معمل التشخيص البحثي أحد الوحدات الهامة والمفصلية، بما لها من دور محوري مُتعدد الأهداف، ضمن زمرة مكونات المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان، والذي يكشف بما لا يدع مجالًا للشك، وعي وسبق رؤية القيادة السياسية، التي نجحت في وضع يدها على موطن الداء، لعلاج مئات المشكلات بمشرط الجراح.
خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية عبير صلاح، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبد الرشيد غانم – مُنسق تطوير مراكز تجميع الألبان بوزارة الزراعة – مشروع المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان بالشرح والتحليل، لبيان الركائز الأساسية التي يعتمد عليها، لتحقيق أهدافه المباشرة بزيادة الإنتاجية، والارتقاء بمعدلات الجودة، وتحسين السلالات، ضمن خطط التنمية الزراعية المُستدامة 2030، وأبرز المكاسب الاقتصادية المُتوقعة منها.
ارتفاع الأسعار العالمية وانعكاساته داخليًا
في البداية فسر الدكتور عبد الرشيد غانم القفزات الكبيرة، التي طرأت على أسعار أغلب السلع والاحتياجات الأساسية، والتي ربطها بالتغيرات العالمية، موضحًا أن الربط هنا ليس مجالًا لسجالات فكرية بين معسكرين، وإنما هو أمر واقع فُرض على العالم، وتأثرت به كافة الدول دون تمييز.
ودلل على صحة وجهة نظره، ضاربًا المثل بمآلات جائحة كورونا، التي ضربت مُقومات الاقتصاد العالمي، وعصفت باستقرار العديد من الدول والبلدان، دون أن تقتصر تداعياتها السلبية على قُطر دون آخر، والأمر عينه بالنسبة للحرب “الروسية – الأوكرانية”، التي نتج عنها قفزة هائلة في أسعار النفط والطاقة، انعكست على تكاليف نقل البضائع، ورفعت أسعار مُدخلات الإنتاج بالتبعية، ما يُترجم في النهاية بطفرة واضحة في سعر المُنتج والمعروض النهائي.
موضوعات قد تهمك:
برامج مكافحة دودة الحشد.. مراحل وطرق تنفيذها وآلات الرش الموصى بها
وأوضح أن الأمثلة السابق شرحها، تؤكد بوضوح أن العالم أصبح بمثابة قرية صغيرة، تتأثر سلبًا وإيجابًا بالأزمات والتغيرات العالمية، لافتًا إلى أننا لسنا بمعزل عما يحدث حولنا، وأن حالة المد والجزر التي يشهدها الاقتصاد العالمي، لابد أن يصيبنا قسط منها، مُؤكدًا أن الفارق يكمن في مدى جدية الاستعداد لمثل هذه التداعيات.
وأكد “غانم” أن الخطوات الحثيثة، والخطط الإصلاحية والتنموية، التي تبنتها القيادة السياسية، أثبتت قراءتها الواعية، وتحليلها الدقيق لمفردات الأزمات العالمية المُتلاحقة، التي رسمت ملامح الواقع العالمي الجديد، واستدعت تحركًا استباقيًا، واستراتيجيات اقتصادية مُغايرة، دعائمها العلم والمثابرة والإخلاص، للعبور بالبلاد إلى بر الأمان، وهو ما نجح فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفعل.
إقرأ أيضًا:
ارتفاع ملوحة التربة.. الأصناف المُثلى للزراعة وأفضل (6) توصيات للعلاج
معمل التشخيص البحثي وانعكاساته الإيجابية على الأسعار
انتقل الدكتور عبد الرشيد غانم بدفه الحديث عن دور معمل التشخيص البحثي، والذي يأتي ضمن أضلاع منظومة المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان، بوصفه أحد المراحل المفصلية في هذا المشروع القومي العملاق.
وسلط “غانم” الضوء على الانعكاسات الإيجابية لـ”معمل التشخيص البحثي”، على ملف الأسعار، موضحًا الدور الأساسي المنوط بهذه الوحدة، هو استكشاف وإيجاد علاج الأمراض الشائعة، مع البحث عن أفضل السلالات، التي يُمكن تطويرها والارتقاء بصفاتها الوراثية، لإفراز أجيال جديدة عالية المُقاومة والإنتاجية.
وأوضح أن اضطلاع معمل التشخيص البحثي بهذه الأدوار، ينعكس بالإيجاب على خفض مُعدلات الإنفاق في مجالات التحصين وعلاج الإصابات المرضية، ويؤدي بالتبعية لانخفاض سعر المُنتج النهائي الذي يصل إلى جمهور المُستهلكين بالأسواق المحلية.
معمل التشخيص البحثي.. التوجه نحو المستقبل
لفت إلى أن معمل التشخيص البحثي وباقي عناصر مشروع مجمع الإنتاج الحيواني والألبان الذي تم افتتحه الرئيس السيسي مؤخرًا بمدينة السادات، يعطي مؤشرًا واضحًا للإطار والاستراتيجية التي تنتهجها القيادة السياسية، لبناء الجمهورية الجديدة على قواعد علمية راسخة، تهدف في النهاية لتوفير حياة كريمة تليق بالمصريين، بعد عقود من التجاهل والتهميش، والتوجه نحو المُستقبل بعقلية جديدة، تضمن لنا موقعًا مميزًا بين الأمم.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: