محصول الكمون واحد من النباتات الطبية والعطرية الواعدة ذات المردود الاقتصادي الكبير، ما يستدعي التزامًا أكبر حول كيفية زراعتها والمعاملات اللازمة لها، مثل تجهيز الأرض، نوع النبات المناسب لكل نوع تربة، ومواعيد الزراعة، وهي الملفات التي تناولتها الدكتورة إيمان فاروق أبو الليل – الباحثة بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية – خلال حلولها ضيفةً على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
النباتات الطبية والعطرية
“استثمارات واعدة” رغم قلة المساحة
في البداية تحدثت الدكتورة إيمان فاروق أبو الليل عن زراعة النباتات الطبية والعطرية موضحةً أنها لا تقتصر فقط على دورها الاقتصادي، بل لها أهمية كبيرة في حياتنا اليومية، موضحةً أن المساحة المزروعة بها في مصر تشكل 1% من إجمالي الرقعة الزراعية.
وأوضحت أنه ورغم صغر مساحاتها تحقق إسهامات كبيرة في الاقتصاد الوطني، بما يتجاوز الـ10% في حالات ارتفاع التصدير، مشيرةً إلى أن هذه النباتات مناسبة للزراعة في الأراضي الجديدة، حيث تعطي إنتاجية وجودة عالية.
زراعة الكمون ومشاكل الزراعة في الأراضي القديمة
وأشارت “أبو الليل” إلى أن زراعة النباتات الطبية والعطرية تتركز في مناطق معينة مثل الفيوم وبني سويف، حيث يُزرع هناك العديد من النباتات الشهيرة مثل عباد الشمس والبابونج، لافتةً إلى أن محافظة المنيا مشهورة بزراعة الكمون، وهو محصول ذو عائد اقتصادي مرتفع، يصل إلى حوالي 300-400 ألف جنيه للفدان.
وحذرت الباحثة بمعهد بحوث البساتين من زراعة الكمون في الأراضي القديمة، والتي تعتبر تحديًا كبيرًا بسبب إصابته بمرض الفيوزاريوم، مؤكدةً على أهمية اختيار الصنف المناسب من البذور، والاعتناء الجيد بالمعاملات الزراعية، خاصةً في ما يتعلق بالري، مشيرةً إلى أن أفضل طريقة للري في الأراضي الرملية هي التنقيط.
اختيار الصنف الملائم والاهتمام بتجهيز التربة
وأشارت إلى أن هناك اهتمامًا متزايدًا بتلك النباتات نظرًا لعوائدها الاقتصادية المرتفعة، حيث يتم تصدير الجانب الأعظم منها إلى الخارج إلى بعض المنافذ الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا، بسبب الجودة العالية لهذه المحاصيل، مشددةً على ضرورة اختيار الصنف المناسب من البذور والحصول عليها من مصادر موثوقة، مع ضرورة اتباع أفضل الممارسات الزراعية لضمان تحقيق إنتاجية عالية.
المعاملات الزراعية
أوصت باستخدام السماد البلدي المتحلل عند تجهيز الأرض، مشيرةً إلى أن السماد غير المعالج قد يؤدي إلى إصابة المحاصيل بالأمراض الفطرية مثل الفيوزاريوم، مما يقلل من جودتها وإنتاجيتها.
ونصحت باستخدام الكبريت الزراعي وسوبر فوسفات الكالسيوم، لتحسين خصوبة التربة وتقوية العود، خاصة في الأراضي الرملية، مع تجهيز الأرض وخلط الأسمدة مع التربة قبل الزراعة.
أهمية صيانة النقاطات
لفتت الباحثة بمعهد بحوث البساتين إلى أهمية الحفاظ على النقاطات المستخدمة في الري، مشيرةً إلى ضرورة معالجة سد النقاطات بشكل دوري، من خلال استخدام حمض الفوسفوريك أو غيره من الوسائل المناسبة، مشددةً على الالتزام بالمسافات المثلى بين النقاطات، والتي يتوجب أن تتراوح بين 25 و30 سنتيمترًا، وذلك لضمان توزيع كافٍ للمياه.
مكافحة الحشائش في نظم الري بالتنقيط
قدمت “أبو الليل” عددًا من النصائح لمزارعي الكمون بالأراضي التي تستخدم تقنية الري بالتنقيط، حيث تحتاج إلى عناية خاصة في معاملات الري، لافتةً إلى أهمية تنفيذ ريّة أولى قبل الزراعة للتخلص من الحشائش، ثم تحديد كميات السماد العضوي وفقًا لاحتياجات الأرض ونوعها.
وفي حالة زراعة المحاصيل البقولية، أكدت على ضرورة زيادة النيتروجين، أما في حالة زراعة النجيليات، فيجب التركيز على السماد العضوي والنيتروجين لتحقيق أفضل إنتاجية.
مكافحة الفيوزاريوم
أشارت إلى أن الكمون يعتبر حساسًا تجاه الأمراض الفطرية، مثل الفيوزاريوم، موضحةً ضرورة معالجة البذور بمركبات مثل “التوبسين” أو “بايو توبسين” قبل الزراعة، خصوصًا في الأراضي الجديدة التي تحتاج إلى عناية خاصة لزيادة المادة العضوية وتحسين جودة الإنتاج، مع الالتزام باستخدام الرمل في خلط البذور بالأراضي الرملية، نظرًا لدوره الفاعل في تحسين عملية تثبيت البذور في التربة، وهو أمر ضروري لنجاح المحصول.
ولفتت أيضًا إلى أن الري يجب أن يتم بعناية خاصة في الأراضي الرملية، حيث يتحكم المزارع في كمية المياه باستخدام النقاطات، مشيرةً إلى أن الكمون يحتاج من ثلاث إلى أربع ريّات من بداية زراعته حتى الحصاد، مؤكدةً على أهمية مراقبة التربة والري وفقًا لاحتياجات النبات، بحيث لا يتم الإفراط في استخدام المياه، لتجنب تأثيراتها السلبية على المحصول.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
النباتات الطبية والعطرية.. تداعيات التغيرات المناخية وأهمية الحفاظ على الأصول الوراثية
زراعة النباتات الطبية والعطرية وفوائد التحميل وانعكاساتها على معدلات الإصابة بالأمراض