مشاتل زراعة الفراولة أحد الأنشطة الزراعية التي تُدر عائدًا اقتصاديًا مُرضيًا للكثير من صغار المُزارعين والمُستثمرين، والتي يسعى البعض للدلوف إلى عالمها، ولكنهم يفتقدون لمعرفة القواعد الأساسية الحاكمة لهذه التجربة الثرية، ما يستدعي الاستماع لرأي الأساتذة والمُتخصصين، لمعرفة الإجابات الشافية حول أهم الركائز المُفترض توافرها لتحقيق أفضل النتائج.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور كرم الدسوقي – مدير عام الإدارة العامة للخضر والنباتات الطبية والعطرية، بالإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة – باستفاضة عن خطوات إنشاء وتأسيس مشاتل زراعة الفراولة، وأهم الاشتراطات والأساسيات الواجب توافرها، بالإضافة للخطوات الخاصة بالحصول على الترخيص اللازم لتأسيس المشتل.
مشاتل زراعة الفراولة.. التعقيم أول خطوات التأسيس والاستعداد
في البداية أكد الدكتور كرم الدسوقي أن تأسيس مشاتل زراعة الفراولة، يتطلب الالتزام بإجراء بعض الخطوات الأساسية التي تمضي وفق تسلسل مُعين، لضمان نقاء وسلامة السلالة، وخلو الشتلات التي سيتم نقلها وزراعتها إلى الأراضي البديلة من أي أمراض أو فطريات ضارة.
وأوضح “الدسوقي” أن أولى هذه الخطوات هو تعقيم التُربة، بالمواد والتركيبات المُصرح بها من قِبل وزارة الزراعة، كخطوة وقائية أساسية لحماية “الجيل الأم”، من خطر الإصابة بالنيماتودا والأمراض الفطرية، لافتًا إلى أن أي إصابة تحدث لهذا الجيل، تنتقل بالتبعية إلى الإجيال التالية، ومنها إلى الأراضي المُستديمة التي ستستقبل هذه الشتلات.
تحليل التربة
أشار إلى أن ثاني الخطوات هي قيام المُزارع بتحليل التربة، للتأكد من عدم وجود أي مُسببات مرضية أو فطرية فيها، علاوة على معرفة درجة الملوحة الخاصة بها، لضمان نجاح عملية تأسيس مشاتل زراعة الفراولة بالشكل الأمثل، ومُضيها في الطريق الصحيح.
ولفت “الدسوقي” إلى مدى أهمية تحليل التربة في نجاح عملية الإعداد والتجهيز لتأسيس مشاتل زراعة الفراولة أو أي محصول آخر، موضحًا أن توفر على المُزارع الكثير من الوقت والجهد والتكاليف، والتي قد يتم إهدارها في العلاج وإجراءات المُكافحة، علاوة على ترشيد النفقات الخاصة ببرامج التسميد، حال اكتشاف عدم احتياج الأرض لبعض العناصر التي كانت ستتم إضافتها، والعكس صحيح بالنسبة للتركيز على العناصر غير الموجودة بوفرة، والتي يتم تعويضها من خلال هذه المُعاملات.
تحليل المياه
انتقل مدير عام الإدارة العامة للخضر والنباتات الطبية والعطرية إلى الخطوة التالية في مرحلة الإعداد لتأسيس وتجهيز مشاتل زراعة الفراولة، موضحًا أن هذه المرحلة يتم فيها تحليل مياه الري المُستخدمة، أثناء إجراء المُعاملات الزراعية، نظرًا للحساسية الشديدة التي يتسم بها هذا المحصول الخضري، والتي تتأثر بأي اختلال في مُعدلات ونسب الملوحة.
موضوعات ذات صلة:
محصول الفراولة.. أهميته الاقتصادية وشروط وقواعد زراعته
تكلفة تعقيم التربة
أوضح الدكتور كرم الدسوقي أن تعقيم تربة المشتل يحتاج ما بين ثُلث ونصف طن من المواد الموصى بها، مُشيرًا إلى أن سعر الطن يصل إلى 70 ألف جنيه، ما يعني أن التكلفة المبدئية لعملية التعقيم تتراوح ما بين 24 إلى 35 ألف جنيه للفدان الواحد، وهو الأمر الذي لا يُطيقه بعض المُزارعين وصغار المُستثمرين، ما يدفعهم للجوء إلى بعض الحلول البديلة.
حلول بديلة لـ”تعقيم تربة المشتل”
كشف “الدسوقي” أن بعض المُزارعين يلجأون إلى استخدام بعض الحلول البديلة، لتقليل كُلفة إعداد وتهذيب التربة، تمهيدًا لبدء موسم الزراعة بالمشتل، لافتًا إلى أن أبرز هذه الإجراءات هو تقليب التُربة بواسطة الجرافات على أعماق تصل إلى 1.5 متر، ما يُخلصها من كافة الحشائش والمُسببات المرضية مثل النيماتودا، ويصعد بمكونات جديدة إلى السطح، تسمح بنجاح عملية الزراعة، قبل بدء تخطيط الأرض.
وأوضح أن هذا الإجراء يصلح للأراضي البكر، التي لم يتم زراعتها من قبل، مُشيرًا إلى أنه يأتي بنتائج جيدة ومقبولة كإجراء بديل عن عملية التعقيم “الباهظة”، بالإضافة لانخفاض تكلفة إجرائها والتي لا تتجاوز حدود الـ5 آلاف جنيه.
إقرأ أيضًا:
تقاوي القمح.. “باحثة” توضح أسباب إصابة بعض الأصناف بـ”الصدأ الأصفر”
تخطيط التربة
وهي المرحلة التالية للتقليب والحرث أو التعقيم، ويتم فيها تخطيط الأرض بعدة أشكال تختلف حسب المدرسة التي يتبعها المُزارع أو صاحب المشتل، فالبعض يزرع على مصاطب بعرض 2م، والبعض الآخر يزرع على 1م، وهناك فريق ثالث يعمل على أرض مُسطحة، وهذه الإجراءات يحكمها نوع الصنف، وطريقة تكاثره وغيرها من العوامل.
إضافة الأسمدة البلدية “المُتحللة”
واصل الدكتور كرم الدسوقي شرحه لخطوات إعداد وتجهيز مشاتل زراعة الفراولة، موضحًا أن الإجراء التالي لعملية التعقيم أو التقليب هو إضافة الأسمدة البلدية “المُتحللة” أو “الكمبوست” أو أي “مُخلفات نباتية” مُتاحة ومضمونة، طبقًا للكمية المُوصى بها والتي تُقدر ما بين 7 إلى 8 متر مُكعب “سبلة كتكوت”.
وأوضح أن غالبية المُزارعين وأصحاب مشاتل زراعة الفراولة لديهم عقيدة ويقين راسخ بضرورة زيادة الجرعة السمادية المقدمة للتربة والتي تصل في بعض الأحيان إلى حوالي 50 متر مُكعب من الأسمدة البلدية المُتحللة، وهي المُعاملة التي لا تؤتي ثمارها كما يعتقدون، ما يضعها في بند الخسائر المُباشرة قبل بداية الموسم.
لا يفوتك.. أهم إجراءات مكافحة أمراض القمح أثناء موسم الحصاد