفة حجم الخسارة الاقتصادية المتوقعة.
اشتراطات “عزيق” التربة
ووضع مدير المعمل المركزي لبحوث الحشائش عددًا من القواعد الحاكمة لتنفيذ بعض معاملات المكافحة، موضحًا أن “العزيق” يكون مفيدًا في حالات الانتشار الخفيف لتلك الآفة.
وأكد أن الأفضل تطبيق تلك المعاملة – العزيق – في المراحل العمرية المبكرة للنبات، لتحقيق الأثر المرجو منها، لافتًا إلى أن تلك الطريقة لا تؤتي ثمارها في حالات الإصابة الوبائية، والتي تحتاج لاستخدام المبيدات الكيميائية الموصى بها.
شاهد..
الحشائش الشتوية.. أضرار الأنواع “العريضة والمُتسلقة” وآليات اختيار خطط المكافحة
لا يفوتك..