معهد بحوث أمراض النباتات واحد من الصروح العلمية والبحثية العريقة، التابعة لمركز البحوث الزراعية ووزارة الزراعة، والتي تقوم بأدوار عدة لمضاعفة حدود الإنتاجية، مع تقديم الضمانات الكافية لإنتاج نباتات ومحاصيل خالية من الأمراض والملوثات، وهي الملفات التي تناولتها الدكتورة سماح مقبل، أستاذ الفيرولوجي وزراعة الأنسجة النباتية بالشرح والتحليل – خلال حلولها ضيفةً على الإعلامية رانيا البليدي، مقدمة برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
المعهد ودوره في مكافحة أمراض النباتات وزراعة الأنسجة النباتية
في البداية تحدثت الدكتورة سماح مقبل عن معهد بحوث أمراض النباتات، بوصفه أحد أهم المؤسسات العلمية في مصر المعنية بمكافحة أمراض النباتات، ودوره الفاعل في إنتاج نباتات خالية من الأمراض، كأحد الأهداف الرئيسية التي تضعها الدولة ووزارة الزراعة ضمن استراتيجياتها، بالتعاون مع معهد البحوث العلمية، باستخدام تقنية “زراعة الأنسجة النباتية”، علاوة على جهوده الملموسة لتشخيص الأمراض التي تصيب النباتات، والعمل على تأهيل الخريجين لدمجهم في سوق العمل في هذا المجال.
الفايرولوجيا وعلاقتها بأمراض النباتات
وأوضحت “مقبل” أن علم الفايرولوجيا، يهتم بدراسة الفيروسات المسببة للأمراض الفيروسية في النباتات، لافتةً إلى أن الأمراض التي تصيب النباتات ليست جميعها فيروسية، بل هناك أنواع أخرى مثل الأمراض البكتيرية والفطرية، بالإضافة إلى تأثيرات الحشرات، مشددةً على أهمية دراستها نظرًا لتشابه أعراضها مع أمراض أخرى، مثل الأمراض الفسيولوجية أو تلك الخاصة بنقص العناصر، مما يتطلب تشخيصًا علميًا دقيقًا.
وتطرقت إلى دور معهد بحوث أمراض النباتات في تشخيص الأمراض التي تصيب المحاصيل، مشيرة إلى أن المعهد، الذي أُنشئ عام 1919، يضم 17 قسمًا متخصصًا في تشخيص ومكافحة أمراض النباتات المختلفة، بالإضافة لمتابعة المحاصيل منذ بداية زراعتها حتى مرحلة الحصاد، حيث يتم إرسال لجان متخصصة لتشخيص المشكلات المتعلقة بالأمراض.
كما سلطت الضوء على التعاون بين معهد بحوث أمراض النباتات وجهات أخرى مثل الحجر الزراعي والإدارة العامة للتقاوي لضمان السيطرة على الأمراض الفيروسية التي قد تنتج عن التغيرات المناخية والتحديات البيئية المعاصرة، التي فرضت واقعًا جديدًا وضاعفت من حجم الجهود الواقعة على النباتات.
زراعة الأنسجة النباتية ومقاومة الأمراض الفيروسية
واصلت “مقبل” حديثها عن أهمية تقنية زراعة الأنسجة النباتية، ودورها الفاعل في مكافحة الأمراض الفيروسية التي تصيب النباتات، موضحةً أن الفيروسات الزراعية لا يمكن مقاومتها باستخدام المبيدات، كما هو الحال مع الأمراض الفطرية والبكتيرية، ما يحتم التعامل مع النباتات المصابة عبر استئصالها وحرقها لمنع انتشار العدوى، وهي الاستراتيجية المتبعة في برامج مكافحة هذه الأمراض، والتي تعتمد بالأساس على “الوقاية” من خطر الإصابة أولًا، عبر اتباع تقنيات متطورة، لإنتاج نباتات خالية تماماً من المسببات المرضية باستخدام تقنية زراعة الأنسجة.
وقدمت شرحًا مبسطًا عن زراعة الأنسجة، وهي طريقة تكاثر خضري تستخدم في مجال البساتين، حيث يتم أخذ جزء من النبات الذي يحتوي على صفات مرغوبة، مثل زيادة معدلات الإنتاجية أو توافر معايير الجودة التسويقية، على أن تتم زراعته في ظروف معملية معقمة، لإنتاج نباتات جديدة خالية من الأمراض، وهي النباتات التي تُعرف بأنها “باسوجينفرية”، حيث يتم تنميتها في بيئة معقمة تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية، إلى أن تصل إلى مرحلة الأقلمة، وبعدها تُسلم للمزارعين لزراعتها.
إنتاج البطاطس باستخدام تقنية زراعة الأنسجة
تطرقت الدكتورة سماح مقبل إلى تطبيقات زراعة الأنسجة في مجال إنتاج تقاوي البطاطس الخالية من الأمراض، مشددة على أهمية تقليل الاعتماد على استيراد التقاوي، عبر استخدام هذه التقنية، والتي تساهم في إنتاج ما يُعرف بـ”مايكرو تيوبرز” و”ميني تيوبرز”، وهما درنات بطاطس صغيرة تُستخدم لزراعة النباتات الخالية من الأمراض، وإنتاج هذه التقاوي داخل المعامل ثم زراعتها في الصوبات، مع إخضاعها لمراحل متابعة وفحص متعددة، لضمان خلوها من الأمراض قبل استخدامها في الحقول.
وأوضحت أن هذه العملية تتم بالتعاون مع معهد أمراض النباتات والإدارة العامة للتقاوي ومعهد البساتين، حيث يتم إنتاج التقاوي وفق بروتوكولات محددة، للتأكد من خلوها من الفيروسات التي قد تصيب البطاطس، مثل فيروس “بي في واي”، “بي في اكس”، و”بوتيتو ليف رول”، أشارت إلى أن هذه الفيروسات تعتبر من أخطر الفيروسات الحجرية، ولذلك يتوجب ضمان إنتاج تقاوي خالية منها لتجنب انتشارها في المحاصيل.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
محصول الطماطم.. فوائد تحميل “الفول والقمح” ومكاسب اقتصادية بالجملة
محصول الطماطم.. “التعاقب المحصولي” وطرق التغلب على مشاكل “العروة الصيفية”