محصول القمح المحصول الاستراتيجي الأول في غالبية دول العالم، ما يفرض على مزارعيه التزامًا أكبر تجاه تطبيق كافة التوصيات الفنية الواردة بشأنه، للوصول لأفضل معدلات الجودة والإنتاجية المأمولة بحلول نهاية الموسم ومرحلة الحصاد.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية رانيا البليدي، مقدمة برنامج «مصر كل يوم»، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور رضا عمارة، أستاذ أمراض القمح، هذا الملف الهام بالشرح والتحليل، مسلطًا الضوء على أبرز التوصيات الفنية والإرشادية الواجب على مزارعي محصول القمح اتباعها.
الأهمية الاقتصادية لمحصول القمح
أوضح الدكتور رضا عمارة، أستاذ أمراض القمح، في حديثه خلال اللقاء، أن محصول القمح يمثل أحد المحاصيل الاستراتيجية المهمة في مصر، مشيرًا إلى أنه يلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق الأمن الغذائي للدولة.
اهتمام ودعم حكومي وسياسي
وأكد أن محصول القمح يأتي في مقدمة أولويات واهتمامات الحكومة على كافة المستويات، بدءًا من القيادة السياسية ممثلة في رئيس الجمهورية، مرورًا برئيس الوزراء ووزير الزراعة، وصولًا إلى رئيس مركز البحوث الزراعية.
وأوضح أن هذا الدعم السياسي والحكومي يهدف إلى زيادة المساحات المزروعة بالقمح، سواء من خلال التوسع الأفقي بزراعة المزيد من الأراضي، أو من خلال التوسع الرأسي عن طريق تحسين السلالات والأصناف ومضاعفة حدود إنتاجية الفدان.
زيادة المساحات المنزرعة ومضاعفة حدود الإنتاجية
أشار «عمارة» إلى أن هناك جهودًا كبيرة تُبذل كل عام لزيادة المساحات المزروعة بـ«محصول القمح» بمعدل 50 إلى 100 ألف فدان سنويًا، حيث وصلت المساحة المستهدفة حاليًا إلى ما يزيد عن 3.2 إلى 3.3 مليون فدان.
وأكد أستاذ أمراض القمح أن الوصول إلى مساحة 3.4 أو 3.5 مليون فدان سيعتبر إنجازًا كبيرًا، لافتًا إلى أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول القمح هو أحد الأهداف الاستراتيجية للدولة المصرية.
تحديات الزيادة السكانية
وأوضح أن إنتاجية الفدان تضاعفت من 3-4 أردب للفدان في التسعينات إلى أكثر من 30 أردب حاليًا، بمتوسط إنتاجي 25 أردب للفدان، إلا أن الزيادة السكانية تظل التحدي الأكبر الذي يتطلب حلولًا مبتكرة خارج الأطر التقليدية.
وشدد على أهمية التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات في مواجهة هذه التحديات، مشيرًا إلى أن زيادة إنتاجية الفدان الواحد بمقدار أردب واحد فقط يمكن أن تعادل إضافة ربع مليون فدان من الأراضي المزروعة بـ«محصول القمح»، وهو ما يعزز من إمكانية تحسين الأمن الغذائي في البلاد.
دور الجهات البحثية والإرشادية
أوضح «عمارة» أن زيادة إنتاجية المحاصيل تحتاج إلى اعتماد المزارعين على توصيات إرشادية فعّالة، مشيرًا إلى أن زيادة الإنتاج من 25 إلى 30 أردب في الفدان الواحد تعتبر تقدمًا كبيرًا في المحصول، والذي يمكن تعميمه إذا تم تطبيق هذه التوصيات بشكل منهجي ومنتظم.
وأكد على أهمية تعزيز التواصل بين المزارعين والباحثين من خلال المراكز الإرشادية، التي تلعب دورًا حيويًا في نقل المعرفة الزراعية إلى المزارعين بشكل مباشر، مشددًا على ضرورة أن يكون الباحثون متواجدين في هذه المراكز لتقديم الدعم الفني والإرشادات اللازمة، بما يسهم في تحسين جودة الزراعة وزيادة إنتاجية محصول القمح.
فوائد التكنولوجيا ونظم الميكنة الزراعية
وأشار إلى الدور الكبير الذي تلعبه التكنولوجيا الحديثة في دعم مزارعي محصول القمح، وخاصة من خلال الإرشاد الرقمي، لافتًا إلى التجربة التي خاضها وفريقه في تطوير تطبيق يتيح للمزارعين الوصول إلى المعلومات الزراعية بشكل مباشر عبر هواتفهم المحمولة.
وأضاف أن التطبيق يوفر تنبؤات مناخية قد تساعد المزارعين على تقليل الخسائر المرتبطة بالتغيرات المناخية، موضحًا أن هذا النوع من الابتكار قد حصل على جوائز تقديرية باعتباره أفضل بحث تطبيقي على مستوى التحديات الزراعية في الجامعات العربية.
وشدد «عمارة» على أهمية أن يستفيد المزارعون من هذه الحلول الرقمية والتكنولوجية لتطبيق أحدث التوصيات العلمية، وهو ما يسهم في تطوير القطاع الزراعي بشكل عام.
سياسة الدولة في دعم إنتاج القمح
أوضح الدكتور عمارة أن الدولة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لدعم زراعة القمح وتشجيع المزارعين على زيادة الإنتاج. مشيدًا بقرار تحديد السعر الاسترشادي بـ1200 جنيهًا للإردب، كخطوة هامة لتشجيع المزارعين وإتاحة الفرصة لتسويق محاصيلهم، منوهًا إلى إمكانية ارتفاع هذا السعر نهاية موسم التوريد كما حدث في الموسم السابق.
وفي ختام حديثه، أكد عمارة أن تطبيق المزارعين للتوصيات الفنية الصحيحة، بالتعاون مع المراكز الإرشادية، قد يزيد إنتاجية الفدان الواحد إلى 30 أردبًا، مشيرًا إلى أن تحقيق هذا الرقم يتيح مضاعفة ربحية ومكاسب المزارعين وصولًا إلى 60 ألف جنيه للفدان.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات قد تهمك..
«زراعة الدقهلية»: 11 توصية لمحصولي «القمح والفاصوليا» تعرف عليها
محصول القمح.. أفضل الأصناف المقاومة للملوحة ومزايا «سخا 96»
محصول القمح.. السياسة الصنفية المعتمدة للوجه البحري وتوصيات الري والتسميد