نظم قسم بحوث الأرصاد الجوية الزراعية بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي التابع لمركز البحوث الزراعية، السيمنار الشهري تحت عنوان “الري والتحول العادل في الزراعة في ظل ظروف تغير المناخ”، بحضور السيد الأستاذ الدكتور محمد عبد ربه مدير المعمل وبمشاركة نخبة من الباحثين وأعضاء الهيئة البحثية والمعاونة بالقسم وذلك يوم الأثنين الموافق 13 أكتوبر 2025.
افتتح فعاليات السيمنار السيد الأستاذ الدكتور عاصم عبدالمنعم أحمد رئيس القسم مرحباً بالحضور ومهنئًا السادة والسيدات الحضور بنصر أكتوبر المجيد مؤكداً على أهمية استمرار اللقاءات العلمية لتبادل الخبرات والتسلح بالعلم والعمل المستمر والدؤوب على تطوير حلول مبتكرة للتحديات الزراعية المعاصرة .
وخلال السيمنار استعرض الدكتور أحمد صبري حجاب – باحث بقسم بحوث الأرصاد الجوية الزراعية – المعمل المركزي للمناخ الزراعي – مركز البحوث الزراعية مقدمة تبرز مفهوم “التحول العادل” كمسار لا غنى عنه للانتقال نحو نظم زراعية مستدامة قادرة على مواجهة التحديات المناخية مع ضمان حقوق المزارعين والعمال وعدم تهميشهم. فالتحول العادل يجمع بين ثلاث ركائز أساسية: مواجهة التغير المناخي والحفاظ على الأمن الغذائي وتحقيق العدالة الاجتماعية. ومما لا شك فيه أن المياه تُمثل شريان الحياة في هذا التحول، حيث إن تحسين كفاءة الري هو المفتاح لضمان استمرارية الزراعة في ظل ندرة المياة وإدارة الري بكفاءة هي مفتاح هذا التحول.
كما وتطرق الدكتور صبرى فى حديثه إلى الموارد المائية في مصر: تحديات وحقائق
حيث تعتمد مصر بشكل شبه كلي على نهر النيل، الذي يوفر أكثر من 95% من احتياجاتها المائية، بينما تأتي النسبة المتبقية من الأمطار على الساحل الشمالي والمياه الجوفية. وتستهلك الزراعة وحدها نحو 80% من إجمالي الموارد المائية، في حين تذهب 20% للصناعة والاستخدام المنزلي.
ومع تراجع حصة الفرد من المياه سنوياً فى ظل النمو السكاني والضغوط المناخية، أصبحت ندرة المياه تهديداً حقيقياً للأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي. وهذا يوضح ضرورة إعادة النظر في طرق إدارة المياه والتحول من النظم التقليدية المهدرة إلى نظم حديثة ذكية.
وتناول د. صبرى مفهوم التحول العادل في الزراعة؟
فتعتبر الزراعة من أكثر القطاعات تأثراً بالتغير المناخي سواء من حيث الجفاف أو ارتفاع الحرارة أو الفيضانات. وفي الوقت نفسه تساهم الزراعة في الانبعاثات الضارة من خلال استخدام الأسمدة والمبيدات وزراعة الأرز. لذا فإن التحول نحو الزراعة المستدامة لم يعد خياراً بل ضرورة.
والتحول العادل يعني الانتقال من النظم الزراعية غير المستدامة إلى نظم تحافظ على البيئة، وتحقق العدالة بين المزارعين، وتضمن استدامة الدخل. ويقوم هذا المفهوم على ثلاثة أبعاد ) البعد البيئي:- البعد الاجتماعي – البعد الاقتصادي)
ومن ثم تطرق إلى استراتيجيات التحول العادل في مجال الري لتحقيق لذلك لا بد من اتباع استراتيجيات متكاملة، منها:
- تحسين كفاءة الري
- إدارة الطلب على المياه
- العدالة في التوزيع
- التكنولوجيا والابتكار
ثم عرض الفوائد المتوقعه من ذلك
- ترشيد استخدام المياه بنسبة تصل إلى 30–50%.
- زيادة إنتاجية المحاصيل وتحسين جودتها.
- خفض تكاليف الإنتاج على المدى البعيد.
- تعزيز صمود المجتمعات الزراعية أمام التغيرات المناخية.
- تحقيق عدالة اجتماعية من خلال دعم صغار المزارعين بالتكنولوجيا والتمويل.
وتناولت الأدوات والسياسات اللازمة لدعم التحول العادل في الري
- الدعم الحكومي – الشراكات -القوانين والتشريعات – التوعية والمشاركة المجتمعية
واختتم د. أحمد حديثه بتقديم أمثلة ومبادرات ناجحة
شهدت عدة دول تجارب رائدة في هذا المجال، منها:
– مصر: مشروع التحول من الري بالغمر إلى الري الحديث في الأراضي القديمة والجديدة.
– المغرب: “المخطط الأخضر” الذي يربط بين كفاءة المياه ودعم صغار الفلاحين.
– الهند: برامج حكومية لتمويل أنظمة الري بالتنقيط وتدريب المزارعين على صيانتها.
اقرأ أيضا
الأرصاد الجوية ينظم حلقة حوارية عن عدالة المناخ
تكنولوجيا تطعيم الخضر فى ظل تغيرات المناخ .. سيمنار لـ قسم بحوث الأرصاد الجوية