مصدات الرياح واحدة من الحلول الطبيعية الهامة، التي يتحتم اللجوء إليها لحماية محصول المانجو من الظروف غير المواتية للزراعة، وتبعات التغيرات المناخية القاسية، التي تنعكس بالسلب على حجم الإنتاجية المتوقعة، وتضاعف من الخسائر الاقتصادية التي تحدث حال إهمال اتخاذ كافة التدابير الوقائية المتاحة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور إبراهيم الشناوي – أستاذ الفاكهة بكلية الزراعة جامعة القاهرة – ملف محصول المانجو ومعاملات ما بعد الحصاد بالشرح والتحليل.
محصول المانجو
نبذة تاريخية
في البداية أعطى الدكتور إبراهيم الشناوي نبذة تاريخية عن محصول المانجو بوصفه واحد من أبرز الفواكة الاستوائية، موضحًا أنه أدخل لمصر في عهد محمد علي باشا، ليثبت أقدامه وتتزايد مساحاته تدريجيًا وصولًا إلى 400 ألف فدان.
الأهمية الاقتصادية والتسويقية
أوضح “الشناوي” أن محصول المانجو ينافس العديد من الحاصلات الاستراتيجية المعروفة، وفي مقدمتها الموالح من حيث إجمالي المساحة المنزرعة، علاوة على اتساع قدراتها التسويقية لدى عموم جمهور المستهلكين.
وأشار أستاذ الفاكهة بكلية زراعة القاهرة إلى المكانة المرموقة التي تحتلها المانجو المصرية، والتي تتفوق بها على مثيلتها المنزرعة بأغلب دول العالم، بسبب مميزاتها المعروفة من حيث الطعم والشكل واللون والرائحة.
حصاد التنوع البيئي والمناخي
كشف “الشناوي” أن العوامل البيئية والتنوع المناخي، من تربة ومياه ري ودرجات سطوع شمسي، كفلت جيمعها عوامل التميز الملحوظة في أصناف المانجو المصري، ما ساهم في تفوقها على مثيلاتها المنزرعة بأي بقعة على مستوى العالم.
وأكد أستاذ الفاكهة بكلية زراعة القاهرة أن التنوع المناخي ساهم في اتساع المدى الزمني المسموح لحصاد محصول المانجو، والذي يبدأ في محافظات الصعيد من نهاية شهر يونيو، فيما تستمر معاملات القطف والجمع حتى مطلع شهر يناير من كل عام.
أبرز الإشكاليات ودور مصدات الرياح في علاجها
سلط “الشناوي” الضوء على أبرز الإشكاليات التي واجهت المزارعين خلال الفترة الماضية، والمتمثلة في هبوب رياح شديدة جافة، بالتزامن مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ما عرض النبات للإجهاد من جانبين في الوقت عينه.
ولفت إلى أن هذه الإشكاليات تتطلب حذرًا شديدًا في التعامل معها، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية الممكنة، للحيلولة دون الإضرار والخسائر المتوقعة جرائها، لافتًا إلى أحد الحلول التي لجأ إليها أجدادنا السابقين، عبر زراعة “مصدات الرياح”.
أبرز التوصيات الفنية
شدد “الشناوي” على أهمية الالتزام بالجدول الزمني والتوصيات الفنية، الواردة بشأن زراعة وإكثار مصدات الرياح، والتي يتوجب البدء فيها قبل اتخاذ قبل 2 إلى 3 سنوات من اتخاذ قرار زراعة محصول المانجو.
وأوضح أستاذ الفاكهة بكلية زراعة القاهرة أن القاعدة العلمية الحاكمة لـ”مصدات الرياح”، تقضي بأنها تغطي من 15 إلى 20 ضعف ارتفاعها، ما يعني أنه إذا كان المصد ارتفاعه 10 أمتار، فهو يحمي حتى 150 إلى 200 مترًا داخل المزرعة، ما يحتم تكرار إنشاء ذلك “الدرع الواقي” بحسب المساحة الفعلية للمزرعة.