محصول البصل وأبرز التوصيات الفنية الواجب اتباعها، وطرق التخزين الصحيحة والمثلى، والخريطة الصنفية الموصى بها، كانت ضمن أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور عبد المجيد مبروك – رئيس قسم بحوث البصل في معهد بحوث المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح” المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
استراتيجيات تطوير أصناف محصول البصل وخطط تحسين التقاوي
في البداية تحدث الدكتور عبد المجيد مبروك عن أهمية اختيار الصنف المناسب، والذي يتحدد وفقًا للغرض من زراعته، حيث يتنوع البصل بين الأصفر والأبيض.
وأوضح “مبروك” أن البصل الأبيض يتميز بجودة تصافي أعلى وانخفاض معدلات الفقد في مرحلة التجهيز، ما يجعله الخيار الأفضل للتجفيف، مشيرً إلى أن اختيار الصنف يعتمد أيضًا على تحديد الوجهة التسويقية للمحصول، سواء كانت للاستهلاك المحلي أم للتصدير.
وتطرق إلى جهود معهد البحوث الحقلية، موضحًا أنه لا يكتفي باستنباط الأصناف الجديدة فقط، بل يمتد نشاطه البحثي والتطبيقي لإنتاج التقاوي الأساسية، التي يتم توزيعها على الشركات المرخصة، لإكثارها وتسويقها للمزارعين، لافتًا إلى أن هذه الآلية تعزز قدرة الإدارة المركزية للإنتاج، في تلبية احتياجات كافة المحافظات من التقاوي.
إكثار التقاوي
وسلط “مبروك” الضوء على بعض الأخطاء الشائعة التي يرتكبها مزارعو محصول البصل، وفي مقدمتها إكثار التقاوي بشكل فردي، ودون وجود الدراية والوعي الكافي بأهم اشتراطاتها، ما يؤدي إلى زيادة فرص خلط الأصناف، والتي تؤثر سلبًا على جودة المحصول النهائي.
ولفت إلى تداعيات خلط البصل الأبيض بالأصفر أو الأحمر، مؤكدًا أنه يتسبب في وجود العديد من المشاكل التسويقية سواء محليًا أو دوليًا، حيث يتم رفض البصل الذي يعاني من مشاكل مثل وجود بصيلات مزدوجة أو زهرية.
ونصح المزارعين بالتوجه إلى الشركات المرخصة أو الإدارة المركزية للحصول على التقاوي المعتمدة، حيث يوفر المعهد والإدارة ما يكفي لتلبية الطلبات السنوية، مؤكدًا على ضرورة استخدام تقاوي جديدة كل عام لضمان جودة الإنتاج.
أهمية الالتزام بموعد الزراعة المناسب
شدد “مبروك” على أن اختيار موعد الزراعة المناسب، يعد من العوامل الأساسية لضمان إنتاجية وجودة عالية من محصول البصل، مشيرًا إلى نتائج الدراسات البحثية التي أثبتت أن الزراعة في موعد غير مناسب، قد تؤدي إلى ظهور بعض المشاكل، مثل التزهير المبكر أو ظهور بصيلات مزدوجة.
وأوضح أن شهر أغسطس هو الأنسب لزراعة صنف “جيزة 70” في محافظات الوجه القبلي، بينما يحذر زراعته في سبتمبر، وبالنسبة لصنف “جيزة 6″، فإن زراعته مبكرًا قد تؤدي إلى زيادة حجم الشتلات، وتؤثر بالسلب على معدلات الجودة.
وأكد أن الظروف الجوية تلعب دورًا كبيرًا في توقيت الزراعة، حيث تحتاج بذور البصل إلى درجات حرارة تتراوح بين 18 و25 درجة مئوية للإنبات، ولهذا ينصح بمتابعة الأرصاد الجوية بدقة، لضمان زراعة البصل في الظروف المثلى.
تأثير الأسعار على اتخاذ قرارات الزراعة
وتناول “مبروك” تأثير تقلبات الأسعار على قرارات المزارعين، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار البصل قد يدفع بعض المزارعين إلى التخلي عن زراعة محاصيل أخرى مثل البرسيم أو القمح وتحويل أراضيهم لزراعة البصل بشكل متأخر، وهي الممارسات التي تؤدي في الغالب إلى انخفاض إنتاجية الفدان، خاصة إذا كانت فترة الشتاء قصيرة.
وضرب المثل ببعض الحالات التي أبلغ فيها مزارعي الوجه القبلي عن انخفاض إنتاجية الفدان من 25 طن إلى 5 أو 6 أطنان فقط، بسبب الزراعة المتأخرة وظروف الشتاء غير الملائمة.
خلاصة وتوصيات
في النهاية، شدد الدكتور عبد المجيد مبروك على ضرورة توخي الحذر والالتزام بالتوصيات الفنية المقدمة من معهد بحوث المحاصيل الحقلية، ونصح المزارعين بالتواصل مع الإدارة المركزية أو قسم بحوث البصل في حالة مواجهة أي مشاكل تقنية أو زراعية لضمان جودة المحصول وزيادة الإنتاجية.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
الموعد الأمثل لزراعة محصول البصل واشتراطات الري والتسميد
محصول البصل.. قواعد اختيار الصنف الملائم للزراعة ودور البحث العلمي في مضاعفة الإنتاجية