معهد المحاصيل السكرية واحد من الصروح البحثية العلمية، الساعية لتحسين ومضاعفة إنتاجية قصب وبنجر السكر، كركيزتان أساسيتان يؤدي النهوض بهما لإحداث نقلة نوعية كبيرة، تنعكس بالإيجاب على على صناعة السكر، وهي المسألة التي أولتها الدولة كامل اهتمامها، عبر تطبيق أحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية التي تم الوصول إليها في هذا المجال.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مقدم برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أيمن حسني العش – مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية – ملف قصب السكر ودور معهد المحاصيل السكرية بالشرح والتحليل.
معهد بحوث المحاصيل السكرية
جهود ودور فاعل للارتقاء بالإنتاجية
في البداية تحدث الدكتور أيمن العش عن معهد بحوث المحاصيل السكرية، موضحًا أنه يعد أحد “المعاهد النوعية”، التي لا يمكن حصرها في تخصص بعينه، وإنما تعمل في إطارها الواسع الذي يشمل كافة المحاصيل السكرية، مع الاستعانة بكافة الخبرات العلمية والأقسام البحثية المتاحة، لخدمة الهدف من وجودها.
وأوضح أن معهد المحاصيل السكرية يضم العديد من الأقسام والتخصصات، أبرزها “التربية، الوراثة، الفسيولوجي، المعاملات الزراعية، الأمراض والآفات، التكنولوجي”، وذلك للارتقاء بمستوى وإنتاجية المحاصيل السكرية، وفي مقدمتها قصب السكر والبنجر.
ولفت “العش” إلى المسؤولية الواقعة على عاتق معهد المحاصيل السكرية، لتحسين وتنويع الأصناف المنزرعة من قصب السكر ومضاعفة إنتاجيتها، وذلك في سبيل الإيفاء باحتياجات المواطنين من السكر، وتقليل معدلات الاستيراد من الخارج.
لماذا يتم استيراد بذور البنجر من الخارج؟
كشف مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية عن أسباب استيراد بذور محصول بنجر السكر، موضحًا أن الظروف البيئية والمناخية المصرية غير ملائمة لتزهير وإنتاج البذور والتقاوي الخاصة بهذا المحصول، والتي تقتصر زراعتها على دول شمال قارة أوروبا.
وأشار إلى التكامل المفروض بين أقسام معهد المحاصيل السكرية، لتحقيق الهدف المنشود، والذي يعزز فرص الحفاظ على الأصول الخاصة بالأصناف التي يتم إنتاجها، والتي يمكن الاستفادة منها مستقبليًا، كأباء لإنتاج المزيد من الأصناف.
الدور الإرشادي والتوعوي
تطرق “العش” إلى الدور والتوعوي والإرشادي الذي يقوم به معهد بحوث المحاصيل السكرية، لمد جسور التعاون والتواصل بين هذا الصرح العلمي والمزارعين، بالإضافة للتواصل مع شركات السكر، لنقل أحدث التكنولوجيا التي تم الوصول إليها في هذا المجال.
ولفت مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية إلى الهدف الرئيسي الذي يضعه أساتذة وخبراء المعهد، والساعية لمضاعفة الإنتاج الرأسي لمحصولي قصب وبنجر السكر، وذلك عبر تطبيق حزمة من التوصيات الخاصة بالمعاملات وطرق الزراعة المتبعة.
تغيير استراتيجيات الزراعة
تطرق “العش” إلى الثورة التكنولوجية التي طرأت على ملف زراعة قصب السكر، برعاية واهتمام ودعم كامل من القيادة السياسية، كأحد المشروعات القومية التي دخلت حيز التنفيذ، لتطبيق أحدث النظم الزراعية الحديثة، والتي تتطلب تغييرًا مماثلًا على صعيد المعاملات الزراعية الأساسية كالري والتسميد، بهدف تعظيم إنتاجية وحدة المساحة، وتقليل كلفة مدخلات الإنتاج.
ولفت إلى بعض ركائز خطة تطوير ومضاعفة الإنتاجية، والتي تعتمد على تغيير مسافات الزراعة، لاستيعاب وتحسين أداء المحصول، والأمر عينه في ملف التغذية والتسميد، وتقليل معدلات الهدر وتعظيم الاستفادة من المقننات المستخدمة، وهي الملفات التي يعمل عليها أساتذة وخبراء معهد المحاصيل السكرية.
محطات الشتل وحقول أمهات التقاوي
سلط “العش” الضوء على محطات زراعة قصب السكر بالشتل، والتي ضاربًا المثل بمحطة كوم أمبو، التي تعمل عبر خطوط مميكنة، ووفقًا لأفضل طرق الحماية من الأمراض والآفات، فيما تصل طاقتها الاستيعابية إلى 15 مليون شتلة في الموسم.
وأكد أنهم حاليًا بصدد إنشاء حقول أمهات التقاوي المعتمدة لقصب السكر، للمرة الأولى في تاريخ وزارة الزراعة المصرية، والتي تستهدف الارتقاء بجودة الأصناف والتقاوي، ما ينعكس بالتبعية على جودة المحصول.
لا تفوتك مشاهدة هذا الفيديو..