الري بالغمر واحد من التحديات التي تسعى الدولة وأجهزتها المعنية والبحثية، للتغلب عليها عبر اتباع تقنيات وحلول بديلة، ولاسيما في ظل الحاجة الشديدة لتقنين وترشيد معدلات استهلاك المياه، وتعظيم أوجه الاستفادة منها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مقدم برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناول الدكتور إيهاب سرحان – أستاذ أمراض النبات بمعهد أمراض النبات، مركز البحوث الزراعية – ملف التغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية على القطاع الزراعي بالشرح والتحليل.
توصيات فنية وإرشادية
في البداية تحدث الدكتور إيهاب سرحان عن بعض القواعد الأساسية الحاكمة، التي يتوجب اتباعها، لضمان الوصول لموسم ناجح وحصاد قوي، يترجم على أرض الواقع لمكاسب اقتصادية مجزية للمزارعين بحلول مرحلة الحصاد.
وشدد “سرحان” على ضرورة الالتزام بالسياسة الصنفية المقررة، والتي راعت الاختلافات البينية والحرارية، التي تتغير تبعًا لكل منطقة جغرافية، ما يقلل من حجم الإصابة بالأمراض والخسائر الاقتصادية المترتبة عليها.
دواعي التحول إلى الري الحديث
تطرق أستاذ أمراض النبات إلى ملف الري، ودوافع التحول إلى النظم الحديثة بالتنقيط والرش، لافتًا إلى المشاكل والتداعيات السلبية الخطيرة، الناجمة عن مواصلة الاعتماد على طريقة الري بالغمر، والتي لا تتماشى مع توجهات وخطط الدولة وأجهزتها المعنية.
مشاكل الري بالغمر
أكد “سرحان” أن طريقة الري بالغمر تشكل خطرًا مباشرًا على القطاع الزراعي المصري بشكل عام، معددًا المشاكل الناجمة عنها والتي أوجزها في النقاط التالية:
- إفراط مبالغ في استخدام الموارد المائية المتاحة رغم شحيتها
- صعوبة شديدة في تصريف المياه الزائدة عن الحد
- ارتفاع شديد في مستويات رطوبة التربة
- صعوبات شديدة في التخلص من الرطوبة المحبوسة داخل طبقات التربة
- تعزيز فرص الإصابة بالعديد من المسببات المرضية، وتتضاعف المشكلة بشكل أكبر، في الأراضي التي لم يلتزم مزارعيها، بمعدلات التقاوي والكثافة النباتية الموصى بها، ما يحول دون قدرة التربة على صرف أو تبخير المياه الزائدة عن الحد
فوائد عزيق الأرض العطشى
نصح “سرحان” بضرورة تنفيذ معاملات العزيق والحرث، في الأراضي “العطشى”، مؤكدًا أن هذا الإجراء يعادل فوائد نصف رية، نظرًا لإسهاماتها الإيجابية في تفكيك وتفتيح مسام التربة، ما يعزز قدرتها على الاستفادة بجميع العناصر التي تضاف إليها بعدها.
وحذر من تبعات إهمال التوصية السابقة، موضحًا أنها تضاعف من فرص الإصابة بالأمراض، علاوة على تهيئة الظروف الملائمة لانتشار الحشائش والآفات، وهي المسألة التي تلقي بظلالها القاتمة على نهاية الموسم ومرحلة الحصاد.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
التغيرات المناخية.. مخاطر تجاوز “الكثافة النباتية” و”معدلات الري والتسميد” الموصى بها
محصول المانجو.. تأثير التغيرات المناخية وأبرز الفوارق بين “الصنف” و”النوع”
البرسيم.. المقننات السمادية وأبرز الأخطاء الشائعة في معاملات “الري”