معاملات الري واحدة من أهم ركائز نجاح الموسم الزراعي، وعامل مؤثر وحاسم في الوصول إلى الإنتاجية المرجوة، بيد أن إتمامها يتطلب فهمًا واعيًا بخصائص وفسيولوجية النبات، لعدم تجاوز احتياجاته المائية، بالشكل الذي ينعكس بالسلب على إنتاجية المحصول وحجم العائد الاقتصادي المُتوقع منه.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور محمد غريب – باحث بقسم بحوث الزراعات المحمية بمعهد البحوث الزراعية – عن ملف معاملات الري التي يتم تنفيذها داخل الصوب الزراعية، والنتائج المُترتبة عليها حال عدم الالتزام بالقواعد والتوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن، وأثرها المباشر على دورة حياة النبات وحجم الإنتاجية المُتوقعة.
معاملات الري وعلاقتها بالظروف المناخية
في البداية تحدث الدكتور محمد غريب عن معاملات الري التي يتم استخدامها داخل الصوب الزراعية، موضحًا أنها تختلف بحسب الظروف والفصول المُناخية التي يتم الزراعة فيها ونسب المُقننات المائية التي يحصل النبات عليها بـ”الزيادة والنقصان”.
وضرب “غريب” المثل بفصل الصيف الذي يشهد ارتفاعًا مُتزايدًا في درجات الحرارة، موضحًا أنه يُفضل في هذه الحالة تقديم جرعات مائية قليلة على فترات زمنية مُتقاربة – ريتين أو ثلاث ريات على أقصى تقدير – شريطة الالتزام بتقصير فترة الري، وفقًا للتوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن.
محاذير إتمام معاملات الري أثناء ارتفاع درجات الحرارة
حذر أستاذ قسم بحوث الزراعات المحمية من إجراء معاملات الري أثناء الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، لما له من تداعيات سلبية على حياة النبات، لافتًا إلى أن الإخلال بالإرشادات الواردة في هذا الشأن قد يؤدي لهلاك كامل المحصول.
وفسر “غريب” القاعدة الخاصة بعدم إتمام معاملات الري أثناء الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، موضحًا أن النبات في هذه الحالة يكون واقعًا تحت ظروف الإجهاد الحراري، ما يؤدي لامتصاصه لكامل الجرعات المائية المُقدمه إليه، وهو الأمر الذي يترتب عليه حدوث حالة من الارتباك في العصارة الداخلية، وما يليها من مُضاعفات قد تصل إلى وفاة النبات وهلاك نسبة كبيرة من المحصول.
موضوعات قد تهمك:
بالأرقام.. جدول ومدة تخزين اللحوم داخل الثلاجة والفريزر
بنجر السكر.. تخطيط الأرض وعلاقة وزن الثمار بنجاح تسويق المحصول
التوقيت الأمثل لإتمام مُعاملات الري خلال ارتفاع درجات الحرارة
نصح أستاذ مركز البحوث الزراعية بتنفيذ معاملات الري في الصباح الباكر أو في توقيت الغروب، حال ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، لتلافي الآثار السلبية الناجمة عنها، والتي قد يترتب عليها خسائر اقتصادية كبيرة لا يمكن تعويضها.
إقرأ أيضًا:
التفلة ومخلفات المصانع والأسواق.. أبرز (13) مصدر للعلف والعلائق البديلة
الاستروكس.. “أستاذ بالقومي للسموم”: مُقترحي يُعالج الثغرات القانونية ويضمن عقاب المُروجين
قواعد الري داخل الصوب في فصل الشتاء وأثناء اعتدال درجات الحرارة
أوصى الدكتور محمد غريب بتقليل معاملات الري، خلال الفصول المناخية التي تشهد اعتدالًا في درجات الحرارة، موضحًا أنه يُمكن الاكتفاء بإتمام رية واحدة على أقصى تقدير في مثل هذه الأحوال.
وأشار إلى أن معاملات الري التي يتم تنفيذها داخل الصوب خلال فصل الشتاء، يتم النزول بمُعدلاتها إلى الحد الأدنى، ويتم الاكتفاء فيها بمنح النبات المُقننات المائية الموصى بها، يوم بعد يوم، لتفادي حدوث أي مُضاعفات تؤثر على حجم وإنتاجية المحصول بنهاية الموسم.
وشدد “غريب” على ضرورة مراعاة الظروف المناخية وحالة الطقس، أثناء تنفيذ معاملات الري على مدار الموسم، واتباع التوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن، بما يتماشى مع الحالة الفسيولوجية التي يمر بها النبات، للوصول إلى احتياجاته الحقيقية دون إفراط أو تقتير.
شاهد: