مشروعات الإنتاج الحيواني واحدة من أهم المجالات الاقتصادية التي تحتاج لتضافر العديد من العوامل، لضمان تحقيق الهدف المرجو منها، والقدرة على الاستمرار، علاوة على دورها الفاعل في تأمين سلة الغذاء البروتيني الحيواني لجمهور المُستهلكين، ما يستدعي تسليط الضوء على أهم مُقومات نجاحها، وسبل تفعيلها والارتقاء بها.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور أحمد محمد عبد الحفيظ – أستاذ رعاية الحيوان، ورئيس قسم بحوث تربية الأبقار، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية – عن ملف تربية الأبقار ومُقومات نجاح مشروعات الإنتاج الحيواني في مصر، وسبل النهوض بها وزيادة إنتاجيتها، للحفاظ على الأمن الغذائي القومي.
مشروعات الإنتاج الحيواني.. قطاع ثري ومجالات استثمار مُتعددة
في البداية أكد الدكتور أحمد محمد عبد الحفيظ عن أهمية مشروعات الإنتاج الحيواني، والتي تتوقف درجة نجاحها على مدى وعي المُربي بالآليات والسُبل العلمية الداعمة لتحقيق هذا الهدف.
وأوضح أن مخرجات مشروعات الإنتاج الحيواني من القطاعات المرنة التي تنضوي تحت مظلتها العديد من القطاعات الثرية، التي يدر كلٍ منها عائدًا اقتصاديًا مُجزيًا، حال الالتزام بتنفيذ التوصيات الفنية، والقواعد الإرشادية الحاكمة لهذا المجال.
وضرب “عبد الحفيظ” المثل بإنتاج الألبان، كأحد روافد وقطاعات مشروعات الإنتاج الحيواني، والتي يُمكن تحويل الفائض منها إلى مشروعات أخرى مثل الصناعات الغذائية، والأمر عينه بالنسبة لتربية الأبقار، والتي ينتج عنها سلالات جديدة، يُمكن الدفع بها صوب مشروعات التسمين وإنتاج اللحم، لافتًا إلى أن المركز المالي للمُستثمر، يُتيح له القدرة على تنويع النشاط، واستغلال كافة مُخرجاته بالشكل الأمثل.
أهمية الإدارة المالية والفنية
سلط أستاذ رعاية الحيوان الضوء على الدور الفاعل الذي تلعبه الإدارة المالية والفنية الواعية لمشروعات الإنتاج الحيواني المُختلفة، والتي تُمثل بوصلة هذا المجال الاستثماري، ومؤشرًا هامًا لمدى قدرته على الاستمرار وتحقيق النجاح.
ولفت إلى أن مشروعات الإنتاج الحيواني خرجت من حيز المًمارسات العشوائية، التي تعتمد على العادات وتوارث الخبرات الفردية من جيل لجيل، لتصبح علمًا له قواعده وأصوله التي تضمن له الوصول لأعلى درجات النجاح والربحية المُمكنة.
موضوعات قد تهمك:
الذبول المتأخر لمحصول الذرة..(6) أخطاء شائعة تؤدي للإصابة
دور معهد بحوث الإنتاج الحيواني في النهوض بصغار المُربين
أكد “عبد الحفيظ” على أن مُعادلة مشروعات الإنتاج الحيواني في مصر لها طرفان، الأول هو المزارع الضخمة، والتي تتحكم في أسعار السوق إلى حد كبير، لافتًا إلى عدم إمكانية إغفال دور الطرف الثاني، المُتمثل في صغار المُربين، والذين يشكلون شريحة كبيرة، لكنها مفتتة إلى حيازات صغيرة، لا تتعدى الرأسين في كثير من الأحيان.
وأوضح أن هذه الفئة تحتاج للمُساندة والدعم الفني، وهو الأمر الذي يضعه معهد بحوث الإنتاج الحيواني نُصب عينيه، من خلال حزمة من الندوات الإرشادية، والدورات التدريبية المُكثفة، التي تستهدف تعزيز قدراته في تحقيق أعلى ربحية مُمكنة.
وناشد “عبد الحفيظ” جموع المُربين بالسعي نحو التسلح بالعلم والمعرفة، لأنه الضامن الوحيد لإتاحة المرونة والقدرة على الاستمرار، وإيجاد حلول وبدائل “خارج نطاق الصندوق”، لأي عقبات أو مشاكل قد تُصادفهم، في أي مرحلة من مراحل المشروع.
إقرأ أيضًا:
أوراق نبات المورينجا والنانو فضة.. باب أمل جديد لمرضى السرطان
مقومات نجاح مشروعات الإنتاج الحيواني
شدد الدكتور أحمد محمد عبد الحفيظ على ضرورة توافر مقومات النجاح في مشروعات الإنتاج الحيواني، والتي حصرها في النقاط التالية:
1. رأس المال اللازم لإقامة وإطلاق المشروع، والذي يتيح القدرة على تجاوز مشاكل البدايات
2. توفير رأس المال – حال عدم قدرة المُزارع – عبر اقتراضه من البنك الزراعي المصري، أو من برنامج التنمية الزراعية.
3. توفير المكان المُلائم لإطلاق المشروع “الأحواش المفتوحة بالنسبة للبقر الحلاب”
4. إتاحة المساحة الكافية لحرية حركة الحيوان “لا تقل عن 20 مترًا”
5. عدم تقييد الحيوان
6. توفير مظلات تغطي 30% من مساحة المزرعة على الأقل
7. توفير المساقي الكافية تحت المظلات
8. توفير العلائق تحت المظلات
م9. توفير السلالة الجيدة لضمان تحقيق عائد اقتصادي مُجزي للمُربي
10. الإدارة الفنية الجيدة والتي يضمنها وعي ومعرفة المُربي
11. الرعاية الغذائية الجيدة خلال مراحل التربية المُختلفة
12. الرعاية التناسلية المُناسبة والمُنضبطة عبر المُتابعة الدقيقة للحيوانات
13. التلقيح الاصطناعي والتحسين الوراثي للسلالات الجديدة أولًا بأول
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: