مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي واحد من المشروعات القومية الهامة، ضمن حزمة البرامج التنموية التي تبنتها القيادة السياسية، لتأمين احتياجات المصريين من المحاصيل الاستراتيجية الهامة، ومواجهة التغيرات الدولية والأزمات البيئية والمُناخية المُتلاحقة والمُتسارعة، وتعزيز قدراتنا في ملف الأمن الغذائي القومي.
ويقع مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي على امتداد طريق محور “روض الفرج – الضبعة” الجديد، والذي تم تأسيسه ضمن المشروع القومي للطرق، على بُعد 30 دقيقة من مدينة السادس من أكتوبر، بإجمالي مساحة يصل إلى 1 مليون و50 ألف فدان، تُمثل قُرابة الـ50% من إجمالي مساحة الدلتا الجديدة.
وهي الطفرة التي تحتاج إلى إلقاء المزيد من الضوء، للتعريف بما يمثله مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، وحجم القيمة المُضافة التي يُمثلها للناتج القومي، وتأمين سلة الغذاء المصري، ضد كافة المُتغيرات البيئية والمُناخية.
وخلال حلولهما كضيفين على الإعلامية رانيا البليدي، مُقدمة برنامج “مصر كل يوم”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث النائب محمود سامي، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الشيوخ، والدكتور علي عبد المحسن، مدير معهد الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، عن مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، وأهميته ودلالاته الرقمية من المنظور الاقتصادي، وما تمثله المشروعات القومية الخاصة باستصلاح واستغلال الموارد للدولة والمواطنين.
مشروع مستقبل مصر وعلاقته بمصطلح “الاقتصاد الحقيقي”
في البداية ثمن النائب محمود سامي حزمة المشروعات التنموية التي أطلقتها الدولة، وفي مُقدمتها مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، والذي يُمثل واحدًا من الأهداف القومية، التي سعت القيادة السياسية لتحقيقها على أرض الواقع، لتأمين احتياجات المصريين.
وقال عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الشيوخ، إن مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي وباقي المشروعات التنموية، هي أكثر النقاط التي تدور حولها أغلب نقاشاته مع الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، موضحًا أنها تندرج جميعها تحت مصطلح “real economy” أو “قطاعات الاقتصاد الحقيقي”، والتي تضم “الزراعة والتصنيع وتكنولوجيا المعلومات”.
مشروع مستقبل مصر التطبيق الأمثل لمفهوم التنمية المُستدامة
ولفت إلى أن مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي وباقي المشروعات القومية الأخرى، تُمثل الركيزة الأساسية لتحقيق مفهوم وتطبيقات التنمية المُستدامة على أرض الواقع، وهو ما الأمر الذي أكده حضور السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي على في مؤتمر الدكتور مصطفى مدبولي الأخير.
مشروعات الاستثمار الزراعي.. حقائق وأرقام
وكشف النائب محمود سامي عن حجم الموازنة المُقدرة لمشروعات التنمية والاستثمار الزراعي للعام المالي 2022-2023، والمُقدرة بـ82 مليار جنيه، تُمثل 8% من أصل الموازنة البالغة 1 تريليون و400 مليار جنيه، ما يوضح حجم الاهتمام والدعم الذي توجهه الدولة لهذا القطاع الاستراتيجي.
وأوضح أن مُعدلات النمو في المُخصصات المالية الموجهه للاستثمار في المجال الزراعي كـ”مشروع مستقبل مصر”، قفزت بما يُعادل حوالي 31%، وهو رقم كبير وله دلالاته من المنظور الاقتصادي، ويعبر عن الإرادة الحقيقية للقيادة السياسية، لتأمين سلة الغذاء المصري ضد كافة المُتغيرات.
موضوعات قد تهمك:
الطحالب.. ودورها في علاج التقلبات المناخية “حقائق مُذهلة”
مشروع مستقبل مصر.. الاستثمار الزراعي وتداعيات الأزمات العالمية
من جانبه أكد الدكتور علي عبد المحسن – مدير معهد الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية – على مدى أهمية مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، والذي يُعزز قدرات الأمن الغذائي المصري، ضد كافة المُتغيرات التي أثرت على غالبية دول العالم خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح أن العالم عانى من فترة الركود التي خلفتها جائحة كورونا، وما تلاها من مُتغيرات إقليمية وسياسية، أثرت بالسلب على تدوال ونقل الحبوب والسلع الغذائية الاستراتيجية، وفي مُقدمتها الحرب “الروسية-الأوكرانية”، التي ضاعفت من حجم الأزمة الخاصة بسلة الغذاء العالمي.
إقرأ أيضًا:
التغذية السليمة.. روشتة علاج الأنيميا وضعف التركيز لدى الأطفال
الرئيس السيسي تخطى ما تم تحقيقه على مدار الـ6 عقود الماضية
ولفت إلى أن التوجه العام الحالي، ألقى بعبء ومسؤولية تحقيق الاكتفاء الذاتي على كافة الدول، وهو الأمر الذي يُضاعف من قيمة هذه المشروعات التنموية القومية، الساعية لتقليل حجم الفجوة وتأمين سلة الغذاء القومي.
وشدد “عبد المحسن” على النظرة الثاقبة، والحس الاستباقي الذي تمتع به الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أولى هذا الملف كامل اهتمامه منذ اللحظة الأولى لتوليه أمانة المسؤولية، عبر حزمة من المشروعات الزراعية مثل “الـ1.5 مليون فدان، توشكى، وسط وشمال سيناء، الوادي الجديد، الدلتا الجديدة ومنها مشروع مستقبل مصر”، والتي يصل إجمالي مساحة المستصلح فيها إلى ما يقرب من 4 ملايين فدان، وهو رقم يفوق أجمالي ما تم استصلاحه على مدار الستة عقود الماضية.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: