مكافحة الأمراض النباتية تتطلب الالتزام بخطة واستراتيجية واضحة المعالم، لضمان تحقيق الهدف المرجو منها، وتعظيم الفائدة الاقتصادية لها، والتي تعتمد على شقين أساسيين، بالقضاء على المُسبب المرضي، والنزول بمعدل الهدر والفاقد إلى حدودها الدنيا، والتي تُترجم إلى أرقام، بمُضاعفة ربحية المُزارعين في نهاية الموسم.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مُقدم برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور صادق الشيمي – مدير عام المكافحة البستانية سابقًا، بمركز السادات بالمنوفية – ملف مكافحة الأمراض النباتية بالشرح والتحليل.
قواعد واستراتيجيات مكافحة الأمراض النباتية
في البداية أكد الدكتور صادق الشيمي أن التوجه العام حاليًا يستهدف الحد من استخدام المبيدات الكيميائية، نظرًا للأضرار والخسائر الاقتصادية البيئية المُترتبة على الإفراط فيها.
ولفت إلى أن مكافحة الأمراض النباتية تعتمد حاليًا على الأنظمة والاستراتيجيات صديقة البيئة، وفي مُقدمتها المكافحة الحيوية، واستخدام المصائد والفيرمونات الجاذبة، والتي أثبتت التجارب أن لها تأثير قوي وفاعل في الحد من الآثار السلبية الناجمة عن الإصابات الحشرية والفطرية والبكتيرية.
أبرز إشكاليات المكافحة الحيوية
أوضح أن الإشكالية الوحيدة التي تحول دون توجه المُزارعين صوب الاعتماد على نُظم واستراتيجيات مكافحة الأمراض النباتية بالطرق الحيوية، تعود إلى كون الأثر الملموس منها، والنتائج المُترتبة عليها بعيدة المدى، ما يتعارض مع رغبتهم المحمومة في الحصول على نتائج آنية سريعة وملموسة خلال فترة زمنية قصيرة.
مزايا المكافحة الحيوية
سلط “الشيمي” الضوء على مزايا التوجه نحو الاعتماد على مكافحة الأمراض النباتية بالطرق الحيوية، والتي تتفوق بها على الأنظمة التقليدية باستخدام المبيدات والمُواد الكيميائية، والتي لخصها في التالي:
1. امتداد مفعول المكافحة الحيوية في التربة لفترات تتراوح ما بين 6 إلى 12 شهر على عكس المواد الكيميائية والتي يزول أثرها خلال فترة زمنية مُعينة
2. تأثير المكافحة الحيوية يشمل عدة مراحل عمرية سواء كانت يرقات أو بيض
موضوعات قد تهمك
ذبابة الخوخ.. أهم عوائلها وطرق تلافي انتشارها وأبرز الأخطاء الشائعة
زراعة محصول الطماطم.. 8 توصيات فنية لأعلى إنتاجية وأفضل ربحية للمُزارعين
أبرز الأمراض النباتية الشائعة خلال فصل الصيف
أوضح مدير عام المكافحة البستانية السابق أن كل فصل أو توقيت زمني له الآفات والأمراض الشائعة فيه، لافتًا إلى أن الفترة الحالية “فصل الصيف” تنشط خلالها عدة مُسببات مرضية وفي مُقدمتها الأكاروسات، التريبس، الجاست، المن، البياض “الزغبي، الدقيقي”.
إقرأ أيضًا
فطام القطن وشكائر الأسمدة.. أبرز الأخطاء الشائعة قبل الجني وبعد الحصاد
خلط البوتاسيوم والمبيدات.. “باحث” يكشف مدى صحة هذا الإجراء وأثره على القطن
الركائز الأربعة لنجاح مكافحة الأمراض النباتية
شدد الدكتور صادق الشيمي على أن أهم ركائز نجاح مكافحة الأمراض النباتية تعتمد في المقام الأول على دراسة حياة الآفة أو الحشرة “المُسبب المرضي”، لاختيار الاستراتيجية أو المبيد الأنسب والأكثر فاعلية، لتحقيق النتائج المأمولة والمُستهدفة.
وأشار إلى أن أول تلك القواعد هو التعرف على نوع وسلوك الآفة “المُسبب المرضي”، يتوقف عليه نجاح نظم المكافحة، موضحًا أن المبيدات المعوية هي الأكثر فتكًا بالآفات الحشرية، بالمقارنة بالأنواع “الملامسة”، التي لا تؤتي بأي نتائج تُذكر.
ولفت إلى أن الركيزة الثانية تتعلق باختيار التوقيت الأمثل للرش، فيما تمثل طريقة الرش الركن الثالث لنجاح استراتيجيات مكافحة الأمراض النباتية، مُسلطًا الضوء على بعض الأخطاء التي يقع فيها المُزارعين أثناء تنفيذ تلك المُعاملات، ومنها استخدام المواتير أثناء رش المبيدات الخاصة بمحصول الذرة، بينما الإجراء الأصح في تلك الحالة هو استخدام الرشاشات واعتماد طريقة البلعمة، لضمان وصول المادة الفعالة لقلب النبات، وتحقيق أعلى فاعلية مُمكنة للقضاء على الآفة.
وانتقل “الشيمي” إلى أهم أركان نجاح خطة مكافحة الأمراض النباتية، مُشددًا على ضرورة استخدام المبيدات المُعتمدة، التي أوصت بها وزارة الزراعة، وأقرتها لجنة المُبيدات مع الابتعاد عن المواد مجهولة المصدر.
شاهد