الفاصوليا وطرق مضاعفة إنتاجيتها وتقليل فرص إصابتها بالأمراض والآفات الزراعية، كانت واحدة من أبرز الملفات التي تطرق إليها الدكتور رمضان عرفة – باحث بمعهد بحوث أمراض النبات – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج «المرشد الزراعي»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
في البداية تحدث الدكتور رمضان عرفة عن أهمية زراعة الفاصوليا بوصفها واحدة من المحاصيل الغنية بالعناصر الغذائية مثل البروتينات والمعادن والفيتامينات، بالإضافة إلى أنها ذات أهمية اقتصادية كبيرة للمزارعين.
وأشار «عرفة» إلى أن زراعة الفاصوليا يمكن أن تكون مصدرًا كبيرًا للربح إذا تمت بشكل صحيح ووفقًا للمعايير المثلى للزراعة.
وأكد «عرفة» أن التوقيت الأمثل يمتد حتى الأسبوع الأول من شهر سبتمبر، لافتًا إلى المعايير المختلفة التي يتوجب اتباعها عند زراعة الفاصوليا، بما في ذلك طرق الري والتسميد، بالإضافة إلى اتخاذ كافة الإجراءات التي تحول دون الإصابة بالأمراض، لافتًا إلى تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل وكيفية التعامل معها لضمان إنتاجية جيدة.
وتطرق «عرفة» إلى المساحات المنزرعة بمحصول الفاصوليا خلال الموسم الشتوي الماضي، مشيرًا إلى أن زراعة الفاصوليا الخضراء والجافة تمت بنجاح في مساحات شاسعة، وأن هناك اهتمامًا كبيرًا بزيادة الإنتاج خلال المواسم القادمة.
اختيار نوع الأرض والتوصيات الزراعية
وتناول «عرفة» أبرز المعايير التي يمكن الاستناد إليها لاختيار الأرض الملائمة لزراعة الفاصوليا الجافة وأهمية اتباع التوصيات الزراعية بشكل دقيق، موضحًا أن هناك تفاوتًا كبيرًا في إنتاجية الفدان الواحد، حيث ينتج بعض المزارعين نصف طن فقط، في حين يتمكن آخرون من إنتاج طن ونصف.
وعزا هذا التفاوت إلى عوامل متعددة تشمل اختيار النوع المناسب من البذور، واختيار الأرض الملائمة، وتطبيق التوصيات الزراعية بشكل صحيح، لافتًا إلى ضرورة اتباع التعليمات الزراعية بدقة للحصول على أعلى إنتاجية ممكنة.
التوقيت المناسب للزراعة
أكد «عرفة» على أهمية الالتزام بالتوقيت الأمثل للزراعة، مشيرًا إلى أن زراعة الفاصوليا بشكل مبكر قد تبدو مغرية لبعض المزارعين، لكنها قد لا تكون الحل الأمثل، وبخاصة بالنسبة للعروة الشتوية.
وأوصى الباحث بمعهد أمراض النبات بزراعة الفاصوليا خلالالفترة من نهاية أغسطس وحتى بداية سبتمبر، مع إمكانية الاستمرار حتى 10 سبتمبر، محذرًا من تجاوز هذا التاريخ، والذي تكون فيه فرص الإنبات ضعيفة، ويصبح من الصعب تحقيق إنتاج جيد، علاوة على تداعيات التغيرات المناخية والتي أدت إلى عدم استقرار الظروف الزراعية.
تأثير الملوحة والمياه على الفاصوليا
حذر الباحث بمعهد أمراض النبات من أكبر المخاطر التي تواجه زراعة الفاصوليا، والمتمثلة في الملوحة ومستوى المياه في التربة، والتي يجب ألا تتجاوز 1.5 مللي موس، والتي يصبح بعدها الإنبات ضعيفًا.
وأكد «عرفة» أن التربة والمياه كلاهما لهما تأثير كبير على نمو النبات، فإذا كانت المياه مالحة أو التربة غير جيدة الصرف، فإن ذلك سيؤدي إلى مشاكل في الزراعة ويضعف الإنتاج بشكل كبير.
وشدد على ضرورة أن يكون المزارع على دراية كاملة بطبيعة أرضه، وفي حالة وجود مشاكل، يفضل زراعة محاصيل أخرى غير الفاصوليا.
تحضير الأرض وتجهيزها للزراعة
سلط «عرفة» الضوء على كيفية تحضير الأرض لزراعة الفاصوليا، موضحًا أن أول خطوة هي حراثة الأرض بشكل عميق لضمان التهوية الجيدة وتشميس التربة، يليها إضافة 100 كيلوغرام من الكبريت الزراعي لكل فدان، وهو عنصر أساسي يعمل على تحسين خصوبة التربة وتقليل الملوحة، علاوة على دوره الفاعل في مكافحة أعفان الجذور التي تعد من أكبر المخاطر التي تهدد محصول الفاصوليا.
ونصح بإضافة سماد بلدي متحلل أو كومبوست بمقدار 20 متر مكعب لكل فدان، مع ضرورة الانتباه إلى أن يكون السماد متحللًا بشكل جيد لتجنب نقل الأمراض أو الحشائش إلى التربة.
وتابع شرحه للمعاملات التسميدية، مؤكدًا على ضرورة إضافة 200 كيلوغرام من السوبر فوسفات، و100 كيلوغرام من سلفات نشادر، و50 كيلوغرامًا من سلفات البوتاسيوم لضمان تزويد التربة بالعناصر الغذائية اللازمة لنمو الجذور بشكل صحي.
أهمية العناصر الغذائية والمكافحة البيولوجية
واصل «عرفة» الحديث عن أهمية العناصر الغذائية المختلفة، مشيرًا إلى أن الكبريت الزراعي يلعب دورًا حيويًا في مكافحة أعفان الجذور التي تهدد نمو الفاصوليا منذ لحظة زراعة البذور.
وأوضح أن الفوسفور والنيتروجين والبوتاسيوم هي عناصر أساسية يجب إضافتها للتربة لضمان حصول النبات على ما يحتاجه من مغذيات، مما يعزز نموه وإنتاجيته.